خبراء: المعلقون هواة يفتقدون المعايير المهنية.. وعلى الهيئات المختصة تنظيم العمل الإعلامي
محمود بكر
توافق أكاديميون ومختصون فى الإعلام على أن التعليق ركن أساسى من الإعلام الرياضى، وأنه المجال الأكثر مشاهدة بين مجالات الإعلام المختلفة، وانتقد المختصون الحالة التى وصل إليها مستوى المعلق فى الفترات الأخيرة، كما فسروا أسباب تراجع هذا المستوى مقارنة برواد المهنة، مؤكدين أهمية دور الهيئات المختصة فى تنظيم العمل الإعلامى فى رد الاعتبار إلى المهنة، من خلال تفعيل المعايير التى وضعتها هيئات تنظيم العمل الإعلامى.
رئيس "رصد أداء الإعلام الرياضى": نبحث عن معلقين من "نجوم اللعبة"
الإذاعى الكبير فهمى عمر، رئيس لجنة رصد أداء الإعلام الرياضى بالمجلس الأعلى للإعلام، ورئيس لجنة اختيار المعلقين بالهيئة الوطنية للإعلام، يقول إن المعلق هو عمود الخيمة فى إذاعة المباراة، مشيراً إلى أن هناك تجاوزات تحدث أحياناً من المعلقين، خاصة فى القنوات التى لا تخضع لسيطرة ماسبيرو، ومن أبرزها التعصب، لفريق أو للاعب معين، أو مناقشة قرارات الحكام حتى لا يشتت المشاهد، ويؤثر بالتالى على الروح الرياضية التى من المفترض أنها أحد أهداف ممارسة الرياضة، مؤكداً أن الهيئة تتخذ العقوبات الواجبة، ويؤكد رئيس لجنة اختيار المعلقين بالهيئة الوطنية للإعلام، أن اللجنة تعقد اختبارات للمتقدمين بطلب للعمل كمعلق رياضى فى إطار المعايير العامة التى يجب أن تتوافر فى المذيع والمعلق، وأبرزها حسن الصوت وسلامة مخارج الألفاظ، ودراسة قوانين اللعبة التى يعلق عليها، وتاريخها وأبطالها وبطولاتها، فهو ليس مهمته وصف ما يجرى فى الملعب، ولكن أيضاً إعطاء ثقافة للجمهور، فمثلاً عند التعليق على مباريات دولية دون أن يعرف معلومات كافية عن هذه الدول، وليست المتعلقة بالرياضة فقط، بل يجب أن يعرف بعض الشىء عن كل شىء، ومن المعايير التى تشترطها اللجنة أن يكون المعلق على درجة عالية جداً من الحيادية والمهنية، وألا ينحاز للنادى الذى ينتمى إليه، ويتابع: نحن نبحث عن معلقين من كبار نجوم اللعبة، إلا أنهم لا يرغبون فى العمل فى المهنة، لأنها ليست مجزية مادياً، ويتجه اللاعب المعتزل لاحتراف التحليل الرياضى، أو تقديم البرامج الرياضية، لتسلط عليه الأضواء، بينما المعلق لا تنقل الكاميرا صورته طوال المباراة، لافتاً إلى أن كل الذين يتقدمون للجنة الامتحان فى الوقت الحالى هواة، مشيراً إلى أنه فى الزمن الجميل للتعليق كان نجوم الكرة هم الذين يعلقون على المباريات بعد اعتزالهم اللعب، منهم كابتن لطيف وحسين مدكور، وعلاء الحامولى ومحمود بكر وميمى الشربينى، كانوا نجوماً فى أنديتهم، والآن أبحث عن لاعب مرموق يرغب فى العمل كمعلق فلا أجد، مع أن لدينا عدداً كبيراً جداً من اللاعبين المعتزلين، الذين يفضلون العمل إما مدربين أو محللين، ولذلك لا نرى حالياً المعلق النجم.
وعن سبب حضور المعلق العربى على الساحة الدولية، يقول «عمر» إن شهرتهم ترجع إلى ارتباطهم بالتعليق على مباريات متميزة، وهى التى يريد العالم العربى متابعتها، كونها الأفضل من المباريات المحلية، فمثلاً هؤلاء المعلقون العرب ارتبطت أسماؤهم وأصواتهم بمباريات الدورى الإسبانى والدورى الإنجليزى والدورى الإيطالى، فالجميع يفضل متابعة جمال الكرة الأوروبية والعالمية، لذلك اكتسبوا شهرتهم وحضورهم، مؤكداً أن لجنة الإعلام الرياضى بالمجلس الأعلى للإعلام لها صلاحية تقييم أداء المعلقين والبرامج الرياضية، وتعمل من خلال لجنة الأداء الرياضى، ويتم اتخاذ قرارات ضد من يخرج عن الخط المرسوم للعمل، أو من يخرج عن قواعد المهنية والحيادية، وقد اتخذت اللجنة قراراً ضد أحد المعلقين بعد ثبوت عدم حياديته فى التعليق منذ نحو شهرين.
