توعية وتواصل ومكاتب دعم نفسي.. الجامعات تتصدى لمحاولات انتحار الشباب
جانب من ندوة ح"ياتك تهمنا" بجامعة بني سويف
محاضرات دراسية كثيفة، امتحانات، ضغوط مادية تؤرق الأسرة، تنمر، مجموعة عوامل تكاتفت مع بعضها لتجبر الشباب الجامعي في الفترة الأخيرة على الانتحار، دون اللجوء لأي وسيلة آمنة أو حتى ما استقرت عليه اللغة العامية "الفضفضة"، فكانت التوعية وفتح الحوار التفاعلي، والاستماع للشباب أسلحة الجامعات للتصدي للظاهرة.
مكتب للدعم النفسي في كل كلية بجامعة بني سويف
"حياتك تهمنا" عنوان لسلسة من الندوات التي أطلقتها جامعة بني سويف، لتوعية الطلاب، ومشاركتهم رأيهم، وتلبية رغباتهم، بسحب الدكتور منصور حسن رئيس جامعة بني سويف، مبرراً أسباب الانتحار التي لجأ إليها الطلاب في الفترة الأخيرة للضغوط النفسية والاجتماعية التي تعيشها بعض الأسر وتؤثر على الطلاب.
وأضاف رئيس جامعة بني سويف لـ"الوطن"، أنه سيجرى فتح مكتب خاص للدعم النفسي والاجتماعي بكل كلية من كليات الجامعة، لتنظيم ورش وندات توعوية بحضور عدد من الشخصيات العامة، والكنسية والأزهر، والتواصل مع الطلاب بشكل مستمر، مشيراً إلى أنَّ الجامعة استطاعت حماية حالتين من محاولتهما للانتحار، وتبين أنَّ الحالتين تعانيان من ظروف اجتماعية ومرضية، موضحاً أن الجامعة وفرت لهما العلاج الكافي.
مبادرات مجتمعية للتواصل مع الشباب في جامعة القاهرة
وكانت جامعة القاهرة، برئاسة الدكتور محمد عثمان الخشت، قررت افتتاح أول مركز للدعم النفسي لمواجهة الانتحار بالجامعات خلال 3 أسابيع، موضحة أنه جارٍ الإعداد والتجهيز له بمشاركة عدد من أساتذة الطب النفسي والأخصائيين الاجتماعيين بالجامعة، لمساعدة الطلاب على مقاومة أمراض الاكتئاب والحالات النفسية.
وأكّد "الخشت"، أنَه جرى تدرشين مبادرات مجتمعية لمواجهة ظاهرة الانتحار بين الشباب، في إطار الدور التنويري للجامعة في صياغة العقل المصري وإعادة بنائه، وتأسيس خطاب ديني يقدم مفهومًا جديدًا للإيمان، لافتًا إلى أنّه تقرر إنشاء أول مركز للدعم النفسي لجميع أبناء الشعب.
استشاري نفسي: الأسرة السبب الرئيسي وراء انتشار الانتحار
يرى الدكتور أمير يوحنا استشاري نفسي، أنَّ سبب حالات الانتحار المتكررة للشباب الجامعي هي ضغوط المحاضرات في الجامعات إلى جانب الضغوط الأسرية، مؤكداً أنَّ الأسرة تعد سببًا رئيسيًا في هذه الحالات، لكونها في الغالب تنظر للطالب نظرة "الفاشل في حالة عدم حصوله على مجموع مرتفع في الكلية".
وشدد "يوحنا"، على ضرورة توعية الأسرة جيداً بأهمية التحاور مع الشباب، وعدم الضغط عليهم في أمور قد تكون خارج استطاعتهم: "ممكن يكون الطالب مش شاطر في الجامعة بس شاطر في حاجات كتيرة تانية"، لافتاً إلى أنَّه يجب على الجامعات تكثيف النداوات على نطاق واسع، وعدم اقتصارها في فترة معينة.
أستاذ علم اجتماع: نعاني من نقص أنيميا الرضا
بدورها، قالت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، "لا يمكن تسمية حالات الانتحار المتكررة في الوقت الأخير بالظاهرة، لأنه 60% من المجتمع المصري من فئة الشباب، مؤكدة: "أصبحنا إلى حد ما في مجتمع لا يستمع فيه أحد لأحد، ولا يعطف ولا يصادق أحد لغيره"، موضحة أن التمرد وصل للعمق: "نعاني من أنميا في الرضا".
وأضافت أستاذ علم الاجتماع، أنه يجب توعية الأسرة بشكل مستمر "عشان نعيد دفء الأسرة"، لافتة إلى أنَّه "في الأعوام الماضية كان المجتمع المصري يضحك مع إسماعيل ياسين ويغني مع شادية، وتشتد وطنيته مع فايزة كامل وعبدالحليم حافظ، وهو ما يفتقده في الوقت الحالي".