خبراء: "طيبة 1" يسهم فى تطوير الاتصالات وإنشاء شركات محمول مصرية في أفريقيا
الأقمار الصناعية
قال الدكتور مدحت مختار، الرئيس السابق للمركز القومى للاستشعار عن بعد، وعميد المعهد العالى الهندسى بالعبور، إن القمر الصناعى المصرى هو بمثابة نقطة انطلاق لتنمية معظم قطاعات الدولة المعتمدة على الإنترنت والاتصالات، مضيفاً أنه قوة مضافة للبنية الأساسية فى مصر بمجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عبر الشبكتين الأرضية والفضائية، مؤكداً أن الدول التى تمتلك هذه الإمكانيات تكتب لها الريادة بشتى المجالات، وأوضح أن القمر سيكون له مردود قوى للمشروعات التى تعتمد على المعلومات، وتابع أنه بمثابة مشروع قومى ظهر فى وقته لمنح الدولة القوة فى مشروعاتها القومية التى تهدف للاستدامة، وتابع أن «النايل سات» مثلاً عبارة عن منظومة أقمار لخدمة البث التليفزيونى، أما الأقمار الأخرى فهى استشعار وتهدف لدراسة الأرض ومواردها والمخاطر والتلوث، مطالباً بأن يكون لكل جامعة مركز متخصص للتميز يهتم بأبحاث الفضاء، طبقاً لاستراتيجية وكالة الفضاء.
وعن مراكز التميز الموجودة بالجامعات فى علوم الفضاء، قال «مختار» إنها تهتم بالربط بين منظومات الأقمار الصناعية، كما هو متاح بالمعهد العالى للهندسة وتكنولوجيا المعلومات بمدينة العبور، مؤكداً أن الدولة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى انتهجت استراتيجية متميزة تهدف لتنمية وتطوير منظومة البحث العلمى لإخراج مواد تعليمية متميزة تتماشى مع متطلبات سوق العمل محلياً ودولياً، وتابع أن القمر يمكن استخدامه مستقبلاً فى التوسع فى إنشاء عدد من شركات المحمول المصرية بعدد من الدول الأفريقية، فضلاً عن الاستخدامات العلمية والطبية وغيرهما.
"شلبية": سيسهم فى التعليم عن بعد و"أى دولة ملهاش قمر صناعى مش هتقدر تتحكم فى الإعلام المضاد"
وأوضح الدكتور أسامة شلبية، عميد كلية علوم الملاحة والفضاء بجامعة بنى سويف، أن مصر سعت بخطوات ملحوظة لدخول عالم الأقمار الصناعية، مؤكداً أن استخدام الأقمار الصناعية يفيد فى الكثير من المجالات التى تخدم عملية التنمية المستدامة، كالحد من المخاطر التى تتعرض لها الدولة الممثلة فى الفيضانات والزلازل والسيول، فضلاً عن البراكين، وذلك من خلال رصدها بشكل جيد، وأضاف أن القمر الصناعى يلعب دوراً ملموساً فى قطاع الأرصاد الجوية، خاصة فى عمليات التنبؤ، بجانب دوره فى عملية الكشف عن الثروة المعدنية وأماكن تجمع الصخور، والتنقيب عن الآثار، ما يسهم فى تنمية القطاع السياحى، مشيراً إلى أن القمر يستخدم فى تنمية قطاع الزراعة والحفاظ على الأراضى من التصحر، وتابع أن الأقمار الصناعية تسهم فى توفير فرصة التعليم عن بعد، سواء بالتنسيق والتكاتف مع شبكات الاتصالات، أو بوضع التصورات للمناطق النائية، ثم تنفيذ الخطط التعليمية على أساس هذه التصورات.
وأكد أن «أى دولة ملهاش قمر صناعى مش هتقدر تتحكم فى الإعلام المضاد ليها»، موضحاً أنه يلعب دوراً كبيراً فى قطاع الإعلام والاتصال، موضحاً أن الجامعات كانت فى بداية مراحل إنشائها تعتمد على إخراج كوادر تعليمية بتخريج تخصصات عامة غير مرتبطة بالفضاء مباشرة وتحتاج لسنوات فى إعادة تأهيلها للعمل فى تخصصات الفضاء، مضيفاً أن ذلك كان يكلف الدولة مبالغ طائلة، وأشار إلى أن الدولة بصدد الاعتماد على خريجى كليات متخصصة، والقيادة السياسية ترعى وتهتم بتوفير بنية تحتية قوية لكل الكليات التى تقدم خريجاً مؤهلاً فى تخصص الفضاء والملاحة: «الجامعات بمراكزها البحثية وأكاديمية البحث العلمى هى مصنع الأبحاث العلمية المتخصصة فى هذا المجال»، لافتاً إلى أن كلية علوم الملاحة هى أول كلية تضمن تخريج كوادر بشرية تدرك جيداً التعامل مع الأقمار الصناعية من الناحية العلمية والهندسية.
