«المحل غير مسئول عن أى حذاء أو شنطة بعد مرور 15 يوماً من تاريخ التسليم»، لافتة علقها مدحت حسانين داخل محله فى منطقة الجيزة، بعد ترك عدد من الزبائن لأحذيتهم بالشهور بل لسنوات لديه، ما أدى لفوضى بمحله الصغير، وخسارته لشراء خامات وتصليح الأحذية من جيبه، ثم يختفى الزبون.
شدد «مدحت» على جميع الزبائن على ضرورة تسلم أغراضهم فى المواعيد التى يحددها، حتى لا تذهب لصناديق القمامة: «فى الصندرة فوق أكتر من شوال مليانين شنط وجزم برميها بعد 6 شهور».
يشترط الإسكافى على كل من يترك حذاءه للتصليح أن يدفع جزءاً مقدماً من الأجر، حتى يضمن عودته مرة أخرى: «لو معملتش كده هشتغل وأدفع من جيبى، حتى لو هيدفع عشرة جنيه، هييجى ويسأل على حاجته».
عامان هما عمر اليافطة، لكن لا يزال هناك زبائن يذهبون ولا يعودون لأخذ متعلقاتهم من المحل، ما جعل «مدحت» يتخذ قراراً بتنفيذ تحذيره، والرد على أى زبون يسأل عن حذاء له كان موجوداً بالمحل منذ فترة طويلة بأنه لم يعد موجوداً، حتى لو كان يعرف الشخص جيداً ويتذكر حذاءه: «عشان معودش الزبون على كده».
يحكى «مدحت» عن بعض المواقف التى استفزته، ومنها سيدة جاءت بعد عيد الأضحى تسأله عن حذاء أتت به إلى المحل منذ مدة طويلة، دون أن تتذكر لونه ولا شكله ولا أى شىء يساعده على إيجاده وسط العشرات من الأحذية الأخرى: «قُلت لها هاتى حد يقول لى شكله إيه، قالت أصله كان جديد وجبته أوسعه».
معاناة يعيشها ابن الـ39 عاماً مع أهل منطقته الذين يتركون أشياءهم لمدة طويلة: «أكتر مهلة ساعتين مبقتش بخلى شغل للصبح، التأخير بقى من الزبون مش منى»، الحيلة التى تكلفه كثيراً من الجهد، لكنه اتبعها حتى يوفر قوت يومه ويعود لصغاره بنقود تساعدهم على المعيشة: «كنت بشتغل وبصرف على الشغل».
تعليقات الفيسبوك