تُصر الجماعة الإرهابية على تأكيد عمالتها للغير ضد الدولة الوطنية المصرية، وهى تقدم الدليل على ذلك يومياً، والمثير أنها تسلك طريق العمالة دون غرض محدد إلا لرغبتها فى إسقاط الدولة التاريخية الوطنية المصرية والحلول بديلاً عنها.
من يتابع أداء هذه الجماعة الهزلية، يرصد وبسهولة شديدة توجيه كل خلافاتها وأسهمها وأسلحتها لشخص السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهى تحاول خلق مناخ عدائى وتحريضى ضده شخصياً، ودون أى اهتمام بأشياء أخرى.
والحاصل أن أراجوزات الجماعة وعملاءها لا يتورعون عن ارتكاب الفضائح، وتلوين الكلام واجتزائه من سياقه، وتغيير مساره لاتجاه مختلف، لمجرد الرغبة فى تنفيذ تصوراتهم التحريضية، ومحاولاتهم لشق الصف، وإثارة موجة كراهية.
الشاهد أن القائمين على مخططات التشويه والتحريض والكراهية لا يخجلون من خطاياهم وفضائحهم، وهم لا يهتمون بسخرية الناس من أفعالهم، وانهيار تأثيرهم على الرأى العام، قدر ما يهمهم إثبات تواصلهم واستمرارهم، على الأقل لمنع استمرار الانقسامات والانهيارات بين صفوف أعضاء هذه الجماعة وبين أنصارهم.
الواقع يقول إنك لا تجد فكرة سياسية، أو رؤية يعلنونها، فى أى مسألة أو قضية، إنما فقط هجوم واتهامات وانتقادات، ضد أى تحرك سياسى للدولة، وهم يحرصون على التشكيك فى الأمر، ونشر الأكاذيب، وترويج كلام وأحاديث باطلة، والإيهام بكونها معلومات وأخباراً، وهى ليست أكثر من اختلاق لوقائع.
المعارضة فى الدول المتحضرة تبنى ثقة الناس فيها بالمواقف والرؤى البديلة، وليس بالهجوم والاتهام دون أى سند سوى مشاعر الكراهية، والناس ربما تتأثر أحياناً بهذه الحملات، لكنها لا تظل على ذلك كثيراً، لأن الأكاذيب لا تطول.
الجماعة الإرهابية لا تقبل بهذا المعنى، ولا تهتم بما يقال عليها، لأن همها الأول والأخير هو وصول الأهل والعشيرة للحكم، حتى ولو بإرادة غير إرادة الشعب، وقادة هذه الجماعة يعلمون جيداً أكثر من غيرهم أن هذه الأساليب والسياسات لا تكرس ولا تعمق ثقة الشعب بهم، قدر ما يعلمون أن هذه الأساليب تلقى رضا وقبول جهات دولية، وتتيح لهم تلقى الدعم والمساندة من هذه الجهات.
المسألة وما فيها مجرد أسئلة، هى: كيف تجعل هذه الدولة مضطربة قلقة منشغلة أغلب الوقت فى مسألة الأمن، وكيف تجعلها تحت ضغط مستمر، ضغط يتيح التأثير السلبى على كل عمليات التنمية، ويثير مخاوف المستثمرين، بما يقلل من تدفق الاستثمارات فى البلاد.
ما الصلة بين محاولات الجماعة القفز على حكم مصر وبين عمالتهم لهيئات ومؤسسات دولية؟
الصلة هى المصلحة، الطرفان يعملان على إثارة المشاكل وإضعاف الدولة المصرية، وإخضاعها للضغط المستمر، بما يعيق قدرتها ويقلل من نجاحاتها، والفائدة على المؤسسات الدولية امتلاك أدوات للضغط على الدولة المصرية فى ملفات سياسية محددة من جهة، ومن جهة ثانية ضمان أمن هذه الدول من تلك الجماعة الإرهابية، وتجنب أخطارها قدر الإمكان وتأمين مجتمعاتهم منها، أما ما تعتقده الجماعة الإرهابية لصالحها وفقاً لما يتصورون هى الاستفادة من هذه الضغوط فى التحريض على العنف والإساءة للدولة، بما يسمح لهم -من وجهة نظرهم- فى لحظة ما بالقفز على الحكم.
نحن أمام جماعة تنتهج العنف، وسفك الدماء، وسيلة للضغط من ناحية، وأداة لتنفيذ مخططات تلك المؤسسات والهيئات الدولية، وهى تستغل إمكانياتها لتنفيذ مخططات هذه الجهات لنيل رضاها ودعمها من أجل الوصول للحكم، لا لأن تحكم بإرادة الشعب، وإنما تحكم تحت إرادة هذه المؤسسات التى تدعمها.
هذا هو ما يفسر انشغال رموز الإرهابية وأراجوزاتها بالحملات التحريضية، وحملات الكراهية، والتشكيك والكذب ونشر الأباطيل، أكثر من انشغالها بطرح برامج ورؤى وأفكار. وأتذكر مرة سأل صحفى فى مؤتمر انتخابى عصام العريان عن برنامج الجماعة، فكان الرد: البرنامج ده آخر حاجة نفكر فيها، المهم أداؤنا بين الناخبين، وكان بالطبع يقصد السلع الغذائية والمراكز الطبية وخلافه.
قادة ورموز الجماعة يعلمون جيداً كراهية الشعب لهم، بعد افتضاح مخططاتهم وأفكارهم، واكتشاف الشعب لحقيقتهم، أنهم لا يملكون برنامجاً ولا رؤية لحل مشاكل الوطن، بل إن حكمهم زاد من مشاكل الناس وعمق من أزمات البلد، وبعد اكتشاف حقيقتهم الإرهابية، ولم يعد أمام هؤلاء لتحقيق حلمهم سوى اللجوء للخارج، والاندراج فى خطط معادية للدولة المصرية، أملاً فى اكتساب ثقة هذه القوى ودعمها للقفز على حكم مصر، وإسقاط الدولة الوطنية، ولذلك لن يتوقفوا لا فى نوفمبر الماضى ولا فى يناير المقبل، بل ستستمر مخططات محاولة الإسقاط الفاشلة للدولة المصرية.
الإخوان لا يرغبون فى حكم مصر بكل تاريخها وثقافتها وحضارتها، الإخوان يرغبون فى إسقاط الدولة الوطنية من أجل حكم عشيرتهم وأهلهم لهذا البلد العاصى عليهم، ووسيلتهم فى ذلك هى العمالة للخارج حتى ولو كانت ضد المصلحة الوطنية.. المهم عندهم: الحُكم.