بين الإرهاب وجرائم القتل.. كاميرات المراقبة شاهد لا يكذب وعين لا تنام
محمود البنا
"شاهد إثبات لا يكذب وعين مراقب لا تنام"، هكذا أصبحت كاميرات المراقبة المتواجدة في الشوارع، في الآونة الأخيرة بعد أن ساعدت رجال الأمن في كشف ملابسات العديد من الجرائم التي شهدها الشارع المصري، سواء الجرائم الإرهابية أو حوادث القتل، كان آخرها واقعة شهيد الشهامة "محمود البنا".
تسجيلات كاميرات المراقبة الموجودة في مكان الحادث، شاهدتها النيابة العامة، إذ رصدت وقوع مشاجرة مع المجني عليه وسط حشد من الفتيان ثم محاولة هروبه منهم، ولحاق آخرين به ثم ظهوره في مشهد ثانٍ وآخر يحاول الإمساك به، وفي مشهد أخير رصدت كاميرات المراقبة الدم يسيل من قدم محمود البنا اليسرى.
لم تكن قضية "شهيد الشهامة" القصة الوحيدة التي لعبت كاميرات المراقبة دورا كبيرا في حل لغزها وكشف مرتكبيها، حيث ساعدت الكاميرات في كشف هوية المتهمين في عدد من القضايا وجرائم القتل، منها:
قضية فتاة الشرف بالعياط
في قضية "أميرة"، فتاة الشرف بالعياط، التي اتهمت فيها بقتل شاب حاول اغتصابها في مدق جبلي بالعياط، تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ظهرت فيه الفتاة في أثناء استقلالها السيارة "سيارة ميكروباص" مع القتيل، من داخل محطة بنزين، وظهر في الفيديو شابا آخر بجوار السائق، وعقب ظهور الفيديو وشك الأدلة الجنائية في وجود جلد آخر في أظافر القتيل غير جلد "وجه" الفتاة، ظهرت حالة من الجدل حول الواقعة.
وعقب ظهور الفيديو، فحصت أجهزة الأمن الفيديو وتوصلت إلى صاحب محطة البنزين، وبدأت في التحري عنه، وتمكنت القوات من تحديد هوية الشاب الآخر، وانطقلت مأمورية من المباحث لمناقشته هو والعاملين بالمحطة وفرغت القوات الكاميرات.
واقعة قتل "خفير الدقي"
في واقعة قتل "خفير الدقي" كشفت "120" ثانية سجلتها إحدى كاميرات المراقبة الموجودة بأحد المحال التجارية، أسفل كوبري الدقي، تفاصيل الجريمة التي انتهت بمقتل الخفير وسرقة 600 جنيه.
وأظهرت الكاميرا ملامح المتهم، وتمكنت القوات تحت إشراف اللواء محمد عبدالتواب نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء مدحت فارس مدير المباحث، من إلقاء القبض على المتهم، بعد تحديد هويته من خلال فحص المشتبه فيهم، ومرتبكي الوقائع المماثلة والخارجين حديثا من السجون.
واقعة تعذيب وقتل وسحل زين
في منطقة بولاق الدكرور وقعت جريمة قتل بشعة في أبريل الماضي، كان أبطالها عدد كبير من المتهمين الذين سحلوا شابا في الشارع بعد تجريده من ملابسه ثم قتلوه ومثلوا بجثته، لتتمكن المباحث والجهات القضائية من تحديد هوية المتهمين بارتكاب الجريمة، من خلال كاميرات وثقت وسجلت تفاصيل الجريمة بالصوت والصورة.
وقررت النيابة العامة حبس 7 متهمين في واقعة قتل وسحل الشاب "زين"، ووجهت لهم تهمة القتل العمد، والبلطجة وحيازة سلاح أبيض، في الواقعة التي شهدها شارع الثلاجة بصفط اللبن بمنطقة بولاق الدكرور، غرب محافظة الجيزة.
واقعة الدرب الأحمر وتفجير عزبة الهجانة من الجرائم الإرهابية التي كشفتها كاميرات المراقبة
وبخلاف جرائم القتل المتكررة في الشارع المصري، ساعدت كاميرات المراقبة على الكشف عن مرتكبي عدد من الجرائم الإرهابية خلال الآونة الأخيرة، ومنها حادث الدرب الأحمر الذي وقع في فبراير الماضي.
حيث كشفت كاميرات المراقبة صورة الإرهابي في أثناء وضعه للعبوة الناسفة، وعقب تتبع خط سير المتهم بعد استقلاله دراجته الهوائية من خلال تفريغ كاميرات المراقبة جرى تحديد انتهاء خط سيرة في إحدى حارات الدرب الأحمر، وتمكنت قوات الأمن من إبطال مفعولها وفي أثناء القبض عليه فجر نفسه بحزام ناسف، ما أدى إلى استشهاد ضابط واثنين من أفراد الشرطة.
وفي يناير الماضي، خلال واقعة تفجير كنيسة عزبة الهجانة، كشفت كاميرات المراقبة عن شخصية الإرهابي المتهم في التفجير، الذي زرع عبوة ناسفة أعلى عقار مواجه للكنيسة بالتزامن مع أعياد رأس السنة، وفي أثناء تفكيك العبوة الناسفة انفجرت ما أدى لاستشهاد الرائد مصطفى عبيد.
وكشفت التحقيقات أن الحقيبة التي زرعها الإرهابي تحوي 3 عبوات ناسفة بينها واحدة تحوي على مواد متفجرة تستخدم لأول مرة في مصر وشديدة الخطورة.
وفي واقعة استهداف قول أمني بالبدرشين، في يونيو 2017، ساهمت كاميرات المراقبة الخاصة بإحدى محطات البنزين، في تحديد هوية المتهمين، وألقي القبض على بعضهم في أوقات لاحقة.
خبير أمني: كاميرات المراقبة تساعد رجال الأمن في تحديد ملامح وهوية القاتل وتوقيت الجريمة
اللواء رضا يعقوب الخبير الأمني، أكد أهمية كاميرات المراقبة حاليا كأداة إثبات قوية في الجرائم المختلفة سواء الإرهابية أو جرائم العنف والقتل، وأصبحت النظم الأمنية حول العالم تعتمد عليها في البحث عن الجناة.
وأضاف يعقوب، لـ"الوطن"، أن كاميرات المراقبة والتي تختلف أنواعها من كاميرات ليلية ونهارية لا بد من وجودها في كل الميادين العامة والمحلات التجارية والأماكن المزدحة لأهميتها الشديدة ليس فقط في تحديد هوية المتهم، وإنما في تحديد آلة ارتكاب الجريمة وموقع الجريمة وتوقيتها وكلها من العوامل المهمة التي تكشف ملابسات الجريمة وتسهل مهمة رجال الأمن.