منها الوضوء والاستعاذة من الشيطان.. الإفتاء توضح وسائل ضبط النفس
صورة أرشيفية
أوضحت دار الإفتاء المصرية، مجموعة من الوسائل المساعدة على ضبط النفس وتملكها عند الغضب، في ظل التهور الذي اعتلى البعض، مما دعا إلى ارتكاب الخطأ بداع أو بدون، مؤكدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ترك لنا سنته لكي نتبعها فننجو بأنفسنا من مهالك العصبية والتهور.
وأكدت دار الإفتاء، أن من وسائل ضبط النفس، الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، فعن سليمان بن صرد، قال: كنت جالسًا مع النبي ورجلان يستبان، فأحدهما احمر وجهه، وانتفخت أوداجه، فقال النبي: "إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان، ذهب عنه ما يجد"، ومن وسائل ضبط النفس أيضًا، تغيير الوضعية التي يكون عليها الإنسان حين يغضب، قال النبي: "إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع"، وكذلك الوضوء، فقد روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ".
وأوضحت الدار في بحث لها حول وسائل ضبط النفس: "إن ضبط النفس مفهوم واسع مضمونه الأساسي أن يكون الإنسان مالكًا لزمام نفسه، واعيًا بتصرفاته، مدركًا لمالاتها، حتى وهو يغضب، فلا يغضب لنفسه، بل يغضب كما كان يفعل النبي إذا انتهكت حرمات الله، فقد روت السيدة عائشة أن رسول الله: "ما ضرب شيئا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادمًا، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط، فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله عز وجل".
وتابعت، ومما يعين على ضبط النفس، الهدوء وعدم التعجل، فعن رسول الله أنه قال: «وإذا غضب أحدكم فليسكت»، وكذلك توسيع دائرة الاستشارة قبل الإقدام على أي تصرف من التصرفات التي يقوم بها الإنسان، خاصة تلك التي يخشى عواقبها، أو يحيك في صدره أنها قد تكون خاطئة وعاقبتها وخيمة، وصدق الله إذ يقول لنبيه الكريم: ﴿وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين﴾، فإذا استشار وانتهى إلى قرار أو عمل ما، فليقدم عليه متوكلا على الله عز وجل.
وأضافت، إن منهج الإسلام قائم على الاعتدال والتوازن في كل شيء، وبالتالي فإن اندفاع النفس غضبًا أو إساءة يمثل انحرافا عن المنهج الإسلامي القويم، الذي يأمر بالصبر وكظم الغيظ والتواضع، ففي أكثر من آية في القرأن الكريم، ورد التوجيه بهذه القيم، فقال الله تعالى في صفات المتقين: ﴿الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين﴾، وقال في قصة لقمان مع ابنه: ﴿يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر وأصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور﴾، وقال جل شأنه في صفات من دعاهم عباد الرحمن: ﴿وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما﴾.