لإيران وجهان متناقضان، وجه الدولة الإيرانية العاقل الحكيم الملتزم بأصول العلاقات، خاصة مع الغرب، ووجه آخر مغاير وهو وجه الإمبراطورية الذى يمثله الحرس الثورى ومعه الميليشيات المنتشرة فى عدة بلاد عربية، التى تسيطر عليها سيطرة كاملة، وهذا الوجه الآخر يرعى هذه الميليشيات ويبارك مذابح الحشد الشعبى فى العراق والقتل بالاسم والمذهب والعرق والتفجير والتصفيات العرقية والمذهبية، ويستقدم الميليشيات من باكستان وأفغانستان وجنوب الاتحاد السوفيتى لتأتى إلى بلاد العرب.
- ويقيم هذا الوجه الإمبراطورى شبكة إعلامية وعقائدية واستخبارية ضخمة خارج إيران لا تعلم عنها الدولة الإيرانية شيئاً، وتضخ المليارات من أموال الخمس التى تتدفق على قمم من البسطاء فى عروق الميليشيات والأحزاب والجماعات التابعة لها، التى تسيطر سيطرة كاملة على أربع دول عربية.
- وجه الدولة الإيرانية وجه براجماتى سياسى، أما وجه الإمبراطورية والميليشيات فيرفع راية الحسين الثائر على الظلم وتوريث الحكم وفى الوقت نفسه يدعم أكثر الحكام ديكتاتورية ودموية ووراثة.
- أما أمريكا فهى التى حرضت صدام على حرب إيران العبثية وظلت تفخمه وتمجده للاستمرار فى ذلك، فأكل صدام الطبخة الأمريكية المسمومة فضاع العراق وإيران وقتل مئات الآلاف من الطرفين ودمر اقتصادهما.
- اغتر صدام بجيشه وقوته فاحتل الكويت ولم يسمع لتحذيرات مبارك وفهد ما أدى إلى تدمير جيشه بالكامل. ساعدت إيران أمريكا على احتلال أفغانستان بعد 11 سبتمبر كما ساعدتها على احتلال العراق بعد ذلك، فقد قامت الميليشيات الشيعية العراقية الذين دربتهم وسلحتهم إيران وبايعوا الإمام ومعهم الآلاف من الحرس الثورى باقتحام العراق تحت غطاء جوى أمريكى، وكان لهم الدور الأكبر فى احتلال بغداد، ولك أن تتخيل ميليشيات تساعد على احتلال بلادها «قمة الخيانة».
- احتلت أمريكا العراق بكذبة كبرى لا تليق بدولة كبرى ودمرت حاضره ومستقبله بحجة امتلاكه أسلحة نووية، والعالم كله يعرف هذه الكذبة الكبرى، ولم تعتذر أمريكا حتى اليوم لا عن كذبها ولا احتلالها ولا قتلها لأكثر من مليون عراقى وتدمير العراق ومحاولة تقسيمه.
- قدمت أمريكا العراق على طبق من فضة لإيران لتحتله وتبدأ منه تكوين أكبر إمبراطورية على حساب العرب.
- ظنت أمريكا أن إيران مكنتها من العراق لتنعم وحدها بثرواته ونفطه، فإذا بإيران الأذكى والأكثر دهاءً تمد أذرعها فى كل أنحاء العراق وتحكمه بالريموت كنترول، وتصنع ميليشيات دموية لها فى كل مكان بعناوين خادعة، وتحتل كل مفاصل العراق بطريقة ناعمة.
- منذ احتلال أمريكا وإيران للعراق لم يحدث فيه أى تقدم، ولم يقم فيه مشروع كبير أو جامعة حديثة، وتم سلب ونهب خيراته وبتروله من أمريكا وإيران معاً، وكلاهما مسئول عما آلت إليه أحوال العراق المتردية.
- أدركت أمريكا مؤخراً سيطرة إيران على العراق فحاولت تقسيم العراق ولكن إيران التى ملكت العراق لم تسمح بذلك وأفسدت المخطط الأمريكى الجهنمى، وهى التى كانت ترغب فيه أيام صدام، فاليوم العراق جزء من الإمبراطورية الإيرانية الممتدة من العراق للبنان لسوريا لليمن انتظاراً لضم الخليج. أمريكا لا تريد تقليص نفوذ إيران حزناً على العرب أو شفقة بهم، ولكنها تفعل ذلك خدمة لإسرائيل وخوفاً عليها، فالإمبراطورية الإيرانية تكاد تخنق إسرائيل من عدة جهات.
- العراق محتل من إيران وأمريكا وليس من أمريكا وحدها، وعليهما معاً الرحيل.
- الحروب بين إيران وأمريكا ستكون بدماء العرب وعلى أرض العرب وبأموال العرب، وأمجاد يا عرب أمجاد.