تراجع القطاع العقاري بدبي يدفع المستثمرين الأجانب للسوق المصرية
تراجع أسعار العقارات فى الإمارات
أفادت تقارير دولية عن تراجع أسعار العقارات فى دولة الإمارات بنسبة 20% خلال الأشهر الأخيرة نتيجة زيادة العرض وضعف ثقة المستهلكين المرتبطة بانخفاض أسعار النفط، وبيئة اقتصادية أقل دعماً، كما كشفت وكالة فيتش الدولية للتصنيف الائتمانى عن مواجهة بنوك الإمارات خطراً متزايداً فى تدهور جودة الأصول، بسبب ضعف قطاع العقارات المحلى، حيث تعتبر جودة الأصول المحرك الرئيسى لتصنيف الجدوى للبنوك الإماراتية.
وأكد مطورون عقاريون أن السوق العقارية المصرية مؤهلة لجذب استثمارات أجنبية وخاصة خليجية وبالتحديد تلك النازحة من دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لما تتمتع به السوق المحلية من مزايا استثمارية وسكنية، مقابل تراجع أسعار العقارات فى دبى وفقاً لتقارير دولية.
وأوضح المطورون أن السوق العقارية المصرية تتمتع بطلب حقيقى وقوى يتطلب العديد من الشركات المحلية والأجنبية لتلبيته، وكذلك حجم تنمية كبير يتضمن فرصاً استثمارية متعددة فى عدد من المدن الجديدة، وطروحات متنوعة من الأراضى بمختلف المساحات وأنظمة الطرح، فضلاً عما تتمتع به مصر من استقرار اقتصادى وأمنى لا يتوافر فى معظم دول المنطقة، لافتين إلى أن هذه العناصر مجتمعة تدعم وتشجع أى مستثمر للوجود فى مصر.
ومن جانبه، أوضح آسر حمدى، رئيس مجلس إدارة شركة «الشرقيون للتنمية العمرانية»، أن سوق دبى بمثابة وجهة HUB للاقتصاد العالمى بأكمله، وبالتالى فإنها تتأثر بمتغيرات الاقتصاد العالمى، فهى وجهة لكل المستثمرين من مختلف أنحاء العالم ومع التغيرات الاقتصادية التى يشهدها العالم حالياً فإنها تتأثر معها، لافتاً إلى أن حجم الاستثمار بالعقار فى دبى أكبر من حجم الطلب الحقيقى.
وأشار إلى أن هناك هدوءاً فى مبيعات العقارات فى دبى بصورة ملحوظة خلال النصف الثانى من العام الجارى، وذلك نتيجة زيادة المعروض من الوحدات بالسوق وتفضيل بعض المستثمرين لقطاعات أخرى لحفظ أموالهم مقارنة بالعقار، وهو ما يجعل المستثمرين يبحثون عن أسواق أخرى بالمنطقة مؤهلة لتقبل استثماراتهم وتحقق العائد المرجو منها.
آسر حمدى: ارتباط دبى بالتباطؤ العالمى يدفع المستثمرين للبحث عن فرص جديدة بالمنطقة والسوق المصرية تتمتع بمزايا لا حصر لها
وأضاف أن السوق العقارية المصرية تتمتع بالعديد من المحفّزات الاستثمارية والتى يأتى على رأسها وجود طلب حقيقى قائم على الزيادة السكانية الضخمة ووجود فجوة بين المعروض والمطلوب بالسوق لكافة الشرائح السكنية، وكذلك حجم الاستقرار الاقتصادى والأمنى والسياسى الذى تتمتع به مصر فى المنطقة، وهو ما يشجع الكثير من المستثمرين على الوجود بمصر خلال الفترة المقبلة.
وتابع أن مصر هى السوق الأقرب لأسواق منطقة الخليج والشرق الأوسط ما يجعلها وجهة لمستثمرين كثيرين خلال الفترة المقبلة، تزامناً مع حجم التنمية التى تتم والفرص الاستثمارية الكبرى الموجودة بمصر.
