في حجرتها المخصصة للرسم، مكثت لحوالي 3 ساعات، ركزت فيها بجميع جوارحها على تفاصيل ملامح الفنان أحمد مكي، وشخصياته الفنية الشهيرة التي علقت في أذهان الملايين من أفلامه المعروفة، لتجسدهم بأناملها الصغيرة على لوحة ضخمة، كطريقة لإبداء إعجابها الشديد به.
على لوحة من القماش تبلغ مساحتها "100*70" سنتيمتر، استخدمت خريجة كلية الفنون الجميلة مها جميل، 28 عاما، مجموعة متعددة من ألوان الأكليريلك، بينما تواجهها صورة لمكي حصلت عليها من حسابه الشخصي بموقع "انستجرام"، لترسمها بدقة شديدة، فيما تستعيد بذاكرتها عددا من شخصياته الفنية الشهيرة.
"إتش دبور، حزلقوم، الكبير أوي، أدهم".. الشخصيات الأقرب للمجتمع التي قدمها مكي، في رأي الشابة العشرينية، التي جسدتها بريشتها، مستخدمه بجانبها رسومات للطيور المحببة له التي تحدث عنها في أحد لقاءاته السابقة، بينما يحمل على كتفه في صورته الرئيسية التي تحتل مساحة كبيرة باللوحة طائره المفضل الذي يظهر معه بعدة صور.
بادر إلى ذهن "مها" تلك اللوحة بعد مشاهدتها لإعلان "ميزة" الذي يظهر به الفنان الشاب، حيث علقت بذاكرتها كلماته وأداؤه المميز، قائلة: "مش بيطلع في إعلانات كتير، لازم تكون حاجة هادفة، زي أفلامه، بيقدم فيها رسالة مجتمعية جميلة بطريقة بسيطة وجميلة".
تعد تلك اللوحة في وجهة نظر الفنانة الشابة مجرد "إهداء بسيط مني لمكي وتقدير له ولإبداعه، فحبيت أقدمله حاجة كنوع من الإعجاب بفنه على طريقتي"، حيث تتمنى أن تتمكن من إرسالها له، لا سيما بعد أن لاقت إعجاب العديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
مها جميل.. وهبها الله موهبة الرسم، على حد قولها، منذ ميلادها في 1991، لذلك سارعت لدراسته بكلية الفنون الجميلة في جامعة حلوان التي تخرجت منها قبل 3 أعوام، لتقرر فيها أن تخلق لنفسها نهجا جديدا مميزا، فاختارت مدينة أسوان انطلاقة لها، لهدوئها ومكانتها المميزة وطيبة أبنائها وطبيعتها الخلابة.
بعامها الجامعي الأول، عقب ثورة "يناير 2011"، سارعت بلقاء محافظ أسوان حينذاك، بمساعدة أصدقائها، واقترحت عليه مبادرتها بتزيين أسوار المدينة تطوعيا ليوافق عليها سريعا ويوفر لها الخامات وسيارات لنقلهم، فجمعت 15 من معارفها ورسومها في مناطق مختلفة كشارع البوسطة ونادي أسوان الرياضي، حيث عبروا فيهم عن الثورة، وأهالي أسوان وخاصة الفتيات، لذلك اختارت أن تكون أول رسوماتها هي عن "شاب بيكسر الحيطة وبيطلع منها"، في إشارة لثورة يناير.
ومن ثم اتجهت الفتاة العشرينية للرسم على المنازل في جزيرة أسوان، بالاتفاق مع الأهالي، بأشكال جرافيتي عن النوبة، متأثرة فيها بالمدرسة الانطباعية والسيريالية والتعبيرية، وحاولت في الوقت نفسه مواكبة الأحداث التي ينجذب لها المصريون، وسرعان ما ذاع صيتها بأسوان، التي انتقلت للإقامة بها، حتى طلبت منها صاحبة ملتقى ثقافي وغنائي شهير بالنوبة أن تزين لها جدرانه بجرافيتي لمشاهير أسوان والقارة السمراء، بما يتفق مع المحتوى الذي تقدمه داخل الملتقى لجذب الفنانين والشباب، لتبادر "مها" برسمهم وتخصيص لون لكل شخصية، ثم قررت جمع كل الألوان في رسمة إفريقية مميزة داخل المكان تكسبها جمالا مختلفا.
تعليقات الفيسبوك