خبراء: تدريس التربية الموسيقية يقضي على التطرف ويخرِّج جيلاً ناجحاً
الموسيقى مقتصرة على طابور الصباح
اتفق خبراء تربية على أهمية تدريس مادة التربية الموسيقية داخل المدارس الحكومية للتلاميذ، منذ المرحلة الابتدائية، مؤكدين ضرورة استمرار تدريسها فى المراحل التعليمية المختلفة، حتى نبنى جيلاً يتمتع بالأخلاق الرفيعة ومهذباً وناجحاً، بعيداً عن التطرف والبلطجة والقتل، وطرحوا حلولاً لعودة حصة التربية الموسيقية مرة أخرها، مشددين على ضرورة توفير غرف مخصصة، وتدريب المعلمين على طرق التدريس.
وقالت الدكتورة بثينة عبدالرؤوف، الخبير التربوى، إن التربية الموسيقية إحدى المواد الأساسية التى تُربى وتؤسس الوجدان لدى الطلاب منذ الصغر، وتهذب النفس، وتُعطيه القدرة على الإبداع والابتكار، وتصبح لديه رؤية فنية وحس موسيقى، لأن تلك المهارات لا تُنمى لديه عن طريق القراءة والكتابة فقط، قائلة: «اللى بيتعلم موسيقى وهو صغير، هيطلع شخص راقى وصعب إنه يوصل لمرحلة العنف ضد الآخرين، ولا هيبقى عنده استعداد للتطرف، واستحالة يضرب أو يقتل».
وأشارت إلى أن تلك الأزمة مسئولية وزارة التعليم، لأنها تُركز على مجموعة من المدارس التى لديها إمكانيات، وتجعلهم ينظمون الحفلات والمسابقات، بينما 95% من المدارس ما عندهاش الإمكانيات ورغم كده الوزارة هتطلع تقول ما هو فى حفلات أهو». وأوضحت «بثينة» أنه فى مختلف دول العالم يتم تدريس الموسيقى كمادة أساسية، وفى ألمانيا تحديداً مادة الموسيقى عليها درجات وبها نجاح ورسوب، ولكن «التربية والتعليم» فى مصر ليس لديها رؤية لأهمية الأنشطة داخل المدارس، مؤكدة أنه يجب تقديم دورات تدريبية وورش عمل حتى يستطيع المعلم تطوير نفسه، ويصبح قادراً على التعامل مع هؤلاء الطلاب وطرق التدريس مع الأعداد الكبيرة، وكيفية الاستفادة من قلة الإمكانيات، وقالت: «لازم المدرسين يبقوا على تواصل ببعض من أجل تبادل الخبرات».
ومن أجل عودة حصة الموسيقى داخل المدارس الحكومية مرة أخرى، قالت إنه على الوزارة تخصيص ميزانية لمادة التربية الموسيقية، وتقديم تدريبات لمُعلميها.
"البهنساوي": "إذا أردنا إنساناً لديه شخصية وواثق من نفسه ومهذب فعلينا بالفن"
واتفقت معها الدكتورة فاطمة البهنساوى، أستاذ ورئيس قسم التربية الموسيقية، وكيل كلية التربية النوعية الأسبق بجامعة عين شمس، موضحة أنه علينا الاهتمام بتعليم الموسيقى إذا أردنا تنشئة جيل لديه شخصية، وواثق من نفسه، ومهذب ولديه إحساس بالمسئولية، والقضاء على البلطجة، علينا الاهتمام بتدريس التربية الموسيقية.
وتتذكر «البهنساوى» حصة الموسيقى عندما كانت طالبة، قائلة: «زمان كانت أهم حاجة فى المدرسة هى غرفة الموسيقى، اللى كانت كبيرة جداً، وكنا بنتعلم فيها الأناشيد والأغانى، ودلوقتى الآلات الموسيقية كلها متهالكة وبايظة، ولو جديدة هتبوظ عشان مفيش مكان تتحط فيه ويتحافظ عليها»، مؤكدة أنه يجب استغلال المناسبات الرسمية فى الدولة سواء الثقافية أو الاجتماعية أو الدينية، خلال حصص التربية الموسيقية، من أجل بناء جيل مثقف.
وعن أزمة عجز مدرسى التربية الموسيقية بالمدارس الحكومية، قالت «البهنساوى» إن الكليات يتخرج فيها أعداد ليست قليلة سنوياً سواء بالقاهرة أو المحافظات المختلفة، موضحة أن سعيد الحظ يُسافر للعمل بالدول العربية، ومنهم من يلجأ إلى المراكز الخاصة لتدريس الموسيقى بها، وذلك نتيجة عدم التعيين داخل وزارة التربية والتعليم.
وأعجبت «البهنساوى» بتجربة المدارس اليابانية وتعاملها مع الطلاب فى أن جميع الأطفال موهوبة، وتظهر الفروق فقط عند الاهتمام بواحد وترك الآخر، قائلة: «لو المدارس المصرية اتخذت نفس النظام ده مش هتلاقى فروق بين الطلاب». وتستكمل: «لازم الموسيقى يبقى ليها منهج وتبقى مادة أساسية من الحضانة وتبقى ليها أهداف إيجابية عاوزين نزرعها جوه الطلاب»، مضيفة: «ومن أجل عودة حصة الموسيقى فى جميع المدارس الحكومية بالشكل الأمثل يجب أولاً إيجاد غرفة موسيقى كبيرة وواسعة، حتى تتسع لجميع الطلاب وتنفيذ نشاطاتهم إلى جانب الآلات الموسيقية، بالإضافة إلى تخصيص ميزانية خاصة من أجل شراء مختلف الآلات الموسيقية، وأخيراً اختيار مدرس كفء، وإعداده جيداً بتدريبات متعددة على أسلوب وطريقة التدريس».