أوصى منتدى أسوان بتفعيلها.. ما المحفزات الهيكلية للنزاعات المسلحة؟
الرئيس عبدالفتاح السيسي يتوسط القادة المشاركين بمنتدى أسوان للسلام والتنمية
على مدار يومين متواصلين، ناقش منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبحضور العديد من القادة الأفارقة، عدة قضايا وموضوعات هامة، لاسيما لقارة أفريقيا، ليتم إعلان التوصيات منذ قليل.
وقال الإعلامي رامي رضوان، خلال الجلسة الختامية لمنتدى أسوان للسلام والتنمية، إنه من بين توصيات منتدى أسوان، هو ضرورة تحقيق هدف الوقاية من النزاع لذا يتعين أن تستهدف أنشطة الاتحاد الأفريقي تناول المحفزات الهيكلية للنزاعات المسلحة بدلا من مجرد العمل على إدارتها بعد اندلاعها، ومن هنا فالدول الأفريقية مدعوة لاستشراف فرص اعتماد استراتيجية الاتحاد الأفريقي لتقييم والتعامل مع مواطن الضعف على المستوى الوطني وتحديد السياق المحدد للتطبيق، مع العمل على تعزيز الآليات المعنية لدى الاتحاد لتقديم المساعدة الفنية بناء على طلب من الدولة المعنية.
وتابع رضوان أنه على صعيد عمليات دعم السلام الأفريقية فيتعين تصميم تلك العمليات في إطار استراتيجية للتسوية السياسية، ولدعم التحول إلى مرحلة إعادة الإعمار والتنمية؛ وعليه فالاتحاد الأفريقي مدعو لمواصله مواءمة عقيدة عمليات دعم السلام مع طبيعة المهام الموكلة لها، والعمل على تأمين تمويل قابل للتنبؤ بتلك العمليات والانخراط في آليات تنفيذ مبادرة السكرتير العام للأمم المتحدة، والعمل من أجل حفظ السلام، استنادا للمقترحات التنفيذية التي تشملها خارطة طريق القاهرة المطورة لهذا الغرض.
الطويل: الموارد الطبيعية والتغير المناخي.. من المحفزات الهيكلية للنزاعات المسلحة
المحفزات الهيكلية للنزاعات المسلحة.. هي واحدة من أهم القضايا التي تؤرق القارة السمراء، حيث إنها مرتبطة بعدة نقاط، شرحتها الدكتورة أماني الطويل، مدير البرنامج الإفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن من أبرزهم تهميش التنمية والتي تسببت في أزمة دارفور.
وأضافت الطويل، لـ"الوطن"، أنه من بين تلك المحفزات أيضا أزمة التغيير المناخي التي انعكست على النزاعات المسلحة في نيجيريا، وأزمة انتشار الأسلحة الصغيرة المسببة للنزاع في جنوب السودان، فضلا عن الصراعات الاجتماعية بين القبائل، وعدم التوزيع العادل لعوائد الموارد الطبيعية الذي أشعل نزاعا في الكونغو، إضافة إلى عدم التمثيل السياسي للمجموعات الأثنية والعرقية بشكل عادل أيضا.
وأشارت إلى أنه يمكن دراسة التغلب على تلك المحفزات من خلال إحداث تنمية متوازنة بكافة أنحاء الدولة، وتوزيع الاستفادة من الموراد الطبيعية على باقي المدن، وتوزيع عادل للثروات والسلطة، والأخذ بأسباب الحكم الرشيد والبعد عن الفساد، لتحجيم أسباب انتشار النزاعات المسلحة التي تعاني منها القارة.
البشبيشي: الإنذار المبكر والدبلوماسية الوقائية.. من أبرز آليات الحيلولة للنزاعات المسلحة
الدكتورة هبة البشبيشي، الخبيرة في الشأن الإفريقي، ثمنت بشدة تلك التوصيات التي وصفتها بـ"بالغة الأهمية"، لترسيخ الأمن والسلام في القارة السمراء، لافتة إلى أن أبرز تلك المحفزات هو الصراع التقليدي على السلطة الذي ولدّ العديد من النزاعات المسلحة بها.
دراسة تلك المحفزات الهيكلية للنزاعات المسلحة، يتم من خلال عدة إجراءات، حيث أوضحت البشبيشي، لـ"الوطن"، أن أولها هو تدشين آلية الإنذار المبكر داخل الاتحاد الأفريقي، عبر مكاتب متابعة مختلفة لاستشراف أي صراعات عرقية يمكن أن تندلع من خلال علاماتها الأولى المعروفة.
وتابعت أن الآلية الثانية هي من خلال استخدام الدبلوماسية الوقائية، والخاصة بالإجراءات الدبلوماسية لمنع تصعيد المنازعات إلى نزاعات، والحد من انتشارها، والتي تعني رصد أية أزمات أو بؤرة خلاف أو صراع مسلح لاتخاذ بعض الإجراءات الدبلوماسية السريعة لمنع ذلك.
وأردفت البشبيشي أنه من بين تلك الآليات، هو أنه من الممكن أن يفرض الاتحاد الأفريقي عقوبات اقتصادية أو سياسية مباشرة على الدول التي تصدر منها مؤشرات للصراع داخلها دون اتخاذها لإجراءات حاسمة تجاه ذلك، ومن بينها تعليق العضوية.