البابا تواضروس لـ"الوطن": سننتهى من قانون "الأحوال الشخصية" خلال أيام
البابا تواضروس أثناء حواره مع «الوطن»
بعد 7 سنوات على لقاءين مهمين أجريتهما مع البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، بعد إعلان فوزه بالكرسى البابوى نوفمبر 2012، يأتى لقاء اليوم لنُجريه مع قداسته داخل المقر البابوى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
البطريرك الـ118: "الوحدة الوطنية" فى مصر طبيعية.. والفصل بيننا لا يُجدى "مهما خبطوا فينا"
وطوال هذه السنوات السبع جرت فى نهر الوطن والكنيسة مياه كثيرة، وحينما أبلغنى القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة، بموافقة البابا على لقائنا، جالت فى ذهنى أفكار وأسئلة عديدة: هل أبحث فى الماضى وأعيد ذكريات أحداث جسام عايشها بطريرك الكنيسة الـ118 على السدة المرقسية، كعام الإخوان والاعتداء على الكاتدرائية ومشاركته فى مشهد «3 يوليو» وما تلاه من اعتداءات طالت عشرات الكنائس والمنشآت المسيحية فى أحداث 14 أغسطس 2013، والحوادث الطائفية وموجة الإرهاب التى استهدفت الوحدة الوطنية بتفجير الكنائس، أم يتركز حديثنا عن فحوى لقاءاته مع كبار المسئولين والسياسيين العرب والأجانب بالداخل والخارج، واللحظة الفارقة التى مرت بها الكنيسة بقتل الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير أبومقار بوادى النطرون، لكن المستقبل والحديث عنه هو الذى فرض نفسه فى هذا اللقاء المهم مع البابا، فذهبنا إليه طامحين فى الإجابة عن تساؤلات تشغل الوسط القبطى حول المستقبل، لنستمع لرؤيته حول مصر وما يجرى فيها والمصريين وما يعيشون فيه، والشرق الأوسط وما يتعرض له، وهو الذى يحمل فى جوانحه قلباً عاشقاً للوطن، فكان استقبال صاحب الرداء والطيلسان البابوى، لنا بوجه بشوش وابتسامة صافية، رسالة ترحيب وطمأنة ودعوة إلى فتح كل الملفات.. فكان هذا اللقاء الذى استمر لأكثر من ساعة.. وإلى نص الحوار:
«بابا المحبة» التصق هذا الوصف بقداستكم وأنت دائم الترديد بأن «المحبة لا تسقط أبداً»؟ ماذا عن «المحبة» فى حياة البابا؟
- أولاً المحبة هى الكلمة المفصلية التى فى الكتاب المقدس، والسيد المسيح حينما أتى علمنا المحبة، وآخر وصية له قال فيها «أحبوا بعضكم بعضاً»، فالمحبة هى شغلنا ووقود حياتنا والشىء الوحيد الذى سنأخذه معنا للسماء، فكل شىء سنتركه على الأرض مثل الإيمان، ولكن عندما نذهب السماء لن نحتاجه لأننا سنكون وقتها مع الله.
فالمحبة وعملها هى الشىء الوحيد الذى سيرافقنا فى السماء، لو أنك ساعدت إنساناً، أو كلمته كلمة طيبة كل هذه الأعمال المملوءة محبة هى التى ستبقى معنا فى السماء.
لقب "بابا المحبة" الأحب لقلبى
هل لقب «بابا المحبة» أحب إلى قلبك من بابا الإصلاح أو الوطنية؟
- طبعاً.
«الاستنارة والجهل» كانت كلمتكم قبل بدء اجتماع المجمع المقدس فى يونيو الماضى، قداستكم ينشد الاستنارة، فهل تعانى الكنيسة من الجهل؟
- ربما ليس من الجهل بمعناه المعروف، ولكن من نقص المعرفة، فليس كل ما يعرف يقال، وشىء طبيعى خاصة حينما نكون فى مسئوليات معينة ليس كل شىء الشخص يستطيع الحديث فيه، فهناك أشياء تتم ونستطيع أن نقولها فى مكاتبنا وهناك ما ينفع أن نقوله على مستوى عام، فنحن نخاطب أناساً بأعداد كبيرة وجماهير، فلابد أن تخرج الكلمة بحساب، وحينما لا يكون لدى الإنسان القدر الكافى من المعرفة ويتحدث فى موضوع يكون كلامه مشوهاً وغير دقيق، فالاستنارة هى العنصر المهم جداً، وعلى فكرة قضية الاستنارة والجهل تلك واجهت الإنسان منذ وجوده على الأرض ووجود الأديان والفلسفات والثقافات والحضارات، وُجِد أشخاص يفهمون هم المستنيرون، ووجد أشخاص يحتل الجهل أو الظلمة مساحة كبيرة بقلوبهم.
غياب المحبة والإدارة سبب المشاكل فى أى إيبارشية.. وأقول لمنغلقى الذهن ومنعدمى البصيرة: استنيروا وافهموا واعرفوا.. والتحريض على الدولة وراءه أغراض خبيثة
هل تعانى الكنيسة ممن سبق وصفهم بـ«منغلقى الذهن» و«معدومى البصيرة» الذين «لا يفهمون الكُتب»؟
- طبعاً موجودون، وهذا فى كل زمان.
