نجوم الكرة: "بنكتم الصوت أحيانا عشان مانسمعش المعلق"
جمال عبدالحميد
هل يتأثر اللاعب بأداء المعلق الرياضى؟ هذا السؤال قادنا إلى التحدث مع نجوم كرة القدم، ورؤيتهم للمعلق وكيف أثرت عليهم طريقة المعلق.. اللاعب جمال عبدالحميد، نجم نادى الزمالك ومنتخب مصر السابق، يقول إن المعلقين أحد أسباب تدهور الكرة المصرية، «المتفرج يهرب من متابعة الكرة المصرية بسبب سوء التعليق ورغى المذيع، ومستوى المعلقين وصل مؤخراً إلى حالة سيئة جداً، لدرجة أننا أحياناً نغلق الصوت أثناء المباراة»، مستدعياً صورة المعلق فى السابق «كان مهمته يعلق على كل تفاصيل المباراة، فنعرف كل تفصيلة من الملعب، وكان يهتم بأداء كل لاعب فى الملعب، فكان اسم اللاعب يحفظ فى ذاكرة الجمهور، بينما فى الوقت الحالى الجمهور لا يعرف إلا أسماء عدد قليل من اللاعبين، بسبب أن المعلق طوال المباراة يستعرض ما لديه من معلومات لكى يحاول إقناع المشاهد أنه مثقف، دون الاهتمام بشكل رئيسى بما يحدث فى الملعب»، لافتاً إلى أن النبذة التاريخية أو المعلومات الإضافية لا تقال إلا فى حالة توقف اللعب، لكن أن يبتعد المذيع بكلامه عما يدور فى الملعب لصالح قراءة الأوراق التى كتبها فهذا هو السخف بعينه، وذكر «كابتن لطيف كان يسرسب قانون الكرة واحدة واحدة لو الكرة متوقفة، أى أنه كورة حلوة ومعلومة».
"عبدالحميد": يتجاهل المباريات ويستعرض معلوماته ليقنع المشاهد بأنه مثقف
ويضيف: «مؤخراً زاد عدد المعلقين بشكل كبير، والظاهر منهم الأسوأ، مع أننا لدينا مواهب لكنها مغمورة، والمنظومة تحتاج إلى تغيير، لأننا نجد بعض المعلقين ينحاز بشكل تام لفريق، بينما يتعامل مع لاعبى الفريق الآخر باعتبارهم فريقاً دون ذكر اسم اللاعب، لأن المعلق لا يحفظ أسماء اللاعبين، ومن الأخطاء أيضاً أن المعلق يحلل المباراة أثناء اللعب، وهو فى الغالب لم يلعب كرة من قبل، رغم وجود المحللين الرياضيين فى استديو التحليل.
ويذكر «عبدالحميد»: «كنت أدرب نادياً، وأرغب فى شراء لاعب معين من نادٍ آخر، أتابع طوال المباراة انتظاراً لأن ينطق المعلق اسم اللاعب، فلا ينطقه طوال المباراة، فأضطر إلى مشاهدة المباراة لمدة ساعة ونصف، وحفظ رقم اللاعب حتى أعرفه، وفى إحدى المرات حكى لى أحد اللاعبين أن والدته عاتبته بعد انتهاء المباراة لأنه لم يلعب، لكنه أكد لها أنه لعب، وصنع ألعاباً متميزة فى الماتش، فأخبرته والدته أن المعلق لم يذكر اسمه ولا مرة، وهى حكاية تدل على أن المعلق بالفعل لا يهتم سوى بنفسه، وليس بالمهنة».
ويتابع: «أنا لا ألعب منذ 30 سنة لكنى لا أنسى وقت اللعب، ودور المعلق، فكابتن ميمى الشربينى عرف العالم العربى كله أن كابتن جمال عبدالحميد هو أحسن واحد يلعب برأسه، وعندما أحرز هدفاً برأسى كان يقول: إمضاء جمال عبدالحميد، وهى الجملة التى علقت بذهن الناس، وكابتن حسين مدكور يحمس الناس فى الماتشات الدولية باسم مصر، وكان يحمسنا نحن كلاعبين عند مشاهدة المباراة مرة أخرى».
وعن كيفية تحسين مستوى مهنة التعليق يقول: «أولها من اللجنة المسئولة عن اختبارات اللاعبين أن تقوم بعمل اختبارات دورية كل شهرين مثلاً لوقف المعلقين الذين يرتكبون أخطاء، وأن تعدل من اختبارات المعلقين، وأن تطور هذه الاختبارات حتى تتماشى مع تطور اللعبة، كما أطلب من المعلق ألا يخرج عن المباراة إلا خلال وقوف الكرة، وألا يتدخل فى التحليل الرياضى، وألا تقبل القنوات المعلقين غير المعتمدين من قبل لجنة الاعتماد، ليحصل المعتمدون على فرصهم».
