لا لتدمير أطفالنا.. تعرضت للعنف منذ كانت جنينا: والدها حاول إسقاطها وواصل ضربها حتى انفصلت الأم
الطفلة كارما
يتعرض الطفل للعنف عادة وهو على أرض الواقع، فى رحم أمه ينتظر لحظة خروجه للحياة بشكل آمن وسليم، لكن «كرما» تعرضت للعنف وهى جنين فى رحم أمها، على يد والدها الذى كان لا يتوانى يوماً عن تسديد اللكمات فى بطن زوجته ليسقط الجنين الذى لا يريده. منذ الشهر السادس فى بطن أمها و«كرما» تتعرض لعنف شديد، حتى إن أمها أسماء عبدالستار، طلبت النجدة ذات مرة لإنقاذها من زوجها الذى كاد أن يقتلها ضرباً: «كنت هموت فى إيده فطلبت له النجدة».
تحكى «أسماء» أن زوجها لم يكن يرغب فى طفل يحمل اسمه ولا يطيق المسئولية والإنفاق على روح جديدة، فقط أراد الزواج منها لتحقيق هدفه وهو تأجير شقة الزوجية مفروشة: «اتجوزنى علشان أفرش الشقة وطردنى».
أتت الصغيرة رغماً عنه فلم يتوقف عن إيذائها، تحكى «أسماء»: «بينى وبينه محاكم وقضايا، وكان كل ما يشوفها يضربها، مرة وهى بنت 9 شهور، رماها فى الأرض لما قلت له خد شوف بنتك يمكن قلبه يحن، وكأنها مش بنته»، تبكى وهى تتذكر ما فعله مع صغيرتها وآثار الضرب واللكمات ما زالت باقية على جسدها ونتيجتها ظهرت على شخصيتها حيت تميل الصغيرة للعصبية وتصرخ بهستيريا: «كل ده من اللى شافته».
تخرجت «أسماء» فى كلية النظم والمعلومات، ولم تكن تتوقع أن يكون هذا مصيرها داخل المحاكم تطلب النجدة وتستغيث لحماية طفلتها، لافتة إلى أنه كان يرفض تسجيلها بعد ولادتها وظلت لأسابيع تستغيث حتى تتمكن من إعطائها التطعيم المطلوب: «قال لى اتنازلى عن كل حاجة وأنا أكتبها غير كده خليها من غير أب، «عملت محضر فى النيابة ومحكمة الأسرة واتسجلت قبل إسقاط القيد بيوم واحد».
انفصلت «أسماء» عن زوجها، وتعالج طفلتها من آثار العنف الذى تعرضت له: «فيه أب يشيل بنته ويرميها فى الأرض كده؟ ده قلبه حجر».. مؤكدة أنه امتنع عن دفع مصاريف ابنته وتجاهل وجودها، رغم حصولها على حكم طلاق من الدرجة الأولى، لافتة إلى أنه لولا مديرية الصحة ساندتها بعد تقديم قسيمة زواجها لإثبات الطفلة لما استطاعت تسجيلها: «كتبت إقرار على نفسى، خصوصاً بعد ما اكتشفت إنه مريض نفسى وحركاته غريبة، وفيه خطورة من الاستمرار معه».
طبيب: الضرب فى سن مبكرة يؤثر على النمو
أكدت الدكتورة ياسمين يحيى، استشارى طب نفسى أطفال، أن الأبحاث الحديثة أثبتت أن العنف والصدمات النفسية التى يتعرض لها الطفل داخل بطن أمه، من الممكن أن تصيبه بمشاكل كثيرة منها صعوبة فى النمو الجسدى والعقلى، مستشهدة بالأطفال الذين يتربون فى الملاجئ ودور رعاية: «حجمهم بيكون أقل من الطفل اللى متربى وسط أهله».
معلقة على إصابة الأب بمرض نفسى مما يدفعه لإيذاء طفله قائلة: «هذا سيزيد من معدل إصابة الطفل نفسه بأمراض نفسية نتيجة الجينات الوراثية، إضافة إلى حدوث صدمات نفسية واحتمالية إصابته بالاكتئاب والقلق والخوف وسلوكيات انتقامية مثل العناد والسرقة والتخريب».
كانت "الوطن" أطلقت، حملة باسم "لا لتدمير أطفالنا" تستهدف مكافحة العنف ضد الأطفال، والكشف عن تأثيراته المدمرة على الصحة النفسية، وكيف يمكن أن يساهم هذا السلوك المشين في خلق جيل مشوه يعاني من الاضطرابات النفسية والأمراض العصبية، من خلال قصص وحكايات إنسانية، أبطالها أطفال واجهوا درجات مختلفة من العنف بجميع صوره، يحكون تجاربهم ويروون مواقف شهدوا عليها وعاشوها، أفقدتهم براءتهم وطفولتهم.
ولإتاحة الفرصة للكشف عن أي جرائم ترتكب ضد الأطفال، تعلن "الوطن" عن استقبال شكاوى أو مشاكل خاصة بالقضية عبر البريد الإلكتروني newspaper@elwatannews.com، أو عبر صفحاتنا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"؛ لنساهم معًا في القضاء على هذه الظاهرة والمشاركة في بناء جيل لا يعاني من مشاكل نفسية.