ماذا تقول لهؤلاء سواء فى الوطن أو الكنيسة؟
- أقول لهم استنيروا، افهموا، اعرفوا، افهموا معطيات العصر الذى نعيش فيه، فلا يصح أن نأخذ عملاً تم منذ 50 أو 40 أو 30 سنة، ويكون بفكر قديم وآتى اليوم أكمله، فمثلاً نحن لدينا فى الكنيسة «الترانيم» هناك ترانيم قديمة رتمها بطىء إذا قلتها فى مجتمع شبابى تجد صعوبة بالغة، ولكن على الجهة الأخرى توجد ترنيمة قصيرة ورتمها سريع ستجد أن لها قبولاً، هذا تطور الزمن ولا نستطيع اليوم مع شباب عمرهم 20 سنة أقول لهم حاجة قديمة برتم قديم، لكن فى المقابل لدينا «ألحان» تلك الموسيقى ونغماتها وكلماتها ثابتة، ونطلق على ذلك عبارة «تسليم اللحن» فالألحان تعتبر تراثاً موسيقياً غالياً جداً داخل الكنيسة وجزءاً من العبادة.
قرار مطران لوس أنجلوس حول قداسات عيد الميلاد ليس بيعاً أو تفريطاً فى الإيمان
بما أننا نتحدث عن التطوير، هل ترى أن قرار الأنبا سرابيون، مطران لوس أنجلوس، حول إقامة قداسين لعيد الميلاد أولهما فى 24 ديسمبر والثانى 6 يناير، يتوافق مع هذا التطور؟
- هو نوع من تغطية احتياج لأسر اشتكت لأسباب كثيرة، فإجازة الكريسماس فى الغرب تبدأ 24 ديسمبر وتنتهى 6 يناير فتلك الفترة تجعل الناس كلها فى إجازات بمن فيهم الأقباط الموجودون هناك، ثم يعودون للعمل يوم 7 يناير وهو يوم العيد بالنسبة لنا، فلا يجدون فرصة فى حضور القداس ليلاً ويذهبون متأخرين لمنازلهم، لأنه فى اليوم التالى لديهم عمل ومدارس وجامعة، فبعض الناس لن يُتاح لهم ذلك فنحن نعطيهم فرصة فى التاريخ هذا.
الكنيسة تواجه احتياجات عصرها بما يناسبه دون تفريط فى شىء
لكن كيف ترى حالة الجدل التى أثارها القرار وذهاب بعض الرافضين لتوجيه اتهامات للكنيسة ولقداستكم بأنه بيع أو تفريط فى إيمان الكنيسة؟
- ليس بيعاً أو تفريطاً على الإطلاق، والكنيسة كلها بعقيدتها وتراثها وتاريخها تعيش وتواجه احتياجات عصرها، ودعنا نضرب مثالاً: حتى عام 1952 كانت الإجازة فى مصر يوم الأحد، ثم صارت الجمعة، وكان القداس يُقام يوم الأحد فقط، فبدأت الكنيسة تعمل قداساً يوم الجمعة، وحينما تم ذلك وجدنا أن هناك أناساً تعمل يوم الجمعة فى الصباح ولا يحضرون القداس فعملت الكنيسة ما يعرف بـ«القداس المتأخر» من 1 إلى 3 عصراً، فهنا نواجه تطورات العصر الذى أمامنا.
ومثال آخر هو «الأكاليل» أو الزواج، كانت تتم فى الكنيسة صباحاً طبقاً للتاريخ الكنسى، لكن الناس فى الصباح فى أشغالها، فبدأت الكنيسة تنقل الزواج إلى المساء حتى تعطى فرصة للناس تحضر وتجامل وتفرح، فضلاً عن أن الكنيسة لو كانت مشغولة صباحاً فى القداسات تكون «فاضية» بعد الظهر للأكاليل، فالكنيسة عليها أن تواجه ظروف كل زمن بما هو متناسب دون تفريط فى شىء.
كان هناك بحث قديم لقداستكم عن ضبط التقويم القبطى، هل تمت مناقشته فى المجمع المقدس؟
- هو بحث اجتهد فيه جداً أبونا يوحنا نصيف وقدم معلومات مهمة، لكنه بحث يحتاج أن يناقش من خلال لجنة متخصصة فى تاريخ التقاويم وطول السنة، لأن السنة القبطية سنة حسابية كل شهورها 30 يوماً إضافة إلى الشهر الـ13 فى السنة عدد أيامه 5 أو 6، والسنة الهجرية قمرية شهورها 29 أو 30 يوماً، والسنة الميلادية شهورها 30 أو 31 يوماً.
فالاختلافات ما بين التقاويم جعل التقويم مختلفاً، فمثلاً عيد الأضحى أو عيد الفطر يتقدم كل سنة لأنه يسير حسب التقويم القمرى، وأيضاً فى عيد القيامة هناك اختلافات فى التقويم بين القبطى والغربى، فالقصة كلها تواريخ فى تواريخ فقط وليس لها صلة بالعقيدة أو الإيمان نهائياً.
من وجهة نظر قداسة البابا، ما الفرق بين النقد والهجوم؟
- الهجوم كلماته حادة وخالٍ من أى محبة أو فكر ويعتمد على مهاجمة الشخص، أما النقد فيتعلق بالموضوع وفيه محبة وفكر ويؤدى إلى حلول جيدة.
