نقاد: كبار المعلقين ظهروا كـ"قطعة حلوى" في الأفلام
محمد لطيف
على مدار تاريخها استعانت السينما المصرية بعدد من المعلقين البارزين للظهور فى الأفلام، منهم الكابتن محمد لطيف والكابتن ميمى الشربينى، وظهر الاثنان فى فيلم «غريب فى بيتى»، كما ظهر كل منهما فى عدد آخر من الأفلام، سواء للقيام بدور أو بشخصيته الحقيقية أو ضيف شرف فى الفيلم، كما تم تقديم شخصية المعلق من خلال الممثلين فى أفلام أخرى تتناول موضوعات الرياضة، ومن هذه الشخصيات الفنان جورج سيدهم، الذى قدم صورة ضاحكة للمعلق فى فيلم «الجواز على الطريقة الحديثة».
عن هذه الصورة فى السينما تحدث الناقد الفنى محمود عبدالشكور، قائلاً «شخصية المعلق من الشخصيات الطريفة التى ظهرت فى الأفلام ودائماً كان يظهر بشكل كوميدى استغلالاً لشهرته، وبسبب وجود مشاهد خاصة بمباريات كرة القدم فى الأفلام»، مؤكداً أنه تم تقديمها بشكل إيجابى مضحك وأحياناً بشكل «هزلى»، ويضيف أنه فى الفترات السابقة كان للمعلقين شهرة بين الجمهور يحفظون أسماءهم ويرددون الجمل الخاصة بهم، ولذلك عملت السينما على استغلال هذه الشهرة للاستفادة من حضورهم الجماهيرى، متابعاً: كابتن لطيف كان أشهر هذه الشخصيات فى مجال التعليق، وأول من ظهر فى السينما بشخصيته الحقيقية فى عدة أفلام، كما قام بأداء دور المدرب الرياضى فى فيلم «حديث المدينة»، كما ظهر عدد كبير من المعلقين فى الأعمال الفنية، منهم أحمد عفت وميمى الشربينى، ومدحت شلبى وآخرون.
"عبدالشكور": كابتن لطيف امتلك قدرات تمثيلية وحضوراً قوياً
وعن تقييم الأداء فى الأفلام، يقول «عبدالشكور» إن عدداً كبيراً من المعلقين يتمتعون بقدرات أدائية عالية، خصوصاً مشاهير المعلقين، ومنهم كابتن لطيف، الذى كان لديه حس درامى غير عادى، وهذه القدرات التى تمنحه الحضور الخاص والصوت المميز والقدرة على التلوين فى الصوت، وهذه القدرات فى الأصل قدرات تمثيل، وبالتالى نجح فى التعليق، موضحاً: هؤلاء بدأوا التعليق على الماتشات فى الراديو، وإن لم يكن لديهم هذه القدرات الأدائية القادرة على جذب الجمهور ما استطاعوا أن يؤثروا على المستمع لمدة ساعة ونصف متواصلة، فشىء طبيعى أن تستعين بهم السينما، وهذا لا يحدث فى مصر فقط ولكن فى العالم كله.
ويؤكد أن القدرات الأدائية شرط أساسى لنجاح المعلق، لأن المعلق يحتاج استخدام هذه القدرات فى التعليق، فهو يقدم دراما، وهى تعنى القدرة على مواجهة مواقف مختلفة متنوعة، منها الهدوء والخطر مثلاً على المرمى، بخلاف لحظات الاشتباك مع الجمهور، كما أن لديه من الممثل فكرة الإحساس بالإيقاع الصوتى، لأنه لو قدم التعليق على إيقاع واحد سيشعر المتلقى بالرتابة، ويضيف «عبدالشكور» أن مهنة المعلق واللزمات والطرائف الخاصة به، تجذب الممثلين لتقديم الشخصية، خصوصاً إذا كان مشهد المباراة هزلياً، وكان يؤدى تلك الأدوار جورج سيدهم وسمير غانم، ومحمود عزب، كما أن الشخصية ثرية جداً فى إمكانياتها الدرامية، وتقديمها فى السينما يزيد من شعبية المعلق، ومعلوماتى أنه كان هناك سيناريو مكتوب، لكن كابتن لطيف تحديداً كان يرتجل الكلام على طريقته دون حفظ النص حرفياً لتوصيل المعنى المطلوب، ويشير «عبدالشكور» إلى أنه يندر حالياً الاستعانة بالمعلقين فى السينما، لأنهم أقل موهبة من المعلقين السابقين بكثير، سواء فى فهمهم للعبة أو حتى فى قدراتهم الأدائية، التى تعتبر متواضعة جداً، مؤكداً أن ما نراه مجرد «أفورة»، لافتاً إلى أن مدحت شلبى قدم دوراً لطيفاً فى فيلم «مرجان أحمد مرجان»، واستطاع أن يضحك الجمهور، ورغم ذلك لا مقارنة إطلاقاً بين الجيل السابق من المعلقين الذين ظهروا فى الأفلام والجيل الحالى، فالجمهور كان يستمتع بأداء المعلق سواء خلال التعليق على الماتشات أو فى الأعمال الفنية، فكانوا كـ«قطعة حلوى».
"عدلى": السينما قدمت شخصية المعلق بشكل سطحى
الناقد نادر عدلى يرى أن السينما قدمت الشخصية بشكل عرضى، ولم تعتبرها السينما ذات أبعاد مهنية تقدم للمتلقى، قدمتها مسطحة، ويرجع ذلك فى الغالب إلى أن دور المعلق يختزل فى نقل ما يحدث فى الماتش، ومن هنا فتأثيرها لحظى، لذلك كان هناك استخفاف بدورها، كما أن الأفلام التى تناولت كرة القدم لم تكن كثيرة، باستثناء المعلقين الكبار الذين قدموا من قبل فى عدد من الأفلام.
ويضيف: «محمد لطيف أثر على الناس لكى يحبوا اللعبة، كما أنه لفت أنظار السينما إلى نجوم الكرة، وتم الاستعانة ببعضهم فى الأعمال الفنية مثل إكرامى ومجدى عبدالغنى»، مشيراً إلى أن هذا فى العموم باستثناء ما قدمه مدحت شلبى فى فيلم «مرجان أحمد مرجان»، حيث أشارت فقرة المعلق إلى أن بعض الحكام مرتشون، لافتاً: ربما لو كان المعلق فى الوقت الحالى أكثر فاعلية فى الواقع، للجأت السينما للاستعانة به فى الأفلام.