"حجازي".. دار في القليوبية لخدمة "مجهولي النسب" حتى سن عامين
طفلة
تعد ظاهرة العثور على الأطفال مجهولي النسب أو "اللقطاء" من حديثي الولادة إحدى الظواهر التي لا تخلو منها محافظة أو مكان، وخاصة في محافظة القليوبية، حيث تشهد المحافظة العثور على مثل هذه الحالات بشكل يكاد يكون شبه أسبوعي حيث تتلقى أجهزة الشرطة والنيابة العامة والتضامن والصحة بلاغات من الأهالي بالعثور على أطفال حديثي الولادة يعثر عليهم في الشوارع ومداخل العمارات ومقالب القمامة وغيرها من الأماكن، حيث تقرر النيابة إيداعهم حضانات المستشفيات العامة حتى صدور قرار بإلحاق الحالة دار الأطفال المعثور عليهم.
وتخدم محافظة القليوبية والمحافظات المجاورة دار واحدة هي دار مركز طبي حجازي بشبرا الخيمة ضمن برنامج الأطفال المعثور عليهم وهو برنامج تشاركي بين وزارتي الصحة والتضامن، وكانت الدار مقرها الدائم مستشفى دار الولادة ببنها والتي خرجت من الخدمة وجرى هدمها في أوائل الألفية الثالثة وتم استبدالها بدار مجهزة على أعلى مستوى بمركز طبي حجازي بشبرا الخيمة وهو أحد برامج وزارة الصحة لرعاية الأطفال المعزولين عن ذويهم أو المعثور عليهم أو الضالين لرعاية الأطفال المعثور، حيث جرى تجهيز مركز طبي حجازي بجميع الاحتياجات ودعمها بمستلزمات الأغذية والإعاشة.
تعد هذه الدار من إحدى دور الرعاية الاجتماعية التابعة لوزارة الصحة وبإشراف وزارة التضامن الاجتماعي، حيث خصصت وزارة الصحة برنامج لرعاية الأطفال المعزولين عن ذويهم أو المعثور عليهم أو الضالين.
يقول الدكتور حمدي الطباخ وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، إن الوزارة أتاحت 32 قسما بمراكز رعاية الأمومة والطفولة والمراكز الصحية على مستوى الجمهورية لرعاية الأطفال المعثور عليهم موزعة على مستوى الجمهورية حيث توفر لهم الدعم اللازم.
وأشار "الطباخ" إلى أن الدار تتبع وزارة الصحة وتشرف عليها مديرية التضامن الاجتماعي بالقليوبية، حيث خصصت وزارة الصحة برنامجا لرعاية الأطفال المعزولين عن ذويهم أو المعثور عليهم أو الضالين.
وأوضح الطباخ أن مركز يخدم محافظة القليوبية والمحافظات المجاورة وهو مؤهل لاستقبال الأطفال اللقطاء وتقديم الرعاية الصحية والعناية بهم وتوفير الإعاشة والغذاء والملبس حتى يصل الطفل سن عامين ويسلم لدار الإيواء والرعاية للأيتام ومجهولي النسب، مشيرا إلى أن الدار تعمل بكفاءة عالية ومطورة تتعامل مع الطفل بدون تكاليف دون الحاجة للتبرعات ولكن هذا لا يمنع من قبول التبرعات العينية والمادية لتحسين الخدمة وتطويرها.
وأضاف الطباخ أن المكان مجهز بجميع الاحتياجات ويتم دعمه بمستلزمات الأغذية والإعاشة، موضحا أنه عند العثور على الطفل حديث الولادة يجري تسليمه إلى أقرب مركز شرطة وتحرير محضر بأوصاف الطفل للمساعدة في الحصول على أهليته وفي حالة عدم العثور على أهله يجري تحويله إلى مركز الصحة لاستخراج شهادة ميلاد له ويجري إيداع الطفل في دار إيواء وتقوم الجمعية باستخراج شهادة ميلاد الطفل بعد مرور سنة من وجود الطفل بالدار وفي حالة موافقة اللجنة على كفالة الطفل للأسرة التي عثرت عليها تقوم المديرية بتسليم الطفل لهذه الأسرة وعند تجاهل الأسرة تسليم الأطفال المعثور عليهم، يتعذر استخراج شهادة ميلاد للأطفال لإثبات هويتهم في الدولة ويصبح الطفل ضمن أطفال الشوارع.