أعلم أن صدركم يتسع للنقد وأنكم تحرصون على الاستماع للمختلفين معك؟ ما أكثر شىء سمعته من رجال الأكليروس حزنت بسببه؟
- ليس هناك شىء معين، لكنه اختلاف فى وجهات النظر، وأنا معتاد على الاستماع لوجهات نظر كثيرة يمكن أن تُقال، والزمن هو الذى يحكم على سلامة الأمور.
المجمع المقدس "ليس قوالب" ولكنه عقول تفكر وتناقش
هل يوجد داخل المجمع المقدس من سبق ووصفتهم بمنغلقى الذهن؟
- المجمع المقدس يضم 128 عضواً وهم من أعمار مختلفة ومن خلفيات ثقافية وتعليمية مختلفة ولغات متنوعة، ودوائر خدمتهم مختلفة فهناك من يخدم فى الصعيد وفى الولايات المتحدة الأمريكية أو أوروبا، وتلك التنوعات تثرى المجمع المقدس والخدمة والمناقشة جداً، وشىء طبيعى أن تكون هناك وجهات نظر متنوعة، فالمجمع المقدس «ليس قوالب» لكنه عبارة عن أفكار وعقول تفكر وتناقش وأحياناً تمتد المناقشة وأحياناً تتجمد المناقشة لبعض الوقت حتى ندرس الموضوع بشكل أكبر، فكل الأمور متاحة أمامنا.
من يهاجمون زملاءهم داخله شخص أو اثنان
لكن هناك بعض أعضاء المجمع المقدس الذين يهاجمون زملاءهم بالمجمع خاصة فى القضية المزمنة داخل الكنيسة والمعروفة بـ«التعاليم الخاطئة»، ماذا تقول لهؤلاء؟
- هؤلاء واحد أو 2، وأصواتهم لا تؤثر مقابل مجموع المجمع المقدس.
قراراتى لا تتأثر بأصحاب الصوت العالى الفارغ
هل يضع البابا فى حساباته ردود الفعل، أو يتأثر بأصحاب الصوت العالى فى اتخاذ القرارات؟
- لو الأصوات العالية عاقلة، شىء مقبول جداً وينبغى الاستماع إليها فى اتخاذ القرار، لكن لو الأصوات العالية فارغة لا تأثير لها، فهؤلاء «خليهم يتكلموا براحتهم زى ما بيقولوا».
اتخذنا إجراءات جديدة لضبط "الرهبنة" بالأديرة منها وقف رسامة الرهبان فى الكهنوت لفترة
عادت الأديرة لفتح أبوابها من جديد أمام الرهبان وطالبى الرهبنة.. ما أبرز الإجراءات التى اتخذتها الكنيسة خلال عام الإيقاف؟
- تم فتح الأديرة أمام الرهبنة بحساب وإجراءات معينة مثل ألا يقبل الدير سوى راهب أو 2 فى العام، وتم الاتفاق على أن كل دير يعمل نظاماً فى فترة الأصوام بأن «يغلق أبوابه تماماً» أو أن يقفل فى صوم وصوم لا، أو يقفل فى نصف الأسبوع ويفتح أبوابه فى النصف الآخر، وكل دير حسب ظروفه، وتم الاتفاق على تأجيل رسامة الرهبان فى الكهنوت فى الأديرة بعض الوقت، وكل تلك إجراءات لضبط منظومة الرهبنة والأديرة.
وما حقيقة ما أثير عن قيام الكنيسة بحصر الذمة المالية لرهبان الأديرة؟
- تلك شائعات ولم يحدث شىء منها.
مر أكثر من عام على قتل الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير أبومقار على يد راهبين بالدير، متى سيتم رسامة خليفة له فى الدير؟
- لا يوجد تفكير حالياً.
أحوال دير أبومقار "بتتعدل شوية بشوية" ولا تفكير فى رسامة أسقف له
هل انضبطت الأمور داخل دير أبومقار بعد مقتل الأنبا إبيفانيوس؟
- الأمر ينضبط شيئاً فشيئاً، ولا يوجد الانقسام الذى كان ظاهراً من قبل، ولدى رهبان الدير اجتماعات شهرية ينظمون فيها أمورهم وأنا أزورهم كل شهر أو شهرين وأستمع إليهم، وبعض الرهبان أرسلناهم للدراسة فى الخارج.
تقنين دير وادى الريان ليس مطروحاً حاليا
وماذا عن ملف تقنين دير الأنبا مكاريوس السكندرى بوادى الريان غير المعترف به كنسياً؟
- هذا الملف ليس مطروحاً للدراسة حالياً.
على الدولة التحرك لمواجهة المكان الذى يحمل اسم "دير الأنبا كاراس"
وما آخر تطورات دير الأنبا كاراس بوادى النطرون غير المعترف به أيضاً؟
- لم نصل لشىء فى ملف دير الأنبا كاراس، لكن هو مكان غير معترف به ولا بأى شىء يتم داخله، والراهب المسئول عنه «مشلوح» من الكنيسة وموقوف ويعتبر مطروداً من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
لكن الدير لديه صفحة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، ويفتح أبوابه للأقباط، وهناك من يذهب لزيارته والتبرع له، كيف ترى الأمر؟
- الدور الآن على الدولة، فعليها التحرك لمواجهة ذلك المكان، فالكنيسة فعلت ما عليها وأعلنت أن المكان غير معترف به كنسياً، ونحن لم نتقدم بشىء للدولة ضده، لكن على الدولة أن تبادر وتؤدى دورها، فأنا ككنيسة أعلنت عدم مشروعية المكان، وعليها هى التحرك ضده.
