مفوِّض البنية التحتية بالاتحاد الأفريقى: ما قامت به مصر منذ توليها رئاسة «الاتحاد» إنجاز كبير
الدكتورة أمانى أبوزيد، مفوِّض البنية التحتية والطاقة بالاتحاد الأفريقى
قالت الدكتورة أمانى أبوزيد، مفوِّض البنية التحتية والطاقة بالاتحاد الأفريقى، إن ما قامت به مصر خلال الفترة القصيرة التى تولت فيها رئاسة الاتحاد الأفريقى حتى الآن يعتبر إنجازاً كبيراً، مشيرة إلى أن مصر لا تترأس الاتحاد فقط، وإنما هناك عدد من اللجان الفرعية أصبحت مصر على رأسها، بما فى ذلك لجنة الطاقة والنقل والسياحة، وأخيراً تم انتخاب مصر بالإجماع من قِبل وزراء الاتصالات الأفارقة لتكون رئيسة للجنة الفنية المتخصصة للإعلام والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وأضافت «أبوزيد» فى حوار لـ«الوطن»، على هامش حضورها مؤتمر وزراء الاتصالات الأفارقة الذى تستضيفه مصر حالياً فى شرم الشيخ، أن «الاتحاد» ممثلاً فى لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والإعلام اقترح إنشاء وحدة خاصة بالذكاء الاصطناعى لخدمة القارة الأفريقية، وذلك فى ضوء إطلاق استراتيجية الاتحاد الأفريقى للتحول الرقمى، مشيراً إلى أن هناك ترحيباً كبيراً من قِبَل الدول الأفريقية بالمبادرات التى أطلقتها مصر مؤخراً لدعم الشباب الأفريقى، وإلى نص الحوار.
فى البداية نود أن نتعرف على تقييمكِ للدور الذى قامت به مصر منذ تولِّى رئاسة الاتحاد الأفريقى إلى الآن؟
- ما قامت به مصر خلال الفترة القصيرة التى تولَّت فيها رئاسة الاتحاد الأفريقى إنجاز كبير، خاصة أن الاتحاد الأفريقى هو الكيان الذى يجمع كل الدول الأفريقية، ويترأسه حالياً الرئيس عبدالفتاح السيسى، فالاتحاد مكون من عدد من القطاعات، وكل قطاع له لجان متخصصة لتنفيذ استراتيجية الاتحاد الرامية إلى خدمة وتنمية جميع البلاد الأفريقية، فى إطار استراتيجية الاتحاد الأفريقى 2030، فإذا نظرنا لهذه اللجان سنجد أن مصر تترأس العديد منها، وفى أبريل الماضى عقدنا اللجنة الخاصة بالنقل والطاقة والسياحة فى القاهرة، وانتخبت الدول الأفريقية وزير الكهرباء المصرى رئيساً لهذه اللجنة لمدة عامين، اللجان الفنية تُعقد كل عامين بغرض وضع السياسات وبرامج الأعمال ومتابعة تنفيذها، وساعدنا أيضاً فى استضافة مصر اللجنة المتخصصة بالمعلوماتية والاتصالات والإعلام، وقبل أيام، تم اختيار مصر بالإجماع لرئاسة هذه اللجنة، فى الحقيقة مصر لم تكن على رأس الاتحاد الأفريقى فقط وإنما أصبحت تترأس معظم اللجان فى الاتحاد فى جميع القطاعات.
هناك دول أفريقية أصبحت مصدراً للتكنولوجيا للعديد من الدول فى العالم
وما أهم الموضوعات التى طُرحت فى الاجتماع؟
- هذا الاجتماع عبارة عن اجتماع مؤسسى للاتحاد الأفريقى ترفع فيه القرارات والمباحثات لمناقشتها فى القمة الأفريقية المزمع انعقادها فى فبراير 2020، بهدف اتخاذ الإجرائيات التنفيذية للقرارات التى تمت مناقشتها فى تلك اللجان بما فيها لجنة الاتصالات والمعلوماتية والإعلام.
وأهم ما طُرح فى هذا الاجتماع هو مناقشة استراتيجية القارة الأفريقية للتحول الرقمى، خاصة أن القارة الأفريقية تشهد تحولاً جذرياً فى كافة نواحى الحياة، خاصة فى ظل وجود التكنولوجيا الرقمية التى أصبحت منتشرة بشكل رهيب فى العالم، ونحن نستعد ونفخر بأن القارة الأفريقية حالياً أصبحت تطوِّع هذه التكنولوجيا لخدمة احتياجاتنا الخاصة، سواء كانت احتياجاتنا اليومية والحياتية والخدمات عن بُعد وتحويل الأموال عن طريق الهاتف المحمول، والدفع الإلكترونى والتجارة الإلكترونية، وتوفير الطاقة والمياه وغيرها من الخدمات التى تسهل حياة المواطنين فى القارة الأفريقية.
