الأمم المتحدة تدعو إلى احتواء التوتر في لبنان
منظمة الأمم المتحدة
دعت الأمم المتحدة، اليوم، جميع الأطراف إلى الامتناع عن "أنشطة من شأنها زيادة التوتر وأعمال العنف" في لبنان، الذي يشهد منذ أمس مظاهرات ضد الفساد وتردي الظروف المعيشية والاقتصادية، وقال المتحدث باسم المنظمة ستيفان دوجاريك خلال مؤتمره الصحفي اليومي إن "الأمم المتحدة تواصل العمل مع حكومة لبنان والشركاء الدوليين بهدف المساعدة في مواجهة التحديات التي يواجهها لبنان، ويشمل ذلك وضعه الاقتصادي".
وأمهل رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري مساء اليوم الجمعة شركاءه في الحكومة 72 ساعة لدعم "الإصلاحات" في لبنان متهما بعضهم بتعطيل عمله، وذلك تزامنا مع موجة تظاهرات ضخمة تشهدها البلاد ضد الطبقة السياسية والتدهور الاقتصادي.
واندلعت المظاهرات غير المسبوقة منذ سنوات، أمس الخميس بعد إقرار الحكومة ضريبة على الاتصالات عبر تطبيقات الإنترنت، ورغم سحب الحكومة قرارها على وقع غضب الشارع، لم تتوقف حركة الاحتجاجات ضد كافة مكونات الطبقة السياسية الممثلة في حكومة الرئيس سعد الحريري، وعلت مطالب الشارع باستقالتها، في حراك جامع لم يستثن حزباً أو طائفة أو زعيماً.
وتصاعدت نقمة الشارع في لبنان خلال الأسابيع الأخيرة إزاء احتمال تدهور قيمة العملة المحلية التي تراجعت قيمتها في السوق السوداء مقابل الدولار، وتوجه الحكومة لفرض ضرائب جديدة وسط مؤشرات على انهيار اقتصادي وشيك، وقطع المتظاهرون طرقاً رئيسية في مختلف المناطق وتلك المؤدية إلى العاصمة ومطار بيروت الدولي لليوم الثاني على التوالي، وعملت القوى الأمنية مراراً على إعادة فتح الطرق الحيوية.
وتجمع المتظاهرون في وسط بيروت قرب مقر الحكومة الجمعة مرددين شعار "ثورة، ثورة" و"الشعب يريد إسقاط النظام"، في وقت أقفلت المدارس والجامعات والمصارف والعديد من المؤسسات أبوابها، ورفع أحدهم لافتة كتب عليها "الإسقاط والمحاسبة، كلهم يعني كلهم"، في إشارة إلى كامل الطبقة السياسية، وهتف متظاهرون بالعامية "برا برا برا، الحريري إطلع برا".