اتخذت قراراً بتقسيم إيبارشية المنيا وأبوقرقاص لكن لم نحدد موعداً للتنفيذ ولم نختَر أساقفتهم الجدد
وهل من قرار قريب بشأن تقسيم إيبارشية المنيا وأبوقرقاص؟
- فكرنا أنها تنقسم إلى 3 إيبارشيات، لأنها إيبارشية كبيرة، وحالياً يرعاها نيافة الأنبا مكاريوس الأسقف العام، لكن لم نحدد متى نبدأ تنفيذ قرار التقسيم، ولم نحدد أيضاً أسماء لرسامتهم على تلك الإيبارشيات الجديدة.
لم نقبل استقالة مطران الفيوم لأنها غير مبررة.. أما أسقف ملبورن فاستقالته نهائية ووجد راحته فى مكان آخر
كان من اللافت أن قداستكم ترفض ومعك المجمع المقدس، قبول استقالة الأنبا إبرآم مطران الفيوم وتقبل استقالة الأنبا سوريال من إيبارشية ملبورن باستراليا؟
- لأن مطران الفيوم تراجع عن الاستقالة بعد 6 أو 7 شهور، وكانت المدة التى قضاها فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، فترة خلوة، فأعاد أوراقه، واستقالته لم تكن مبررة ولم يكن هناك سبب قوى لتقديم الاستقالة وعاد إلى خدمته فى إيبارشية الفيوم وتمت ترقيته إلى مطران، والأمور تسير بشكل جيد فى الفيوم.
أما بالنسبة لأسقف ملبورن المستقيل، فهناك شواهد كانت قبل ذلك أوصلت الحال إلى أن يقدم الأب الأسقف استقالة نهائية، ولم يعد له أى علاقة مع الإيبارشية من قريب أو بعيد، ووجد أن راحته فى مكان آخر.
نعانى من "نقص المعرفة" ومن يتحدث يخرج كلامه مشوهاً.. وهناك أشخاص احتلت "الظلمة" مساحة كبيرة فى قلوبهم
لماذا أرسلتم وفداً بابوياً إلى إيبارشية سيدنى؟ وما التوصيات التى رفعها الوفد فى تقريره لقداستكم؟
- عاد الوفد لكنه لم يقدم تقريره أو التوصيات التى وصل إليها خلال الزيارة حتى اليوم، وسنجلس قريباً معه لنراجع الأمور ونعرف ما يدور فى الإيبارشية.
غياب المحبة والإدارة سبب المشاكل فى أى إيبارشية.
لماذا الشكاوى مرتبطة بإيبارشيات أستراليا دوناً عن باقى إيبارشيات الكرازة المرقسية فى الخارج؟
- أنا لا أعرف ما يحدث فى أستراليا، لكن هناك شيئين «يعدلوا» أى خدمة هما «المحبة» و«الإدارة»، فإذا وجد هذان الأمران لا توجد مشكلة، فكل الأماكن الهادئة بالكنيسة بها محبة وإدارة، وإذا غاب عنصر من الاثنين تطفو المشاكل، فتلك روشتة مختصرة جداً لما تسمعه وتقرأه عن المشكلات، فغياب المحبة أو غياب الإدارة أو غياب الاثنين يُحدث مشكلات.
ما يحدث داخل الكنيسة ليس إصلاحاً لكنه ترتيب للبيت الكنسى
تحديث النظام الإدارى بالكنيسة وضخ دماء جديدة فى المواقع الإدارية هو شغلكم الشاغل.. إلى أين وصل هذا الأمر؟
- ما يتم هو ترتيب البيت الكنسى من الداخل، والتغيير طال كل المناصب الإدارية بالكنيسة، فسكرتير المجمع المقدس جعلنا دورته 3 سنوات، وحينما قضى دورتين تم انتخاب سكرتير جديد، وهذا تغيير مهم، ففى زمن البابا شنودة ظل السكرتير 27 عاماً يعنى 9 دورات، ونفس الأمر لجان المجمع المقدس العشر، تم تغيير مقرريها العشرة لتجديد دماء العمل والمسئوليات.
إلى أى مدى وصلت قداستكم لكل ما تطمح إليه فى المنظومة الإدارية داخل الكنيسة؟
- أستطيع القول إننى عملت نحو 4% من ترتيب البيت الكنسى، وما زالت هناك أشياء كثيرة جداً.
متى سيطال التجديد المجلس الملى العام للكنيسة المنتهية ولايته منذ سنوات؟
- أنا معترض على اسم المجلس الملى، فكلمة «الملى» لا أقبلها على نفسى، حتى وإن كان التعبير له معنى جيد، فالملل والنحل تلك مسميات من أيام الدولة العثمانية، فأنا مواطن، ويمكن تسمية هذا المجلس أى اسم آخر غير «الملى» وأنا موافق عليه.
سبق أن شكلتم لجنة لهذا الأمر، إلى أين وصلت؟
- فعلاً تم تشكيل تلك اللجنة ودرست الموضوع، ونحاول أن نفكر فى تغيير قانون المجلس وتقديمه لمجلس النواب وأن يأخذ دوره ويتم إقراره.
