واقع أليم مغلف بالعنصرية والتفريق بين الجنسين يواجه فتيات كليات الزراعة بمختلف أقسامها، حين يبدأن رحلة البحث عن فرص تدريب لتنمية مهاراتهن وتطبيق دراستهن النظرية على أرض الواقع، فيصطدمن بالعادات والتقاليد التى تتعارض مع أحلامهن، لا يجدن مكاناً فى سوق العمل ولا مكاناً للتدريب يرحب بوجودهن فى المزارع والأراضى وعنابر الدواجن وغيرها..
"آية": ملقتش فرصة تدريب
تبحث آية حمدى، طالبة فى الفرقة الثالثة بكلية الزراعة جامعة الفيوم، عن مكان يستضيفها للتدريب فيه داخل مزرعة دواجن للحصول على شهادة معتمدة تساعدها فى إيجاد فرصة عمل بعد تخرجها لكنها لم تجد مكاناً يرحب بها فى حين انهالت العروض على زميل شاب لها حين طلب نفس طلبها: «كله قال لى انتِ بنت مش هنتحمل مسئوليتك ماتتعبيش نفسك».
تحكى أن سوق العمل يشترط خبرة ثلاث سنوات على الأقل حتى يتم قبولها فى وظيفة، مؤكدة أنها تحب دراستها لكنها اصطدمت بواقع أليم يرفض منحها فرصة لكونها أنثى غير مرحب بوجودها فى مزرعة وسط الشباب أو العمال حتى إنها طلبت من أستاذ لها فى الكلية توفير فرصة كعاملة وليس كمهندسة لكن الرد كان محبطاً: «مش هتعرفى توصلى لحاجة ماتحاوليش».
عام كامل تبحث الفتاة العشرينية عن فرصة تدريب لتعلم مهارات كثيرة بشأن تخصصها مثل رؤية التحصينات التى تأخذها الدواجن وطرق التربية السليمة والوقاية وغيرها: «كل ده مش متوافر غير فى مزارع كبيرة»، اتجهت لمساعدة نفسها بنفسها من خلال شراء 40 كتكوتاً للتدريب عليها لكنها فشلت لقلة الإمكانيات والأدوات والأجهزة المتوافرة فى المزارع الكبرى: «ملناش فرص تدريب عشان إحنا بنات».
"إيمان": إحنا أوائل وأصحاب كفاءة
معاناة مشابهة تعيشها إيمان محمد حسن، فى قسم الوقاية المختص بأمراض النبات، حين ذهبت فى جولة لإحدى المزارع وسألت صاحبها عن فرصة تدريب، فلم يرد وتجاهل سؤالها حتى كررته عليه: «قال لى انتِ بنت مكانك مش هنا»، فى حين منح زملاء لها شباباً فرصاً وبمقابل مادى، الأمر الذى جعلها تشعر بالإحباط خاصة أن الأوائل فى كليتها من الفتيات الأكثر كفاءة من الصبيان: «بيحكموا من غير ما يشوفوا»، تصف ما يحدث معهن بالعنصرية التى تضع كل الفرص فى كفة الولد بينما تعاقب البنت لكونها أنثى ليس لديها الحق فى الذهاب لمباشرة عملها على أرض الواقع بحجة أنها لن تتحمل، «وماينفعش تبات فى مزرعة لوحدها».
هذا ما جعل شيماء عطية تحول من قسم الإنتاج الحيوانى إلى الاقتصاد، رغم حبها الشديد للأول لكن وقف الجميع فى طريقها: «قالوا ماينفعش تنزلى رغم إن البنت دلوقتى بتشتغل فى كل مجالات الرجالة»، مؤكدة أن هذه الكلية حكر على الأولاد فى كلية الأزهر وغير موجود قسم للفتيات، مطالبة بتوفير فرص تدريب لهن فى مواقع متعددة تابعة للوزارة: «مش عايزين نقعد فى البيت».
تعليقات الفيسبوك