د. ليلى شحاتة: ندرس إنتاج "لاب توب وموبايل" مصري.. ومشروع تطوير منتجاتنا المنزلية سيجعلها "رقم 1" فى السوق من حيث "الجودة والمبيعات"
د.ليلى شحاتة
وقفت الدكتورة ليلى شحاتة أمام الدكتور محمد العصار، وزير الدولة للإنتاج الحربى، لتأدية اليمين الدستورية، كرئيس للإدارة المركزية للإنتاج والجودة بالوزارة، مقسمة بالولاء والانتماء والإخلاص فى العمل، فى مهمة هى الأولى من نوعها التى تُكلف سيدة مصرية بشكل مباشر للقيام بها، وهو ما يضع مسئولية ثقيلة على عاتقها كأول سيدة تتولى هذه المهمة فى تاريخ الوزارة.
الدكتورة ليلى شحاتة اختارت «الوطن»، لتكون أول منبر إعلامى تطل من خلاله على المصريين عقب توليها المسئولية، متحدثة عن كواليس وسر الاختيار، وخططها المستقبلية لتطوير القطاعات الإنتاجية المختلفة داخل وحدات وشركات الهيئة القومية للإنتاج الحربى، بالتعاون مع باقى قيادات الوزارة، ورؤساء وقيادات الشركات والوحدات.
وقالت «ليلى» إن أجهزة الإنتاج الحربى المنزلية ستعود من جديد إلى مكانتها وتصبح «رقم واحد» فى البيوت المصرية كسابق عهدها، مشيرة إلى أنه يجرى حالياً دراسة إنتاج «لاب توب» و«موبايل» مصرى، ولكن يجرى البحث عن شريك أجنبى يساعد فى نقل التكنولوجيا المتطورة فى هذا المجال.. وإلى نص الحوار
كيف رأيت اختيار القيادة السياسية لك فى منصب تُكلف به سيدة لأول مرة فى مصر؟
- سعيدة جداً بهذا التكليف، لأن ليالى التعب، والسهر، والعمل، والإنتاج لم تذهب سدى، ووفقنى الله باختيارى لهذا المنصب الهام، وهو استمرار لنهج الدولة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى بتمكين المرأة، وهو النهج الذى تعمل عليه الوزارة، شريطة أن تكون المرأة مجتهدة، وجادة فى عملها، وحريصة على النجاح، ليتم إمدادها بكل دعم، وتحفيز، وتقدير، وهو ما يتضح فى تكليف وزيرات بحقائب وزارية مهمة لم تتولها سيدة من قبل.
أول سيدة ترأس "جودة الإنتاج الحربى": الوزير أبلغنى القرار بنفسه.. وسعيدة بإصرار الرئيس على تمكين المرأة
كيف تلقيت خبر اختيارك فى هذا المنصب الهام؟
- كان لى عظيم الشرف حينما تم إبلاغى بقرار تعيينى كرئيسة للإدارة المركزية لشئون الإنتاج والجودة بوزارة الإنتاج الحربى من الدكتور محمد العصار، وزير الدولة للإنتاج الحربى، بنفسه، وكان هذا بعد انتهاء مواعيد العمل الرسمية، ولا أخفى أننى كنت أعلم أننى أحد المرشحين للمنصب، لكن لم أكن أتخيل أنه سيتم اختيارى، وكان إحساسى وقتها يفوق إحساس أوائل الثانوية العامة حينما يبلغهم الوزير بتفوقهم.
ما الرسالة التى أبلغك بها وزير الإنتاج الحربى عقب تعيينك؟
- قال لى: «بالتوفيق فى مهمتك الجديدة، عايزك تشرفينا».
وكيف يمكن لسيدة أن تقتحم قلعة الصناعات الدفاعية وتعين فى هذا المنصب الحساس؟
- «أنا بنت الإنتاج الحربى»؛ ومنذ سنوات طوال كانت هناك مسابقة قدمت فيها، وخضت اختبارات تحريرية ولغات ومقابلة شخصية، أتبعها تدريب فعال وموجه، ورعاية، وتقييم للأداء، وتحفيز لمزيد من العمل والإنتاج، أتبعته بالدقة فى العمل، وكان هناك تحفيزاً لى من قيادات الوزارة، لأخذ الماجستير فى موضوع يخدم أحد منتجات «الإنتاج الحربى»، ثم وجدت تشجيعاً من القيادات بأن «الماجستير مش كفاية»، لأكمل، وأنجح فى إدخال تكنولوجيا تصنيعية جديدة فى أحد مصانعنا، ثم أتبعت ذلك بالعمل الأكاديمى بجانب عملى فى الوزارة، وأشرف الآن على رسائل ماجستير ودكتوراه فى كليات الهندسة، وطلابى جاء المتميزون منهم للتدريب فى الوزارة، وتعرفوا على قدراتها، وهى موضع فخر لكل مصرى.