الدكتور محمد المرسى، أستاذ الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، يقول إن المعلق صاحب رسالة باعتباره إعلامياً، والرياضة تنشر فكراً رياضىاً، لذلك من المفترض أن يبتعد عن التعصب، لكن أداء المعلقين انفعالى ومصحوب بتعبيرات غريبة تصل إلى حد الفجاجة، وبعضهم سطحى، وآخرون يبرزون انتماءهم متخلين عن مهنيتهم، مشيراً إلى أن المجلس الأعلى للإعلام وضع الضوابط فى هذا الإطار، ونتمنى أن يتم تطبيقها بشكل حاسم، والحقيقة أنه من أكثر البرامج خروجاً على الضوابط المهنية هى برامج الإعلام الرياضى، والمعلق هو أحد أركان هذا الإعلام، ونتمنى من المجلس ألا تنطلى عليه حيل بعض البرامج المخالفة مثل الانتقال إلى قناة أخرى.
رئيس "النيل للرياضة": نعمل على رفع مستواهم ودعمهم بشكل أكبر مادياً ومعنوياً
ويقول الإعلامى محمد عفيفى، رئيس قناة النيل للرياضة، إن هناك تراجعاً حقيقياً، فالمعلق الحالى لا تتوافر فيه إلا نسبة 50% من المعايير الواجب توافرها فى ممارس المهنة، ولا نستطيع إلا اختيار واحد أو اثنين منهم متميزين، لافتاً إلى أن نجوم التعليق السابقين كانوا نجوماً فى الملعب من خلال اللعب فى أندية مختلفة، ومنهم الكابتن محمد لطيف الذى كان لاعباً فى فريق الزمالك، وميمى الشربينى فى فريق الأهلى، ومحمود بكر فى الإسكندرية، أى إنهم كانوا نجوماً لهم تاريخ يعرفه الجمهور من قبل خوض العمل كمعلق، وحتى إن لم يكن لاعباً كبيراً فى الملعب، سيكون مرشحاً لأن يكون معلقاً متميزاً بسبب فهمه للعب.
ويشير «عفيفى» إلى أن لاعب الكرة فى الوقت الحالى لا يتجه لممارسة التعليق، لعدة أسباب أبرزها أن المعلق أصلاً لا يحصل على أجر مجزٍ، فنجد اللاعب يتجه للعمل فى التحليل أو التدريب، لأن هاتين المهنتين لهما عائد مادى أفضل من التعليق هذه الأيام، ولو نظرنا حالياً للمعلقين نجد أن أغلبهم لم يلعبوا كرة قدم، مستدركاً: وليس ذلك هو الفيصل النهائى فى الموضوع، فالمعلقون من دول شمال أفريقيا ليس لهم تجربة فى ممارسة اللعبة، كما تختلف الخلفية الثقافية والمعلوماتية، لبعض المعلقين العرب عن المعلق المصرى، وهذه نقطة تفرق بالتأكيد فى التعليق، فالجمهور يميل إلى تلقى التعليق المصحوب بمعلومات مرتبطة بالفريق وبالبلد وما شابهه، ويتابع: «من خلال رئاستى لقناة النيل للرياضة، ومن خلال لجنة المعلقين، نعمل على رفع مستوى المعلقين، ونظمت اللجنة دورة تدريبية للمعلقين منذ 3 شهور وهدفها تثقيف المعلقين، وكان يحاضر فيها متخصصون فى اللعبة، وذلك كى يكون المعلق على وعى بفنون اللعبة، ونحتاج أن ندعمهم بشكل أكبر فى الفترات القادمة مادياً ومعنوياً، خاصة أن المعلق حالياً لا يرتبط بالتليفزيون بل يرتبط بالقنوات الخاصة، مشيراً إلى أنه لم يعد الاعتماد من الإذاعة أو التليفزيون شرطاً لمزاولة المهنة، وأتصور أنه سيتم تنظيم المهنة فى الفترات المقبلة.