كيف ترى تشبيه قداستك، بالبابا كيرلس الرابع الملقب بـ«بابا الإصلاح»؟
- الإصلاح الذى عمله البابا كيرلس البطريرك الـ110 للكنيسة فى زمانه كان غير عادى، أن يفكر فى مدرسة للبنات وأن يفكر فى إحضار مطبعة، هذه أمور كانت سابقة لأوانها، و«بابا الإصلاح» لقب حلو له، وما يحصل فى الكنيسة ليس إصلاحاً أو شيئاً ولكن هو ترتيب للبيت الكنسى من الداخل.
رغم أنكم اتخذتم خطوات كبيرة لحل مشكلة الأحوال الشخصية وأبرزها تمرير لائحة الأحوال الشخصية الجديدة بالمجمع المقدس، لكن ما زال مشروع القانون حبيس الأدراج.. لماذا؟
- درسنا قانون الأحوال الشخصية، وننتظر موافقة صغيرة من الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك لأن الكنيسة الكاثوليكية مرتبطة ببطاركة الشرق وبقوانين الفاتيكان، وأنا كلمت البطريرك الكاثوليكى ووعدنى أنه خلال أيام قليلة سينتهى الأمر.
هل هذه بشرى تزفها للأقباط بإمكانية أن يتم تمرير هذا القانون فى الدورة البرلمانية الحالية للبرلمان؟
- نأمل ذلك، وأتعشم أن نلحق الدورة البرلمانية الحالية لمجلس النواب لإقراره.
بالحديث عن الكاثوليك، تربطك علاقة خاصة ببابا الفاتيكان وبينكم لجان حوار لاهوتية مشتركة، حدثنا عنها.
- بيننا وبين الكنيسة الكاثوليكية لجنة حوار تنعقد مرة كل سنة فى الأسبوع الأخير من يناير، وتنعقد مرة فى روما ومرة فى إحدى الكنائس المشتركة معنا فى الإيمان التى تشمل «مصر وسوريا وإثيوبيا وإريتريا ولبنان والهند»، ولتلك اللجنة أجندة حول مناقشة أسرار الكنيسة منها كان موضوع سر الزيجة خلال العام الحالى، وستتم مناقشة نفس القضية العام المقبل، ولكن حتى الآن لا يوجد اتفاق حول شىء معين.
والعلاقة مع البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، علاقة طيبة جداً، وبيننا وبين الكنيسة الكاثوليكية يوم «المحبة الأخوية» ونرسل رسائل لبعضنا البعض، ونتلقى اتصالات من بعضنا البعض، ونساعد بعضنا البعض، وكان لدينا طفل مريض لم نجد له علاجاً هنا فأرسلناه إلى الفاتيكان للعلاج فيها.
"المكتبة المركزية" كان حلماً لدىَّ وتحقق
كان أحد أحلامكم المكتبة المركزية، التى تم إنشاؤها فى دير الأنبا بيشوى.. ما الهدف من تلك الخطوة؟
- وجدت أن الكتب لدينا فى الكنيسة متناثرة فى أماكن كثيرة بين القاهرة والإسكندرية والأديرة، وأردت أن تُجمع فى مكان واحد، لتُتاح الاستفادة بها، ووجدت أن أنسب شىء هو تأسيس مكتبة قبطية كبيرة، وكان هذا حلماً كبيراً لى منذ وقت مبكر، وكان الشىء الذى تربيت عليه أنا وشقيقتى فى الصغر «مكتبة البلدية» فى دمنهور، وكنت وقتها فى أولى إعدادى، وشقيقتى فى رابعة ابتدائى، والمكتبة كانت تفتح أبوابها 5 مساءً، فكنت أظل أنا وشقيقتى على السلم من 4 عصراً حتى تفتح، واتعلمنا على يد إنسان فاضل كان مسئولاً عن المكتبة «إزاى نحترم الكتاب»، حتى إننى أتذكر حتى الآن مشهده وهو يصعد ليُحضر الكتب من الأماكن المرتفعة، وكنا نحضر الصيف كله فى تلك المكتبة، ولست وحدى، لكن الجيل كله كان كذلك، لأنها كانت مكتبة قيّمة، وأعتقد أنها ما زالت موجودة، وكانت لدى رغبة وحلم أن تصبح لدينا مكتبة كبيرة، ولم نجد فى القاهرة مكاناً يسمح بإنشائها، ثم إن القاهرة لوجود النيل بها نسبة رطوبة، وهذا يؤثّر على الكتب، فوجدنا أن الصحراء أنسب مكان للكتب، بسبب طبيعتها الجافة، وتم اختيار المكان الذى أنشئت فيه داخل المقر البابوى بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، وهى مكتبة كبيرة، وأتطلع لأن تسهم فى حفظ تراث سنين وقرون التاريخ المصرى، وهى مفتوحة للجميع، ومجهّزة للبحث والدراسة وإعداد البحوث والرسائل العلمية.
هل تطمح إلى أن تكون المكتبة شيئاً على غرار مكتبة الإسكندرية؟
- المكتبة ما زالت فى طور الإنشاء والإعداد، ونحاول أن نعد الكتب من أجل إدخالها على النظام الإلكترونى، فما زال لدينا مجال كبير جداً، وإذا قُلنا إن المكتبة ستضم مئات الألوف من الكتب، فالذى دخل على النظام الإلكترونى 10 آلاف، وهذا عدد قليل جداً، لكننى أردت أن أشجّع وأفرّح الناس، وعملت هذا الافتتاح للمكتبة.