هل كان لهم إسهامات فى تطوير قدرات «الإنتاج الحربى»؟
- كانت أبحاثنا على المشكلات أو التطوير، وكنا نقيم أداءهم، وحين نحتاج مهندسين كنا نعلن عن مسابقات، ويكون لهم الأولوية لأنهم أبلوا بلاء حسناً فى التدريب، ومشهود لهم بالخبرة والكفاءة مقارنة بباقى أقرانهم، وطبقنا بالفعل مشروعات بحثية لطلاب من كلية الهندسة فى جامعتى القاهرة وحلوان.
هل كان هناك سابق تعامل بينك وبين «العصار» قبل اختيارك فى منصبك الجديد؟
- عقب ثورة 25 يناير، لم يكن هناك قيادات للقطاع الفنى بالوزارة، بل لم يكن هناك رئيس للقطاع، وكنت أقدم العاملين فيه، واعتدت أن أعمل تحت يد القيادات، وحين جاء الدكتور محمد العصار وزيراً للإنتاج الحربى، كان يتواصل معنا بشكل مباشر، ويشجعنى، ويدعمنى، خصوصاً حين أقدم أفكاراً، أو ابتكاراً لتنفيذه، وهو ما دفعنى لأدقق فى عملى بشكل أكبر، وأسعى لأنجز، وأحقق أفضل أداء ممكن.
وما أولوياتك للعمل فى المرحلة المقبلة؟
- نسعى لربط كل عناصر الإنتاج ببعضها البعض، لنطور العملية الإنتاجية لأعلى كفاءة ممكنة، وأكبر جودة، وتعظيم الإنتاج وزيادته، وتعظيم الأرباح، وخفض التكاليف، كما نعمل على «الشراء المركزى» لاحتياجات الوزارة والشركات والوحدات التابعة لها، ووضع خطط قصيرة ومتوسطة المدى وطويلة المدى لاحتياجاتنا، ومن ثم حين يكون حجم الطلب كبيراً، يكون السعر أقل، ويتم توريد الخامات واحتياجاتنا بأسعار تنافسية.
هدفنا الأساسى تلبية متطلبات القوات المسلحة ونستغل الفائض من طاقتنا لتحقيق الرفاهية للمواطنين
وكيف تخططون لتحديد منتجاتكم المستقبلية؟
- ندرس احتياجات السوق، وحجم الطلب عليه، وهل هناك فجوة أم لا، بالنسبة لمنتجاتنا المدنية، لكن وظيفتنا الأساسية هى تلبية مطالب واحتياجات القوات المسلحة من منتجاتنا المختلفة، ونستغل فائض طاقتنا وقدراتنا لتعظيم الاستفادة، وتحقيق الرفاهية، والانتعاش للمواطنين.
ما أبرز المنتجات التى تركزون على التوسع فيها فى المرحلة المقبلة؟
- كل التطبيقات الحديثة نعمل على إنتاجها لو كانت مصر فى حاجة لها، من مشروعات طاقة شمسية، وتحلية مياه، ومعالجة الصرف الصحى، بجانب مشروع أول محطة نووية مصرية لتوليد الكهرباء؛ لأن شركاتنا ووحداتنا قادرة ومؤهلة على العمل، لأنها تمتلك قدرات لتصنيع نظم ومنصات التسليح، وبالتالى لدينا أحدث معدات، وماكينات، وأجهزة لا توجد فى مصر إلا لدينا.
هل بدأتم مفاوضات لهذا التعاون بالفعل؟
- هناك تعاون مستمر بيننا، وبين وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، وهيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، والجانب الروسى.
