"الجيش المحمدي".. حيلة تركيا لخداع الشعوب وتجميل الوجه العدواني
العدوان التركي على شمال سوريا
مع بدء العدوان التركى على سوريا، وصف الرئيس التركى رجب طيب أردوغان القوات المشاركة فى الغزو أو العملية المسماة «نبع السلام» بـ«الجيش المحمدى»، لينسب تلك القوات الغازية إلى نبى الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، ما اعتبره متابعون للشأن التركى محاولة لتغطية سلوكه العدوانى ووجهه الاحتلالى.
"عبدالفتاح": العثمانيون نهبوا الحجاز بنفس المسميات
وقال الخبير فى الشأن التركى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور بشير عبدالفتاح، إن استخدام تعبير «الجيش المحمدى»، وسيلة لتوظيف الدين حتى لا تبدو الأعمال التى يقوم بها «أردوغان» على أنها احتلال أو غزو، مضيفاً لـ«الوطن»: «هى نفس الشعارات التى رفعها العثمانيون من قبل، حتى إنهم كانوا ينهبون بلاد الحجاز تحت شعارات دينية ومسميات من هذا النوع، فقط محاولة لتغليف هذا النوع من السياسات العدائية بغلاف دينى».
وعن درجة قبول مثل هذه المسميات، قال «عبدالفتاح»: «ربما داخل تركيا هناك مؤيدو حزب العدالة والتنمية الحاكم من البسطاء يقتنعون بهذه الشعارات والمسميات وتنطلى عليهم، إلا أن الأمر بات مختلفاً بالنسبة للشعوب العربية، فلم يعد ينطلى عليها هذه المسميات». وقال «عبدالفتاح»: كانت هناك مسميات مشابهة لـ«الجيش المحمدى» لدى العثمانيين لوصف فتوحاتهم، أو لنكن أكثر دقة عملياتهم الخارجية، وهنا ملاحظة أن كلمة «المحمدى» كان يستخدمها غير العرب وغير المسلمين فى بعض الفترات التاريخية لوصف المسلمين، فكان يقال عنهم «المحمديون»، ولأن «أردوغان» أعجمى يبدو أنه أُعجب بالتعبير فى محاولة لربط كل ما يقوم به بالرسول وأن ينفى عنه صفات المحتل.
"حنا": عادوا إليها بعد استبعادهم من عضوية "الاتحاد الأوروبى"
وقالت دكتورة نيللى حنا، أستاذ الدراسات العثمانية فى الجامعة الأمريكية إن «الدولة العثمانية جرى فيها استخدام مثل هذه الشعارات، وتكررت فى حالات كثيرة، وربما الرئيس التركى يحاول حالياً استعادة مثل هذه الشعارات لمحاولة ضم بعض المناطق المجاورة له، ويقوم بما قامت به الدولة العثمانية». وأضافت «حنا»: «هذا يأتى خصوصاً مع شبه حالة الاستبعاد لتركيا فى مسألة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى، وهى الحالة التى جعلت الرئيس التركى يعيد حساباته ويعود إلى نفس السياسات العثمانية القديمة ويوجه بوصلته إلى آسيا وتحديداً آسيا الوسطى، إلى جانب منطقة الشرق الأوسط».