ما آخر كتاب قرأه البابا؟
- كتاب عن مؤسس سنغافورة «لى كوان يو»، أهداه لى السفير السنغافورى الجديد بالقاهرة حينما زارنى فى المقر البابوى بالكاتدرائية.
7 سنوات مرت على جلوسكم على الكرسى البابوى.. وضعتم فى أول لقاء مع المجمع المقدس للكنيسة 5 محاور للعمل الكنسى، فماذا تحقق؟ وما الذى ينتظر؟
- نعمل فى المحاور الخمسة، لكن قد يكون هناك محور أنجزنا فيه أكثر من الآخر، فمثلاً محور التعليم اللاهوتى باتساعه نهتم به، وأخذنا خطوات جادة فيه، سواء فى المعاهد اللاهوتية أو الكليات الإكليريكية، أو برامج تدريب الخُدام، وكل ذلك يسير بخطوات جيّدة، ومثلاً هناك برامج الرعاية الاجتماعية أخذت مجالاً كبيراً من العمل، وأصبحت كل كنيسة تعلم هى بتعمل إيه، وكل إيبارشية فيها خدمات، ونسقنا بين الجمعيات والمؤسسات الخيرية التى تخدم، ووضعنا إطاراً لتعرف كل مؤسسة الحيز الذى ستخدم فيه، بحيث لا يتم إسقاط أى منطقة أو فئة من الخدمات الاجتماعية للكنيسة.
سؤال دائم التكرار، كم يبلغ عدد الأقباط؟
- لا يوجد لدينا حصر دقيق لعدد العضويات الكنسية، لكن هم نحو 15 مليوناً فى مصر، وهناك 2 مليون خارج مصر لا نعرفهم جميعاً، لأن هناك أقباطاً لم يرتبطوا بالكنائس فى أماكن كثيرة.
لدينا خدمات فى 16 دولة أفريقية وأكبر مستشفى للإيدز فى كينيا
الكنيسة القبطية اتّسعت وانتشرت فى الخارج، ماذا عن دورها فى أفريقيا؟
- لدينا إيبارشية كبيرة فى جنوب أفريقيا، وأخرى فى كينيا، إضافة إلى أكبر مستشفى عالمى لعلاج الإيدز هناك، ولدينا خدمات فى 16 دولة أفريقية، بخلاف السودان وإثيوبيا، ومعظم هذه الخدمات تعليمية نساعد بها مع الخدمات الطبية.
البعض أصيب بلوثة من تقارب الكنيسة مع الدولة
أصاب البعض تحفظ على تقارب الكنيسة مع الدولة.. منهم من يريدونها ناراً ويصنعون المقارنات، ويستدعون الماضى.. كيف ترى الأمر؟
- أنت جاوبت عن السؤال.. هؤلاء أصابتهم لوثة، فعندما يتعافون سيرون الأمور بشكل صحيح.
الرئيس مايسترو بارع وبيننا "كيميا"
بمَ تُفسر علاقة التقارب بين قداستكم والرئيس عبدالفتاح السيسى؟
- الحكاية ببساطة أننا مواليد شهر «نوفمبر»، ومواليد نفس الشهر، تكون بينهم «كيميا» مشتركة.
وبمَ تصف الرئيس السيسى؟
- مايسترو بارع.
هناك بلاد تهاجم مصر لأنها كانت تريد استمرار أحداث "2012 و2013" وتغيير طبيعة البلد وحكمها
كيف ترى هجوم بعض الدول الإقليمية على مصر؟ وتحريضها على إشعال الأحداث فى البلاد؟
- طبعاً هناك بلاد تهاجمنا، وكان يفترض أن اللى حصل فى 2012 و2013 يستمر وتتغير طبيعة مصر وحكمها، لكن لأن هذا لم يحدث، تتعرّض مصر لهجوم بالغ، ومصر دولة لها قيمتها الجغرافية والتاريخية والحضارية والثقافية والدينية، ولها مكانتها، ولها موقعها الخطير، ويكفى أنها تطل على بحرين، وبينهما «النيل الخالد»، ونحن كمصريين نعيش حول النيل الذى عمل لنا نوعاً من الرباط، وبقينا نسمى النيل «أبونا»، ونسمى الأرض التى نأكل منها «أمنا»، وأصبح المثلث الذى يربطنا «الإنسان والنهر والأرض»، ووجودنا جنب النهر عمل فى وسطنا وبيننا ما يُعرف اليوم بـ«الوحدة الوطنية»، لكن تلك الوحدة الوطنية طبيعية، فالنيل هو الذى أنشأها، ويد الخالق هى اللى أوجدتها فينا، وحكاية الفصل بين المصريين لا تُجدى على الإطلاق «مهما خبّطوا فينا»، ونشكر الله أننا كمصريين كلنا فى علاقة طيبة جداً،
تربط الكنيسة علاقات طيبة مع الدولة ممثلة فى الرئيس والحكومة والبرلمان والوزارات..كما تربطنى علاقة خاصة مع الإمام الأكبر ونلتقى فى الأعياد والمناسبات
وأنا شخصياً تربطنى علاقة طيبة بفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وهو بالمثل، ونتزاور دائماً، ونتحدث هاتفياً، ونجامل بعضنا فى المناسبات، وهناك موضوعات كثيرة نسأل بعضنا فيها، وهذا تقارب طيب، ونشكر الله على علاقتنا الطيبة مع الدولة ممثلة فى الرئيس والحكومة والبرلمان، وكذلك علاقتنا الطيبة مع الطوائف المسيحية الأخرى.