المساهمة المحلية فى محطة الضبعة النووية 20%.. و"الإنتاج الحربى" ستسهم بـ7% م
كم نسبة مساهمة مصر الممكنة فى هذا المشروع؟
- نسبة المساهمة المصرية بأكملها ستكون 20%، وسنساهم كإنتاج حربى بـ7% منها تقريباً.
يرغب المصريون فى تصنيع منتجات كثيرة محلياً لتخفيض سعرها مثل «اللاب توب»، والهواتف المحمولة.. هل لديكم اتجاه لهذا الأمر؟
- بالفعل، ندرس الإنتاج المحلى فى الوزارة لـ«اللاب توب»، و«الموبايل»، لكننا نبحث عن شريك أجنبى يقبل نقل التكنولوجيا المتقدمة فى هذا المجال، لتلبى احتياجات السوق بجودة عالية، وسعر تنافسى، كما أننا نعمل فى منتجات أخرى منها «هراس الطرق»، والسيارات الكهربائية.
ماذا عن «التابلت المدرسى»؟
- هناك تعاون مع وزارة التربية والتعليم، وعدد من الجهات المعنية فى هذا الشأن، وما زال الأمر فى مرحلة الدراسة حتى الآن، ونحن لدينا سابقة خبرات فى تصنيع التابلت، حين صنعنا «تابلت إينار»، ونفكر فى تعاون عالمى فى هذا الصدد.
لماذا نتعاون مع شريك أجنبى ما دام لدينا منتج تابلت مصرى بالفعل؟
- التعاون فى هذا الصدد يتم لتلبية متطلبات وزارة التربية والتعليم فى توفير «تابلت» بمواصفات معينة.
كل بيت مصرى كان يعتمد على السخان والمنتجات المصنعة فى الإنتاج الحربى.. كيف تخططون لاستعادة هذا الأمر؟
- نحاول حالياً تعظيم قيمة منتجاتنا المضافة، وسنطلق مشروعاً كبيراً وضخماً لتطوير منتجاتنا المنزلية، لتعود «رقم 1 فى السوق».
ما المعيار الذى تقصدينه بـ«رقم واحد»؟
- أقصد أن نكون «رقم واحد» من حيث المبيعات، وحجم الطلب، والجودة وخدمة ما بعد البيع.
وهل سيكون ذلك «على حساب السعر»؟
- السعر لا بد أن يكون تنافسياً؛ فنحن أمام تحدى المنافسة بين الجودة والسعر.
ما موقع المرأة فى «الإنتاج الحربى» حالياً؟
- حينما جئت للوزارة، كنا 3 سيدات فقط يعملن فيها، والآن العدد زاد كثيراً، ونطمح فى أن تقدم السيدة المصرية الكثير للوزارة، ولمصر، وقواتنا المسلحة، وجموع الشعب.
هل أثر عملك فى «الإنتاج الحربى» على منزلك؟
- قد أكون صادمة حين أقول إن «الست مكانها الأصلى البيت»، لكن ذلك لا يمكن أن يقف عائقاً أمام العمل، والإنتاج وتطوير المهارات؛ فأنا كمهندسة، وبالشراكة والتعاون مع زوجى كنا نوازن الأمور، ونخطط لكل شىء فى حياتنا، طبقاً لأهدافنا التى نسعى لتحقيقها، وكنا نراعى أسرتنا مع تحقيقنا نجاحات كبيرة على مستوى حياتنا العملية، والعمل فى «الإنتاج الحربى» لم يؤثر على رعايتى واهتمامى بأبنائى، سواء فى التعليم أو تحمل المسئولية، أو حسن إدارة واستخدام الموارد، بجانب الصحة النفسية، والاهتمام بالمنزل والتغذية، وتقسيم الأدوار والمسئوليات، وحتى لو تأخرت فى عملى أعود للمنزل لأنجز مسئولياتى، ودائماً حريصة على أن «ولادى ياكلوا من إيدى» وليس من الشارع، والآن صاروا مهندسين كباراً.
أبرز المهام
التنسيق بين الجهات المعنية فى الوزارة والشركات والوحدات الإنتاجية، ووضع السياسات التصنيعية، ومتابعة تنفيذها على أرض الواقع، وتعظيم الاستفادة من الإمكانيات والطاقات المتاحة، وتقسيمها لإمكانيات متاحة أو مستغلة بطاقاتها القصوى، من أجل تحديد ما يمكن تطويره، والاستفادة به مستقبلاً.