شادى محمد: تنقصه الكاريزما والحيادية ويتدخل فى الفنيات
ويقول شادى محمد، لاعب النادى الأهلى السابق: «من خبرتى الطويلة فى كرة القدم، المعلق لدينا ينقصه الكاريزما والحيادية فأحياناً يكون اللاعب سيئاً، ويتحدث عنه كأنه أفضل لاعب والعكس، التعليق موهبة أكثر من كونه مهارات مكتسبة، فهو موهبة يمكن تنميتها»، مؤكداً أن «هذه الأيام أجد بعض المعلقين يستخدمون ألفاظاً مستفزة ضد اللاعبين، وأحياناً نجد المعلق يتدخل فى الفنيات، ونجده ليس حيادياً عند نقل الاحتكاك بين الفرق أو اللاعبين مع الحكم داخل الملعب، أى أنه يخرج عن دوره، فينقل صورة غير مرضية عن اللاعب، أو يتخذ قرارات كأنه الحكم، أى أنه يمنح لنفسه حق التدخل فى طريقة لعب وتصرف اللاعب، وأنا لا أفضل ولا أحب أن يوجه المعلق أى نصائح أو اقتراحات للاعب أثناء الماتش فهو مذيع رياضى، ده مش دوره، اللاعب عنده مدير فنى مهمته التوجيه» مضيفاً «ومن خلال متابعتى أجد أن المعلقين على الساحة قليل منهم الجيد، وبعضهم دمه تقيل».
ويشير إلى أن أداء المعلق والرسالة التى يوصلها للجمهور تؤثر بشكل غير مباشر على اللاعب، «ومن التجربة الشخصية، كنت فى ماتش لعبته من قبل فى استاد القاهرة، ولا أذكر الماتش ولا الفريق المنافس، وكنت يومها درجة حرارتى 40 درجة ولعبت المباراة دون أن أقول للجهاز الفنى إنى أعانى أى متاعب، وهى واحدة من أسوأ المباريات التى لعبتها فى حياتى، وكابتن حمادة إمام خلال تعليقه على المباراة قال جملة معينة أكثر من ثلاث مرات (شادى محمد راجل بيلعب بالسهل الممتنع، مادخلش نفسه فى أى ريسك)، وبعد انتهاء الماتش وجدت تعليقات من الجمهور تقول (أحسن حاجة فيك يا كابتن أنك بتلعب السهل الممتنع) ولم أكن أفهم سبب ترديد هذه الجملة، إلى أن شاهدت الماتش من جديد فاكتشفت أنها من ضمن تعليق كابتن حمادة إمام، والمقصود بهذه الحكاية أن أوضح أن المعلق يمكن أن يؤثر بشكل غير مباشر على اللاعب من خلال الجمهور».
خالد بيبو: المواهب حالياً قليلة
ويقول اللاعب السابق خالد بيبو «مهمة المعلق مختلفة من اللاعب للجمهور، اتربينا على معلقين تقال؛ ميمى الشربينى، أحمد عفت، كابتن لطيف وكابتن على زيوار، وغيرهم، كانوا يمتعون الجمهور واللاعب»، مستدركاً «الآن يوجد لدينا معلقون لكن المواهب قليلة».
ويضيف «بيبو»: «وفى العموم المعلق دلوقتى اختلف بشكل كبير عن المعلق السابق، ومع ذلك فالخيارات متاحة الآن ما بين معلق وآخر، فالجمهور يميل إلى المعلق المثقف صاحب المعلومات الغزيرة والصوت الجيد وطريقة الأداء، أما اللاعب فيميل إلى المعلق الحيادى، الذى يفهمه ويوفيه حقه فى الماتش، لأن الماتش اللى بيروح مش بيرجع تانى، كما أن اللاعب لا يحب المعلق الذى يتعمد التقليل منه فى الملعب من خلال طريقة الأداء، أو حتى من خلال نغمة الصوت، أو حتى إذا تعمد المعلق إغفال حق اللاعب فى الاحتفاء بأى من أهدافه التى أحرزها (يحرق الجون) أو يغفل صانع الألعاب»، لافتاً: «عندما كنت أمارس اللعبة كنت أستمع إلى ملحوظات المعلق الإيجابية، طالما لم أشعر منها تعمد إبداء إساءة لى أو تقليل من مستوى الأداء».
وعن لقب «بيبو وبشير»، قال: «اللقب الذى أطلقه علىّ الكابتن مدحت شلبى، فى إحدى مباريات الأهلى والزمالك، وهذا الإيفيه أعجب الناس، وظلوا يرددونه، وما زلت أسمعه وأصبح ملاصقاً لاسمى، ودى أحلى حاجة أن الجمهور يحب اللاعب، ويحب اسمه بشكل مختلف، وهذا الموضوع يخلق علاقة طيبة بين المعلق واللاعب».