مصر تحتاج إلى نظام تعليمى أكثر تأثيراً وإعلام "دسم" وزيادة دور الثقافة.. الفنون هى التى تصنع من الإنسان إنساناً وأحلم بأن نخاف على بلادنا أكثر ونحميها ولا نقول عليها كلمة سيئة وننظر للخير فيها ونرضى بالنعم التى نعيش فيها
ماذا تحتاج مصر خلال الفترة المقبلة من وجهة نظر قداستكم؟
- مصر تحتاج لأن يكون لديها نظام تعليم أكثر تأثيراً فى تربية المواطن، وأن يتحول الإعلام إلى «إعلام دسم»، ويبعد عن الهفوات والسلبيات، وتتم زيادة دور الثقافة، لأن الفنون تمنح الشعوب رُقياً عبر السينما والمسرح والكتب والمجلات والصحف.
تم تجميد مسلسل "البابا شنودة" لظروف مالية
بالحديث عن الفنون، لماذا جمّدت الكنيسة تنفيذ مسلسل عن قصة حياة البابا شنودة الثالث؟
- لظروف مالية فقط، وليس لاعتراض على مضمون العمل الفنى، لكن وُجد أن ميزانيته عالية جداً، والدير لا يستطيع تحمّلها، فتم تجميد العمل.
أقضى يومى فى مقابلات وزيارات ومحاضرات.. وأقابل شقيقتى كل شهرين مرة بالصدفة.. وأبناء شقيقتى لم أرَهم منذ العام الماضى ولكن نتواصل هاتفياً
مهام جسام تتحملونها بصبر ومسئولية، هل يجد البابا وقتاً للقاء شقيقته وأبناء شقيقته؟
- نشكر الله على تحمّل المسئولية، وشقيقتى لا أقابلها إلا كل شهرين أو 3 مصادفة، إذا كنت فى مكان وهى موجودة، نسلم على بعض، أما أبناء شقيقتى، فآخر مرة رأيتهم كانت السنة الماضية حينما جاءوا لزيارتى فى المقر البابوى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لكن نتحدث فى التليفون بين وقت وآخر، وأنا لم تعُد لى أسرة صغيرة، فقد صارت مصر كلها أسرتى.
أناجى ربى فى "قلايتى" بأن ينشر السلام فى بلادنا ويبعد الإرهاب عن العالم.. ونحاول أن نجدد العمل داخل الكنيسة
حينما يغلق البابا عليه باب قلايته، بماذا يناجى ربه؟
- ضاحكاً: هذا كلام بينى وبين ربى، لكن أنا باشكر ربنا، وأطلب منه أن يستر علينا، وينشر السلام فى بلادنا، ويزود درجات المحبة بيننا كمصريين، ويجعل العالم كله بعيداً عن الصراعات والعنف والإرهاب والجريمة.
وماذا عن تفاصيل يوم البابا تواضروس داخل الكنيسة؟
- ليس هناك يوم مثل الآخر، ومن 11 صباحاً إلى 11 مساءً، أكون مع الناس فى مقابلات واجتماعات واتصالات ومحاضرات وزيارات، ومن 11 مساءً إلى 11 صباحاً، تلك ساعات خاصة بى أمارس فيها شئونى إن كانت لدىّ صلوات أو قراءات أو تحضيرات أو أنام شوية.
ما أحلامكم للوطن؟
- أحلامى الأساسية أن يعم السلام فى كل مكان لو اتكلمت بصفة عامة، وبالنسبة لمصر، أحلم بالتنمية، وأن تقل البطالة إلى أقصى درجة، وأن يكون الناس راضين، وأشعر أن أناساً كثيرين متذمرون فى داخلهم، فى حين أننا نحن كمصريين، وكما كان يظهر فى الأفلام السينمائية القديمة، «لقمة عيش جافة مع قطعة جبن» تشبع المواطن، ويشكر ربنا عليها، وهذا ترجمة للرضا، لكن الملاحظ حالياً أن أناساً كثيرين يشكون، وليس فئات بعينها، لكن «الغنى بيشكى، والفقير بيشكى، والعالى التعليم بيشكى، واللى محدود التعليم بيشكى»، ولا بد أن يشعر الإنسان بنعم ربنا، فمثلاً الشمس التى لدينا، هناك بلاد محرومة منها، ونشكر الله أننا نجد ماءً نشربه، وهناك مليار مواطن محرومون من مياه الشرب، ونشكر الله أننا نجد مكاناً لتعليم أبنائنا، حتى إن كان هذا المكان مزدحماً أو غير مهيأ بنسبة 100%، لكن فى الوقت نفسه هناك ملايين الأطفال لا يجدون مكاناً للتعليم، وحلمى أن نخاف على بلادنا ونحميها أكثر، ومانقولش عليها كلمة سيئة، خصوصاً فى ظل الأوضاع المضطربة بمنطقة الشرق الأوسط، فدولة مثل سوريا نصف سكانها لاجئون ونازحون، وهؤلاء الله يكون فى عونهم، فمن النعم التى لدينا أننا إذا مرض أحد يجد الدواء والطبيب، لكن من بالملاجئ ماذا يفعلون؟ فلا بد أن نشكر ربنا على النعم الكثيرة.