وقال محمد العسال، الرئيس التنفيذى لشركة مصر إيطاليا العقارية، إن حجم التنمية العمرانية التى تنفذها مصر حالياً فى مختلف المدن الجديدة وبالتحديد فى مدن الجيل الرابع وما تتضمنه من فرص استثمارية، تجذب الكثير من رؤوس الأموال الأجنبية وخاصة الخليجية التى لديها استثمارات سابقة فى مصر وحققت منها أرباحاً جيدة، تمثل تجارب متميزة تشجع المستثمرين على تكرارها، لافتاً إلى أن مصر الأقرب لاستقبال تلك الاستثمارات.
ولفت إلى أن هناك الكثير من الشركات الخليجية التى لديها خبرة واهتمام بتنفيذ مشروعات تجارية وإدارية أكثر من السكنية، وهو ما تحتاجه السوق المحلية لوجود نقص أكبر فى هذا النوع من المشروعات السكنية، وهو ما يحتم على الدولة طرح فرص استثمارية مخصصة لشركات أجنبية لديها خبرة فى تنفيذ استثمارات معينة.
وأشار أيمن سامى، مدير مكتب «جيه إل إل» مصر للاستشارات العقارية، إلى أن أداء السوق العقارية المصرية مؤخراً يؤكد استمرار الأداء الإيجابى لها، وخاصة بالقطاع السكنى، كما أن معدلات النمو القوية تعكس الاستقرار الاقتصادى والسياسى والأمنى الذى تتمتع به مصر مقارنة بأسواق متعددة فى المنطقة.
وأضاف أن هناك حالة من هدوء أداء الشركات العقارية فى منطقة الخليج، وهو ما يجعل المستثمر، إما أن يركز محفظة استثماراته داخل دولته أو البحث عن فرص بديلة فى أسواق أخرى، ومصر هى واحدة من أفضل الأسواق الأخرى التى يسعى المستثمر لتعظيم عائداته الاستثمارية بها، وخاصة مع النشاط المتوقع لأداء السوق خلال العام الجارى.
أيمن سامى: الفترة الحالية هى الأنسب لتركيز الجهود على جذب الاستثمارات الأجنبية
وقال إن هناك عدة شركات خليجية تدرس الوجود بالسوق العقارية المصرية خلال الفترة المقبلة، ولكنها لا تزال فى مرحلة الدراسة، كما أن الشركات الموجودة بالفعل ستقوم بالتوسع فى استثماراتها القائمة بالسوق العقارية، لافتاً إلى أن ارتفاع معدلات نمو الاقتصاد المصرى والاستقرار السياسى والأمنى الحالى عوامل جاذبة لأى مستثمر، بالإضافة إلى التعديلات التشريعية والتنظيمية التى تتم حالياً بالسوق بالتعاون بين المطورين والحكومة.
وأكد أحمد سليم، رئيس شركة بريكزى لإدارة المشروعات، أن الفترة الحالية هى الأنسب لتركيز الجهود على جذب استثمارات أجنبية للسوق العقارية تزامناً مع التوسع فى تنفيذ مشروعات عمرانية متكاملة ضخمة تتسع لجميع أشكال الاستثمارات من عقارى وزراعى وصناعى، لذا فإن مصر يجب أن تركز على فكرة تهيئة السوق العقارية للجاذبية المطلقة للاستثمارات وليس لجذب استثمارات خلال تعرض أسواق لفترة هدوء أو تباطؤ. وأوضح أن مصر مرت بتغيرات متعددة خلال السنوات الأخيرة منعت دون استفادتها من الاستثمارات المحيطة بالمنطقة، ولكنها الآن تشهد استقراراً اقتصادياً وسياسياً ونهضة وتنمية شاملة ومتكاملة بالإضافة للعناصر المتوافرة بها بالفعل، وكلها عوامل جاذبة للاستثمارات الأجنبية، وخاصة بدول المنطقة.