صحابي خلد اسمه في صفحات بطولات التاريخ الإسلامي، ضرب أروع مثل في الشجاعة وكان أحد أهم الأسباب التي تسببت في خسارة الفُرس لمعركتهم مع المسلمين، هو هاشم بن عتبة ابن أبي وقاص، ابن أخي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم أجمعين.
شارك هاشم بن عتبة في معارك إسلامية عديدة، وكان النصر فيها حليف المسلمين، وتعود بطولة الصحابي، للكثير من المواقف التي لم ولن ينساها التاريخ الإسلامي، فبالرغم من فقد عينه اليمني إلا أن ذلك لم يمنعه من قتال المشركين إذ شارك في معركة القادسية أيضًا وأبلى بها بلاءً حسنًا.
أسلم يوم فتح مكة ومن يومها كان غيورًا على الإسلام حاميًا له مقاتلًا بارعًا، وكان من أسرع الفرسان في اللحاق بالأعداء وقتالهم، لا ينتظر عدوه ولكن يعدو إلى عدوه ليقاتله فكان يرقل (يسرع) إلى الحرب ولذلك لقب بـ"المرقال"، وبعد أن توفي رسول الله صلَ الله عليه وسلم قاتل مع سيدنا أبو بكر رضي الله عنه، ضد المرتدين.
وكان مؤيدًا لسيدنا علي رضي الله عنه عندما حدثت الفتنة بين المسلمين، وتعود أبرز بطولات هاشم أنه عندما خرج سيدنا سعد بن أبي وقاص لقتال الفرس، خرج معه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، وقد أظهر شجاعة منقطة النظير.
وكان حاكم الفرس يمتلك أسدًا مدربًا على القتال، فأطلقه أثناء معركة الفرس مع المسلمين لكي يهاجمهم، من أجل إرهابهم وانطلق الأسد بالفعل ليقتل المسلمين فأصابهم الذعر، ولكن سيدنا هاشم المرقال كان له رأي آخر حيث ثبت وانطلق مسرعًا تجاه الأسد لكي يصارعه، فالتقى البطل بالأسد وعندما ارتفع الأسد ليهجم عليه نزل البطل على رجليه وطعنه في رقبته، ثم سحب سيفه وطعنه عدة طعنات أخرى في مشهد رائع لبطل جسور لا يهاب الموت، وهو ما انعكس على عزيمة ونفوس الفرس وحاكمهم، الذي شعر بخيبة أمل كبيرة انتقلت إلى صفوف جنوده، لتنتهي المعركة بفوز المسلمين.
ومع اقتراب النصر اقترب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم أجمعين، بطل القادسية وخال رسول الله من ابن أخيه هاشم تكريما له لصرعه الأسد وفاجأ الجميع بتقبيل رأس "المرقال" الذي لم يجد أمامه، إلا الانحناء وتقبيل يد القائد المسلم ثم قال لسعد بن أبي وقاص: "ما لمثلك أن يقبل رأسي".
وجاءت آخر معارك الصحابي الجليل، يوم صفين مع سيدنا علي بن أبي طالب وأبلى بلاءً حسنًا ولكنه استشهد يومها ومعه الصحابي الجليل عمار بن ياسر، ما أحزن سيدنا علي الذي بكى على فراقهما ودفنهما بأرض المعركة، ومكانها الآن في سوريا، ليُكتب بشهادته نهاية لمسيرة ظافره لصحابي بذل الغالي والنفيس لنصرة الدين الإسلامي.
تعليقات الفيسبوك