وبشأن وجود آليات للتعاون بين الجهات المحلية والدولية للاستفادة من كيفية استخدام الأقمار الصناعية، قال «شلبية»: «فى البداية لازم يكون فيه تعاون بين الكليات الموجودة جوّه الجامعات نفسها ككليات الزراعة والطب والعلوم، وتعظيم الاستفادة من الأقمار فى هذه التخصصات»، بعدها الجامعات والمراكز البحثية كالهيئة القومية للاستشعار عن بعد، والمعهد القوم للبحوث، ومركز التميز التابع لوزارة الإنتاج الحربى ووكالة الفضاء المصرية، فكلها جهات لا بد من وجود تعاون وثيق بينها، بالإضافة إلى التعاون مع الدول الأخرى لنقل الخبرة فى كيفية استخدام هذه الأقمار».
وقال الدكتور مصطفى عبدالله، رئيس قسم الطيران والفضاء بجامعة زويل، إن الأقمار الصناعية تنقسم لأقمار تصوير كـ«إيجيبت سات A» وأقمار اتصالات مثل «طيبة 1»، الذى تم إطلاقه لتوفير التغطية لمساحات واسعة على مستوى القطر المصرى وعدد من الدول الأفريقية، موضحاً أن القمر سيساعد على توفير وتعظيم خدمات الإنترنت والاتصالات فى مصر، خاصة مع رقمنة نظام التعليم الموجود حالياً، وأوضح أن القمر وزنه أكثر من 5 أطنان، مشيراً إلى أن الخبرات المصرية الفنية فى مصر لا تسمح بإنتاج أقمار بهذا الحجم، ولكن مصر لديها أقمار أخرى فى طريقها للإطلاق بصناعة مصرية».
"أبوزرقا": يخدم التوسع فى الشبكات وتقوية المعلومات عن مصر بأكملها
من جانبه، قال الدكتور محمد أبوزرقا، عميد كلية الحاسبات والمعلومات بالأكاديمية العربية، إن الأقمار الصناعية تفيد بشكل كبير فى مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خاصة مع ظهور التطور التكنولوجى الذى اجتاح العالم فى الآونة الأخيرة، موضحاً أن الأقمار الصناعية تسهم فى التطبيق الجيد لخدمات التموين والصحة والضمانات الاجتماعية والتعليم، وأضاف أن الأقمار الصناعية تخدم عملية التوسع فى شبكات الاتصالات وتقوية المعلومات عن مصر بأكملها، ما يجعل البنية المعلوماتية مؤمّنة بشكل كبير، موضحاً أن دخول مصر عالم الأقمار الصناعية يخدم دول حوض النيل فى عملية التنمية المستدامة بحسب احتياجات كل دولة من خلال تقديم شبكات اتصالات لهذه الدول تمكنها من التواصل بشكل فعال، ما يتيح لمصر الريادة بالمنطقة فى هذا المجال.
وتابع: «يعد مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أحد أهم مجالات الاقتصاد القومى»، مؤكداً أن الأقمار الصناعية تعمل على تعظيم الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات فى عملية الاقتصاد القومى، والاقتصاد القائم على العلم والمعرفة، خاصة فى تطبيق مخرجات البحث العلمى وتحويلها لمنتجات ملموسة تخدم المجتمع المصرى، وأكد أن توافر بنية معلوماتية مهمة عن كل ما يتعلق بالدولة يعد إحدى أهم الآليات التى يتم تنفيذها من خلال القمر الصناعى، الذى يسهم فى متابعة مناسيب المياه والتبخر والمياه الجوفية، فضلاً عن متابعة التغيرات المناخية وكيفية مواجهتها، بجانب ما يُسمى بالشمول المالى فى الوصول لربوع مصر من مؤسسات وهيئات.
وأكدت الدكتورة إيمان على، عميدة كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة القاهرة، أن الأقمار الصناعية تعد نقلة نوعية جديدة فى مصر تسهم فى خوضها مجال الاتصالات بشكل يحقق لها الاستفادة من التكنولوجيا فى مختلف القطاعات، كالصحة والتعليم ووصول خدمات هذه القطاعات لكافة مناطق الجمهورية، علاوة على أهميتها فى عمليات التنبؤ بالتغيرات المناخية، والتى بدورها يمكن أن تؤثر على عمليات التنمية فى أى دولة، فالتنبؤ بقرب وقوع أى زلازل أو براكين يتيح فرصة لأى دولة لاتخاذ كافة الخطوات السلمية التى تقلل آثار الكوارث المحتملة.