الضغط يولد الانفجار وأحياناً الوفاة، حقيقة نصطدم بها أحياناً فى أماكن العمل، وتؤكدها وسائل الإعلام بأخبار مأساوية عن مواطنين هزمتهم الضغوط العصبية، وفقدوا حياتهم فى لحظة غضب، فخلال الثلاثة أشهر الماضية، خرجت من مستشفى جامعة طنطا حالات وفاة لأطباء شباب بسبب ضغوط العمل.
الطب ليس مجال العمل الوحيد الذى يولد ضغوطاً عصبية، إنما يعانى موظفو المصالح الحكومية من نفس الضغوط، وتتأثر صحتهم النفسية والجسدية، الأمر الذى قد ينتهى بأزمات قلبية، ويرى جمال فرويز، استشارى الطب النفسى أن المهن التى تتطلب التعامل المباشر مع الجمهور، أصحابها يكونون عرضة لنفس المصير.
أكثر المهن المعرض أصحابها للإصابة بالأمراض: الطبيب والطيار
«الطبيب خلال عمله يكون مسئولاً عن أرواح المرضى، والموظف الذى يتعامل مع الجمهور يقضى ساعات طويلة فى التراشق بالكلام والمناهدة، أو يصبح أسيراً لشاشة الكمبيوتر ومضطراً للكتابة أو القيام بمهام فنية عبرها مثل الجرافيك والطيارين، ما ينتج عنه إجهاد بدنى وفكرى»، بحسب «فرويز»، الذى شاهد بنفسه موظفين تعرضوا لارتفاع مفاجئ فى ضغط الدم أثناء عملهم والإصابة بأزمات قلبية.
ينصح استشارى الطب النفسى بممارسة تمارين لطرد الضغوط النفسية وتفريغ الطاقة السلبية، عن طريق جهاز يسمى Feedback: «الموظف يمكث على الجهاز لفترة حتى يصل إلى مرحلة الهدوء التام، وتفريغ الطاقة السلبية، ثم يعود لممارسة عمله بشكل طبيعى»، ويتمنى تعميم هذا الجهاز فى أماكن العمل، ليأخذ الموظفون قسطاً من الراحة، ويتخلصوا من الضغوط النفسية والعصبية.
«الإنسان قد يختار تعرضه للضغط، أو يكون سبباً فيه»، وجهة نظر أخرى تطرحها رحاب العوضى، أستاذ مساعد علم النفس السلوكى، ومبررها فى ذلك أن كل فرد مسئول عن تنظيم عمله: «سوء تعامل الإنسان مع ضغوطات العمل قد يؤدى إلى حالات الوفاة، التى تحدث أكثر بين صغار السن لأنهم يتعرضون للضغوط المادية والعصبية والاجتماعية».
38 ساعة قضاها طبيب فى العمل، دون أن يخلد للنوم، ما تسبب فى وفاته، وتحذر منه «العوضى»: «لكى يظل الشخص مستيقظاً طيلة هذه المدة يضطر إلى تناول عديد من المنبهات، وبالتالى يجهد عضلة القلب»، ولتفادى ضغوط العمل تنصح بتخصيص وقت للراحة يومياً، وممارسة الرياضة والترفيه عن النفس باستمرار.
تعليقات الفيسبوك