د. أمانى أبوزيد: معظم الدول الأفريقية تحتل مراتب متقدمة فى معدلات النمو
وما الذى يسعى الاتحاد الأفريقى إلى تنفيذه فى الوقت الحالى؟
- نحن عازمون على المضى قدماً والأخذ بزمام هذه التكنولوجيا، للمساعدة فى معدلات النمو الاقتصادى، وتحسين مناخ الحياة لكل الدول الأفريقية، وهذا يتضح فى أن هناك 6 دول أفريقية من إجمالى 10 دول فى العالم اقتصادياتها هى الأكثر نمواً، إلى جانب أن معظم الدول الأفريقية تحتل مراتب متقدمة فى معدلات النمو ضمن الـ30 دولة الأكثر نمواً فى العالم.
أبوزيد: لدينا شباب واعد
وما الدعم الذى يقدمه الاتحاد الأفريقى للشباب؟
- لدينا شباب أفريقى واعد، ونرى كل يوم أفكاراً وإبداعات ومشروعات أفريقية ناجحة فى مجال التكنولوجيا لحل مشكلاتنا، وهذا الأمر يوضح أننا أصبحنا منتجين للتكنولوجيا، ولسنا مستهلكين لها، وبالمناسبة هناك دول أفريقية أصبحت مصدراً للتكنولوجيا للعديد من دول العالم، وهذا أمر فى غاية الأهمية.
وماذا عن استراتيجية أفريقيا للتحول الرقمى؟
- نحن نسعى إلى أن نضع استراتيجية تتناسب مع كل دولة، ولكنها فى النهاية تصبح إطاراً عاماً للقارة الأفريقية، كوحدة واحدة تنطلق منها إلى الأمام، خاصة أننا أنشأنا منظمة التجارة الحرة الأفريقية، التى تساعد على التداول الحر للسلع فيها بين الدول الأفريقية، وتكمن هذه الاستراتيجية فى العديد من المحاور، أبرزها على الإطلاق محور الذكاء الاصطناعى، وبالفعل تم إنشاء لجنة خاصة للذكاء الاصطناعى خلال اليومين الماضيين.
وما أهداف لجنة الذكاء الاصطناعى التى تم إنشاؤها؟
- بالفعل تم إنشاء لجنة أفريقية من وزراء الاتصالات الأفارقة خاصة بالذكاء الاصطناعى، هذه اللجنة التى سيصبح أحد أهم أدوارها هو تطويع التكنولوجيا باستخدام الذكاء الاصطناعى لمساعدة الدول الأفريقية على النمو والتطور، وأيضاً نرغب فى أن تصبح القارة الأفريقية سباقة فى مجال الذكاء الاصطناعى، وإذا نظرنا إلى بعض الدول الأفريقية سنجد مثلاً دولة غانا لديها مركز متميز للذكاء الاصطناعى، وأطلق الاتحاد سابقاً مبادرة أفريقية للذكاء الاصطناعى، ونحن نسعى إلى البناء على ما لدينا من إمكانيات وتطويرها، لكى ننطلق بشكل أسرع وموحد فى مجال الذكاء الاصطناعى.
نرى كل يوم أفكاراً وإبداعات ومشروعات ناجحة ولا داعى للخوف من الذكاء الاصطناعى
فى رأيك، نحتاج إلى خلق فرص عمل للشباب الأفريقى، فهل الذكاء الاصطناعى سيُسهم فى ذلك أم سيقضى على فرص العمل؟
- لا داعى للخوف من أن تطبيق الذكاء الاصطناعى فى الحياة سيقضى على فرص العمل، وهذا التخوف ليس له أى داعٍ، لأن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى إذا تسببا فى القضاء على فرصة عمل واحدة فإنهما سيفتحان عشرات الفرص البديلة، ولكننا نسعى إلى تأهيل الشباب الأفريقى ليكون جاهزاً لاقتناص فرص العمل الجديدة، من خلال التدريب والتأهيل، وأيضاً إصدار القوانين والتشريعات المنظمة، وأود أن أشير مرة أخرى إلى أن الاستراتيجية الأفريقية للتحول الرقمى الهدف منها خلق فرص عمل للشباب، ولكن ليست بشكلها الحالى، وإنما من خلال فرص عمل إبداعية، ودورنا هو تأهيل الجو لهذه الأفكار الإبداعية.