فريق "أطفال بلا مأوى" بالفيوم
الألفة والمحبة والصداقة كانت رزقهما بين خوف الشوارع، "على الرصيف" اجتمعا لالتقاط ما تجود به أيادي المارين، هنا تغيرت أقدارهما، هنا عاشا الحياة كما لو أنَّهما لبثا فيها عشرات السنين، القسوة على سجيتها والعِشرة على فطرتها أيضًا، لكن صدفة قادتهما مرة أخرى لدفءٍ أسريٍ لفظاه ربما رغمًا عنهما.
"هَروح معاكم زي صاحبي" جملة خرجت من فم "م.م.س"، والذي يبلع من العمر 15 سنة أحد أطفال الشوارع؛ قالها بكل عفوية وصدق لأحد أعضاء فريق "أطفال بلا مأوى" بمحافظة الفيوم التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، أراد أنَّ يلتئم شمله مع عائلته أيضًا كصديقه، حينها يسرت الصداقة كل شيء، فلم يبذل أعضاء الفريق جهدًا لإقناعه لإعادته لأسرته مرة أخرى مثلما فعلوا مع صديقه "ك.ط.م" والذي يقاربه في العمر.
على مقربة من ميدان "المسلة" بمحافظة الفيوم، ظل الطفل "ك.ط.م" متصلبًا لا يتحدث، عيناه تراوغان، يسير خطوة ويتراجع عنها، يلفظ كلمة دون تكملتها، لم يرحب بطمأنة فريق الإنقاذ أول مرة، لم يستطع كبح زمام تردده مرات، ومع ممارسة بعض الأنشطة وخضوعه لجلسات نفسية مرات، ومقابلات عدة، اقتنع بضمه لمؤسسة الرعاية الاجتماعية في بني سويف، قبل أنَّ ينجح "أطفال بلا مأوى" في التواصل مع أسرته، مع تقديم بعض المساعدة لها لرعايته.
جولة فريق "التضامن" كشفت أيضًا تواجد الطفل "م.م.ر" والذي يبلغ من العمر 10 سنوات في منطقه "الجامعة"، واتضح أنَّه متواجد بالشارع منذ فترة بسيطة، ومع خضوعه لجلسات توعية عن مخاطر الشارع؛ نجح فريق العمل في جذب ثقة الطفل عن طريق تقديم أنشطة ترفيهية، وبالفعل أودع في دار رعاية بالفيوم بعد التنسيق مع مديرية التضامن.
الأطفال الثلاثة نجح فريق العمل في التواصل مع أسرهم، وجرى التنسيق معهم للذهاب إلى مؤسسة الرعاية الاجتماعية لاستلاهم والتأكد من حسن رعايتهم، وسيجرى متابعة الأطفال عبر زيارات منزلية وجلسات اجتماعية.
يُشار إلى أنَّ ذلك يأتي في إطار خطة برنامج "حماية الأطفال بلا مأوى"، والذي تنفذه وزارة التضامن الاجتماعي بالتعاون مع صندوق "تحيا مصر"، والتنسيق مع جمعية "شباب الخير" ببني سويف ومع مديرية التضامن الاجتماعي بالفيوم.
تعليقات الفيسبوك