مدرسون: معظم الأنشطة تركز على الرياضة لكن ينقصها الدعم.. و"النمس": موجودة على الورق
تلاميذ يمارسون الرياضة فى حوش مدرسة
الأنشطة المدرسية تتيح فرصة التعرف على مهارات وقدرات الطفل، وتكسبه مهارات جديدة، فضلاً عن دورها فى زيادة ذكاء الطفل، لكن غالبية هذه الأنشطة لم يتم تفعيلها بشكل جيد فى المدارس بسبب ضعف التمويل، وفقاً لعدد من المعلمين. يقول عبدالعزيز محمد، وكيل مدرسة عمر بن الخطاب بالريانية بمحافظة سوهاج، إن الأنشطة المدرسية تتعدد أنواعها ما بين فنية ورياضية، مؤكداً: «أغلبها غير مفعلة بشكل جيد ولا يحقق الأهداف المرجوة منها بسبب ضعف التمويل»، مشيراً إلى أن أنشطة التربية الرياضية، والتربية الزراعية، والمجال الصناعى، والنجارة، والمشغولات اليدوية، تعد أهم وأبرز الأنشطة التى ما زال لها وجود حيوى فى المدارس.
لجأت المدرسة لتوفير بيئة من الأنشطة تسهم فى تنمية مهارات الأطفال، وهو مشروع «المدرسة المنتجة»، فيتم تكليف الطلاب بإنتاج عصائر ومربات، وغيرها من المواد الغذائية، مما تمثل إفادة ثرية للطلاب، حسب «عبدالعزيز»، وأضاف وكيل مدرسة عمر بن الخطاب لـ«الوطن»، أنه فى حالة وجود اهتمام كبير من جانب الجهات المسئولة بالأنشطة سيستفيد الطفل بدرجة كبيرة من الأدوات اللازمة للنشاط المدرسى، لافتاً إلى أن الصفوف الأولى فى المرحلة التعليمية الابتدائية تعتمد بشكل أساسى على الأنشطة البدنية، وتنمية المهارات الحياتية فى التواصل والتعامل مع الآخرين، لذلك لا بد من توفير دورات تدريبية للمدرسين.
وعن ظاهرة استغلال المكتبات الخارجية لأولياء أمور الأطفال بالحصول على مبالغ مالية مرتفعة لتصميم النشاط المدرسى، علق «عبدالعزيز» قائلاً: ما زلنا نعانى من ثقافة الاستسهال: «ولى الأمر يختصر الوقت ويبعت ابنه لأى مكتبة تعمل له النشاط ويروح يسلمه للمدرسة».
لم يقتصر النشاط المدرسى على الألعاب والرسم والفن، فهناك جوانب أخرى من الأنشطة المدرسية وهى أنشطة المواد الأساسية كالعلوم والرياضيات واللغات، حسب سعيد النمس، مدرس لغة ألمانية، موضحاً أن تدريس اللغات لا بد أن يصاحبه مجموعة من الأنشطة، وهى أن تصبح اللغة كائناً حياً بتحويلها لمسرحية أو أغنية للأطفال حتى يمارسوها، مؤكداً أن الطفل لا يستفيد من عملية التدريس فقط، فالمادة العلمية «تقيلة» على حد وصفه، مُرجعاً ذلك لكون طبيعة الكتب التى يتم تدريسها لا تمت للغة بأى صلة، فضلاً عن أن عملية التدريس قائمة على الحفظ والتلقين.
وشدد «النمس» على أن الأنشطة لا بد أن تكون بصفة دورية ومستمرة، تبدأ بتعليم الأطفال السلوكيات الصحيحة والآداب التى يفتقدها الكثير من الأطفال فى التعامل، موضحاً أن بذلك تسترد المدرسة دورها التربوى الأهم من الدور التعليمى، مضيفاً أنه لا بد من تفعيل أنشطة لتنمية اللغات ولا يتوقف الأمر عند كلمة باللغة العربية أو الأجنبية فى الإذاعة المدرسية. وأوضح أن حصص الأنشطة فى الغالب يتم استغلالها فى تدريس مواد أساسية كالدارسات الاجتماعية، والعلوم والرياضيات، مؤكداً: «الأنشطة موجودة على الورق لكن فعلياً لا توجد أى أنشطة»، مشدداً على ضرورة الرجوع للمختصين فى دراسة اللغات، لتحديد مناهج تناسب الأطفال، وتفعيل نشاط لكل مادة. من جانبه قال على ماهر، معلم فصل بمحافظة أسيوط، إن الأنشطة الرياضية فقط هى المفعلة بشكل جيد فى مدارس الصعيد، مؤكداً أن غالبية المدارس بها نقص كبير فى الأدوات اللازمة للنشاط المدرسى، كالموسيقى، مؤكداً أن هناك عجزاً كبيراً فى غالبية الأنشطة، لكون البنية التحتية ليست متكاملة بالشكل الجيد.