مخرج "جدار الصوت": أحداث الفيلم حقيقية.. ولا وجود للانتصارات فى الحروب
مشهد من "جدار الصوت"
يشارك فيلم «جدار الصوت» للمخرج أحمد غصين فى المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى بدورته الحادية والأربعين، وذلك بعد حصده لـ3 جوائز بمهرجان فينيسيا فى دورته الأخيرة، وهى جائزة أفضل فيلم فى أسبوع النقاد، وجائزة الجمهور، وجائزة أفضل تقنيات.
وقال «غصين»، فى تصريحات لـ«الوطن»، إن أحداث فيلمه مستوحاة من قصة حقيقية وقعت خلال حرب لبنان، وتنامت إلى مسامعه عام 2006 وترسخت بذهنه رغم أنها حكاية ليست بجديدة، بحكم أن الحروب تشهد دائماً محاصرة العدو لسكان البلد، بحسب قوله.
وأضاف: كتبت أحداث الفيلم فى عامين، وهما 2014 و2015، وواجهت صعوبة فى بناء الشخصيات أثناء مرحلة الكتابة، وتحديداً عن وجودهم داخل «لوكيشن» واحد، مع الحفاظ على الأداء التمثيلى ودرجة الإحساس فى كل المشاهد، وهنا وقعت الصعوبة على كاهل الممثلين.
وأوضح أنه كان معنياً فى الفيلم بإبراز مساوئ الحروب، وتسببها فى الإضرار بكرامة المواطن وإنسانيته، كما أرجع سبب اختياره لـ«جدار الصوت» اسماً للفيلم إلى تركُّز الأحداث على اللحظة المبنية على ردة الفعل الأولى.
وتابع قائلاً: «نسمع أحياناً أنباء عن اختراق طائرة لجدار الصوت، فينتج عنها صوت مرتفع للطائرة كردة فعل لهذا الاختراق، وقياساً على هذا المثال، نجد ردة فعل للجنود فى المعركة، وترقب المشاهد للنتائج عما إذا كانت ستنتهى بالانتصار أم استشهاد الأبطال فى الحرب، ولذلك لم أجد أفضل من جدار الصوت اسماً للفيلم».
وعن سبب وضعه اسم «All This Victory» باللغة الإنجليزية مقترناً باسم الفيلم، أوضح قائلاً: «أملك وجهة نظر فيما يخص الحروب، التى نتعامل معها كعرب إما انتصاراً أو هزيمة، والحقيقة أن خوض الحروب هو هزيمة للإنسان، أما فكرة الانتصار فهى دعاية كاذبة ليس أكثر، ولذا أردت توجيه نقد لمفهوم المنتصر فى الحرب، التى تتسبب فى خسارة الفرد لإنسانيته وكرامته».
أحمد غصين: صورت مشهد النهاية فى سوريا لانتقاد المحاربين هناك
وكشف «غصين» عن تصويره مشهد نهاية الفيلم فى سوريا، ما عرَّضه لانتقادات من البعض، بسبب تغييره لموقع التصوير، حيث أرجع سبب اختياره سوريا لتصوير هذا المشهد قائلاً: «سعيت لتوجيه انتقاد للمحاربين فى سوريا، وكما أشرت سلفاً فأنا أنتقد فكرة المنتصر، لأنها تسحق إنسانية الفرد وكرامته، وبعيداً عن هذه الجزئية، ورداً على من انتقدوها فأقول إن هذا المشهد لا يمحو سردية المكان، لأنه فيلم Fiction».
وأكد «غصين» أن رغبة بطل الفيلم «مروان» فى السفر إلى كندا انعكاس لرغبة الشباب فى الهجرة خارج أوطانهم، متابعاً: «أرى أن مروان يُعبر عن فصيلة الشباب بشكل عام، وتحديداً ممن يرغبون فى مغادرة أوطانهم رغم عدم استطاعتهم الابتعاد عنها، حيث أردت إبراز هذه التفصيلة من خلال سعى الشخصية للهجرة إلى كندا».
وشكر مخرج «جدار الصوت» المنتج جورج شقير لإيمانه بفكرة الفيلم، لافتاً إلى أن عدم وجود صناعة سينمائية فى لبنان دفعتهم للحصول على دعم إنتاجى من بعض الدول، كى يتمكنوا من تنفيذ تجربة الفيلم وخروجها للنور.