السينما التسجيلية تسيطر على المشاركة المصرية في "القاهرة السينمائي"
كواليس فيلم «احكيلى»
شهد مهرجان القاهرة السينمائى فى الدورة الأخيرة تغيرات جديدة، سواء على الجانب الفنى أو التنظيمى، ومن أبرز تلك التغيرات التى طرأت على المهرجان للمرة الأولى مشاركة فيلم وثائقى فى المسابقة الدولية، وهو «احكيلى» الذى يحمل توقيع المخرجة ماريان خورى ويمثل المشاركة المصرية فى المسابقة، ولم يقتصر وجود السينما الوثائقية على المسابقة الدولية فقط، بل المسابقات الموازية أيضاً، من إجمالى 7 أفلام مشاركة فى المهرجان، تصبغ السينما التسجيلية 4 أفلام منها، وهو ما يعكس اهتمام المهرجان بالسينما الوثائقية التى لم يكن لديها تمثيل كاف على مدار السنوات الماضية.
فى مسابقة «آفاق السينما العربية»، ينافس فيلم «نوم الديك فى الحبل» للمخرج سيف عبدالله، والذى يتطرق إلى قضية اللجوء واللاجئين فى العالم الذين يبحثون عن الانتماء والشعور بالهوية ويكافحون للعيش والتمسك بالأمل، وفى مسابقة «سينما الغد الدولية» يشارك فيلمان وثائقيان قصيران «صورة لكل سارينة غارة» إخراج خالد معيط، و«البحث عن غزالة» إخراج بسام مرتضى، وتدور أحداث الفيلم حول مخرج يبحث عن ممثل يلعب الشخصية الرئيسية فى فيلمه الروائى، أثناء تجارب الأداء لعدد من الأفارقة اللاجئين فى مصر يلتقى بريكو، السودانى الذى يحلم باحتراف كرة القدم والتمثيل والهجرة.
وعن فيلمها «احكيلى» المشارك فى مهرجان القاهرة السينمائى، قالت المخرجة ماريان خورى لـ«الوطن»، إنها احتاجت فترة طويلة للعمل على الفيلم، حيث بدأت العمل عليه منذ انتهاء فيلمها الأخير «ظلال»، واستغرق أكثر من 9 سنوات، موضحة: «احكيلى يضم مادة أرشيفية ضخمة للعائلة، فهو ليس سيناريو مكتوباً ونقوم فقط بتصويره، ولكنه بحث ذاتى».
وأضافت «ماريان»: «المشروع هو الذى يحركنى، والأفلام الوثائقية هى السينما التى أجيدها، ولكنى لا أقوم بفيلم كل عامين، أحتاج إلى وقت للعمل على الموضوع حتى ينضج، الصعوبة فى الفيلم أنه تجربة ذاتية، ولكن (ظلال) أيضاً كان تجربة صعبة، حيث كنت لفترة طويلة فى مستشفى الأمراض النفسية».
ولفتت المخرجة إلى أن التجربة اعتمدت على أرشيف كبير للعائلة يمتد لـ100 سنة، من صور وفيديوهات وتسجيلات مع والدتها وجدتها وخالها المخرج الراحل يوسف شاهين، وتسجيلات أخرى للمخرج يوسف شاهين مع والدته قام بتسجيلها بنفسه، كما أن أحداثه تتنقل بين المدن التى ارتبطت بها العائلة، الإسكندرية والقاهرة، وصولاً لباريس ولندن وهافانا.
أحمد شوقى: غياب الأفلام الروائية وراء سيطرة السينما التسجيلية.. وننحاز إلى الجودة
وأشار الناقد أحمد شوقى، القائم بأعمال المدير الفنى للمهرجان، إلى أن «القاهرة السينمائى» يحرص على مدار دوراته السابقة على إلقاء الضوء على أبرز الأفلام التسجيلية المصرية ووجودها ضمن الفعاليات، ففى العام الماضى شارك فيلم «الكيلو 64» للمخرج أمير الشناوى فى المسابقة العربية، و«ستديو مصر» للمخرجة منى أسعد فى العروض الخاصة.
وأضاف «شوقى» لـ«الوطن»: «هذا العام لعدم توافر أفلام روائية أصبح التركيز منصباً على السينما التسجيلية، لكن المهرجان مهتم بشكل كبير بوجود تلك النوعية من الأفلام وأن يتم عرض أهم فيلمين أو ثلاثة أفلام تسجيلية فى المهرجان، وأرشح للجمهور الفيلمين المختارين، فهما بالفعل على مستوى فنى جيد، نحن لا نحاول تقديم بديل عن الفيلم الروائى ولا ننحاز لنوع على حساب الآخر ولكننا ننحاز إلى الجودة، فمن المهم أن نكون راضين عن الأفلام المعروضة».
صفاء الليثى: الجمهور أصبح أكثر وعياً تجاه التجارب التسجيلية
وقالت الناقدة صفاء الليثى إن النظرة إلى السينما التسجيلية اختلفت فى الوقت الحالى، والمهرجانات أصبحت لا تقف أمام تلك الاعتبارات كثيراً منذ قام مهرجان كان السينمائى بضم فيلم تسجيلى للمخرج مايكل مور ضمن مسابقته الرسمية، متابعة: «لا يوجد فرق بين الروائى والتسجيلى، الواقع به دراما تفوق أى خيال، لا يهم نوع الفيلم بقدر أهمية كونه مؤثراً ويحمل رسالة فنية».
مهرجان "كان" عرض فيلماً تسجيلياً للمخرج مايكل مور فى مسابقته الرسمية
وأضافت «الليثى» لـ«الوطن»: «عندما يشاهد الجمهور الفيلمين التسجيليين فى المسابقة الدولية والعربية سيجد نفسه أمام إبداع لا يقل عن الأفلام الروائية، لدينا العديد من المخرجين المتميزين، بداية من المخرجة الراحلة عطيات الأبنودى التى اختارت السينما التسجيلية عن سبق إصرار وترصد، على حسب تعبيرها، مروراً بمخرجين مهمين مثل سعد هنداوى وهالة لطفى وأحمد رشوان، وعلى الجانب الآخر الجمهور بدأ الاهتمام بتلك النوعية من الأفلام ويحرص على مشاهدتها».