كوبرى تحاوطه القمامة من كل مكان، وتسكنه المواشى الميتة حتى سئم أهالى قرية الزرقا التابعة لمركز كوم حمادة فى محافظة البحيرة، مما دفع اثنين من شباب القرية إلى التطوع لإزالة القمامة وتشجير المكان والاستعانة بأعمدة وأسلاك شائكة لحماية المنطقة، بل وتعيين «غفير» كى يحرس المكان ويمنع أى شخص من رمى زبالته.
على مدار أسبوع، ظل يعمل أحمد شعبان وصديقه مصطفى، وانضم إليهما صديقهما الثالث محمود بيومى، بالتعاون مع الأهالى والوحدة المحلية للقرية، حتى تمت إزالة كل المخلفات والنفايات وتزيين المكان بالأشجار وتغطية الأرض بالرمال الصفراء وتحول بفضل التبرعات إلى منطقة جميلة ونظيفة خالية من القمامة: «لقينا مساعدات كتير، وفيه ناس من الأهالى فى السعودية والكويت بعتوا لنا فلوس».
سائقو "التوك توك" تبرّعوا من 5 إلى 20 جنيهاً
يحكى أنه بمجرد طرح الفكرة، تفاعل معه الأهالى وسكان القرى المجاورة، مؤكداً أن سائقى «التوك توك» تبرّعوا بقيمة من 5 إلى 20 جنيهاً، ومنهم من تكفّل بنقل معدات وأدوات بالمجان، وكذلك عدد من الصنايعية والعمال قرّروا أن يقدّموا الخدمة دون مقابل، فضلاً عن وقوف جميع الأهالى بجانبهم ورئيس الوحدة المحلية الذى وفر لهم لودر لإزالة القمامة: «جمعنا حوالى 4 آلاف، وفيه ناس اتبرعت بحاجات بقيمة ألفين و3 آلاف جنيه».
«كان المكان لا يُطاق» حسب وصف الشاب العشرينى، وتفوح منه الرائحة الكريهة وتحاوطه القمامة ليل نهار، فضلاً عن رمى الحيوانات الميتة فيه والمخلفات، وكان السبيل الوحيد للتخلص من هذا المشهد إشعال النار فيه، مما كان يتسبّب فى مرض بعض الأهالى: «كان لازم نتحرك».
تعاون معه محمود بيومى، الذى تحمّس باعتباره أحد شباب القرية، وبدأ يعلن عبر صفحته الخاصة وتلقى العديد من التبرعات: «فيه واحد بعت لنا ألف جنيه»، تغيّرت ملامح المنطقة وتحولت إلى مرسى يستريح فيه الأهالى، خاصة أنه يربط ثلاث قرى ببعضها: «هنعلق يافطة نحذر من رمى الزبالة، وهنفضل نتابع على طول».
تعليقات الفيسبوك