وأوضح الطباخ أن هناك تنسيقا بين مديرية التضامن الاجتماعي ومديرية الصحة عن طريق المركز المعثور الموجود في مركز طبي حجازي، حيث تقوم الصحة باستخراج شهادات ميلاد للأطفال ويتم إيداعهم بجمعيات دور إيواء تتبع للشؤون الاجتماعية أو كفالتهم لأسر بديلة.
يوضح علي محمد، من أهالي بنها، والذي عثر منذ شهر تقريبا على رضيعة أطلق عليها اسم "رودينا"، أن تجربته مع هذه الحالة كشفت الكثير من الأوضاع الخاصة بهذه الفئة من المواليد مجهولي النسب أو اللقطاء، مشيرا إلى أنه في البداية جرى تحرير محضر بالواقعة ثم تسلمت مستشفى بنها العام الطفلة لإيداعها الحضانة، وهنا بدأت المناشدات من العاملين بالحضانة لتوفير الألبان والأدوية والملابس لهذه الطفلة حيث جرى تدشين حملة على فيس بوك تجاوب معها الكثير من الأهالي بشراء احتياجات الطفلة ومستلزماتها، وبالفعل جرى تدبير المستلزمات والملابس الحفاضات وغيره حتى أصدرت النيابة قرارها خلال 5 أيام بوضع الطفلة في دار الإيواء بمركز طبي حجازي، مشيرا إلى أن الدار توفر المستلزمات اللازمة للطفل لتربيته وإعاشته حتى سن العامين، ولكنها تحتاج دعما من المجتمع المدني لتوفيرها وتوفير احتياجات الأطفال المعثور عليهم من ملابس وحصانات وتجديدات لأماكن الإعاشة وتزويدها بالألعاب الترفيهية اللازمة للأطفال لتحسن حياتهم مع تدريب الأطقم الطبية والتمريض والمشرفين على تقديم خدمات أسرية عالية الجودة للأطفال المعثور عليهم.
ويقول مجدي حسن وكيل وزارة التضامن بالقليوبية، إن المديرية بالتنسيق مع وزارة الصحة تبذلان الجهد لرعاية الأطفال الذين يجري حجزهم في دار الأطفال المعثور عليهم بشبرا الخيمة، موضحا أن الطفل مجهول النسب بمجرد العثور عليه يمر بعدة مراحل تبدأ بتسليمه لأقرب قسم شرطة لكتابة محضر بالحالة ويشترك المبلغ وقسم الشرطة في اختيار اسم الأب له وبعدها يتم تسليمه إلى دار الإيواء بمركز طبي حجازي.
أما إذا كانت حالته الصحية غير مستقرة فيتم نقله لأقرب مستشفى عبر سيارة إسعاف مجهزة وفور شفائه وانتهاء الرعاية الطبية يتم نقله إلى الدار ويتسلمه أخصائى اجتماعي وممرضة متواجدان بها على مدار الساعة، وفور تسلمه يتم اختيار الاسم الثلاثي للطفل ولوالدته، ولا يكتب بالشهادة ما يشير إلى كونه مجهول النسب وتكتب المنطقة التى عثر فيها على الطفل كمحل للميلاد.
وأضاف حسين: "يشترط ألا يتم اختيار اسم مكرر أو متواجد بالفعل أو عالق في ذهن أي من حضور الواقعة، بحيث يشارك جميع الأطراف في اختيار اسمه الذى يحيى عليه ومن ثم لا يصبح من السهل ادعاء معرفته".