ومثال آخر، زارنى بالمقر البابوى فى الكاتدرائية سفير فنزويلا الجديد بالقاهرة، فقال لى: «محطات الكهرباء لدينا حصل لها هجوم إلكترونى أمريكى، عطلها 8 أيام»، فتلك دولة عاشت 8 أيام دون كهرباء، ولذا نشكر ربنا أن بلادنا لا يحدث بها انقطاع كهرباء، ولا بد أن ننظر إلى الخير لدينا، وأن تكون لدينا حالة من الرضا، لأنه كلما كنا راضين، أعطانا الله أكثر.
ماذا تقول للساخطين على الأوضاع فى البلاد، أو الذين يحاولون التحريض ضد الدولة؟
- ما يحدث منهم وراءه أغراض خبيثة، وعملية الشكوى المستمرة لا تجعل الإنسان يشعر بالبركة التى فى يديه، طول ما انت تشعر بالبركة الله يعطيك أكثر، وهناك عبارة لطيفة تقول: «ليست موهبة بلا زيادة إلا التى بلا شكر.. ليست عطية بلا زيادة إلا التى بلا شكر»، فإذا شكرت ربنا يزودك، لو ماشكرتش مش هتزيد.
ما رسالة البابا التى سيوجهها إلى الأقباط والعالم فى عيد الميلاد؟
- لم أحضر تلك الرسالة حتى الآن، لكن نحن نوجّه بصفة عامة رسالة عن الاستبشار بعام جديد، خاصة أن السنة المقبلة شكلها جميل 2020، وبلادنا بتتقدم، والرئيس واعدنا بأننا فى 30 يونيو 2020 هتبقى هناك مصر جيّدة خالص، لأن هناك مشروعات ستُؤتى ثمارها، وكل تلك الأشياء تؤدى إلى الخير.
زيارة الرئيس لنا فى الكاتدرائية ليلة عيد الميلاد أحسن هدية
الرئيس السيسى دائم الحضور لقداسات عيد الميلاد، ماذا تتوقع أن تكون هديته لمصر وللأقباط فى عيد الميلاد المقبل؟
- زيارة الرئيس لنا فى الكاتدرائية ليلة عيد الميلاد هى أكبر هدية، لأنه بيهنئ كل المصريين بالعام الجديد من داخل الكاتدرائية، وتلك أحسن هدية لنا.
محطات فى حياة البابا
اسمه وجيه صبحى باقى سليمان
ولد فى 4 نوفمبر عام 1952
وهو من عائلة كهنوتية
بدأ الخدمة الكنسية سنة 1968 فى كنيسة الملاك الأثرية فى دمنهور
حصل على بكالوريوس الصيدلة بجامعة الإسكندرية سنة 1975
حصل على بكالوريوس الكلية الإكليريكية من إكليريكية الإسكندرية سنة 1983
حصل على زمالة هيئة الصحة العالمية فى إنجلترا سنة 1985
درس دراسات عُليا فى الهندسة الصيدلية فى جامعة الإسكندرية
عمل كصيدلى تابع لمؤسسات وزارة الصحة
آخر وظيفة له قبل الرهبنة كانت مديراً لمصنع أدوية تابع للوزارة فى دمنهور
فى 20 أغسطس 1986 دخل دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون
ترهبن فى 31 يوليو عام 1988، بيد البابا شنودة
اختار له اسم «ثيودور» الأنبا باخوميوس مطران البحيرة
رُسِمَ قِسّاً فى 23 ديسمبر 1989
انتقل للخدمة بمحافظة البحيرة فى 15 فبراير 1990
نال درجة الأسقف فى 15 يونيو 1997، كأسقف عام للبحيرة، باسم الأنبا تواضروس
درس الأنبا تواضروس «التعليم المسيحى والإدارة» فى سنغافورة سنة 1999
كان مسئولاً عن لجنة الطفولة بالمجمع المقدس
6 أساقفة زكوه ليخوض الانتخابات البابوية التى أجريت فى أكتوبر 2012
فاز بالكرسى البابوى فى 4 نوفمبر 2012 بالقرعة الهيكلية وحمل اسم البابا تواضروس الثانى
تم تجليسه على الكرسى البابوى فى 18 نوفمبر 2012
تقدم مصر
هى عطايا ونعم الله، مثل الاستقرار الذى حدث فى بلادنا حتى وإن حدثت بعض المشاكل البسيطة ولكن النظرة العامة لبلادنا نشكر الله عليها، مثل التقدم الذى حدث فى مصر والمشروعات التى تتم بها، وأن تفكر مصر فى المستقبل هذا جيد جداً.
محمد صلاح
أسمع عن اللاعب المصرى محمد صلاح، بحكم انتشار أخباره فى وسائل الإعلام وهو نموذج جيد للشباب، ولكن ليس لدّى وقت حتى أشاهد التليفزيون، ولكن ما يستهوينى هو متابعة الأخبار، ومعظم الوقت الخاص بى إما أقرأ أو أكتب شيئاً.