"اغتيال البراءة".. أطفال ضحايا تصفية حسابات الوالدين
"اغتيال البراءة".. أطفال ضحايا تصفية حسابات الوالدين
انتشرت فى الآونة الأخيرة سلسلة من الجرائم بحق الأطفال. الأمر قد لا يثير استغراباً من فرط الاعتياد على تلك الجرائم، لكن المثير والمحزن أن الجناة هم أقرب الأشخاص إلى أولئك الضحايا الأبرياء ومنوط بهم حماية ورعاية صغارهم، الجناة هنا هم آباء وأمهات هؤلاء الضحايا.
اللافت أن جرائم الآباء والأمهات ضد أطفالهم، لم تكن جرائم عابرة، أو مصادفة بل من خلال مجريات التحقيقات يتبين أن ذويهم تفننوا فى طرق تعذيبهم أو قتلهم، سواء كياً بالنار، أو خنقاً، أو بأقراص سامة، أو بجرعات عالية من أدوية العلاج النفسى.
لأسباب تافهة ترتكب تلك الجرائم، أحياناً لبكاء الطفل، أو لشقاوته، أو لتأديبه، أو لتصفية حساب مع الزوج أو الطليق، وتتنوع تبعاً لذلك الجرائم بداية من الضرب مروراً بالتعذيب وانتهاء بالقتل العمدى وهو ما حدث مؤخراً عندما قتلت جدة حفيدتها فى الدقهلية بالتعذيب، وفى منطقة النزهة بالقاهرة قتلت صيدلانية ابنتها بجرعات عالية من مادة مخدرة لمواجهة إلحاحها المتواصل لرؤية أبيها، وفى الجيزة تخلصت أم من طفليها بتركهما فى حضانة أطفال لخلاف مع والدهما.
ووفقاً لإحصاءات رسمية صادرة عن وزارة التضامن والمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، تزايدت معدلات الاعتداء على الأطفال بطريقة مروعة، حيث هناك 1000 حالة خلال الفترة الماضية، منها عدد ليس بقليل كان الجانى فيها أقرب الأقارب لهؤلاء الضحايا المساكين (الأب، الأم، الجد، الجدة).
الأمر لم يعد حوادث فردية تقع على فترات متباعدة، بل وصل إلى ما يمكن اعتباره جريمة، أطفال يدفعون ثمن أخطاء ارتكبها أولياء أمورهم، أو خلافات لا دخل لهم بها، ليكون فى النهاية الانتقام مروعاً فى حق طفل برىء لا حول له ولا قوة.. «الوطن» تفتح الملف وتسلط الضوء على جوانب تلك الظاهرة.