إلى كل المهللين احتفالاً بالأورجوايانى فيديريكو فالفيردى، هل أصبحت الاحتفالات تُقام للجرائم؟، ريال مدريد فاز بكأس السوبر الإسبانى، وهى بطولة فى بحر بطولات النادى الملكى، لكن ماذا عن الأخلاق الرياضية، واحترام المنافس واللعب النظيف، هل فجأة تحولت إلى شعارات؟
الجمهور انقسم عقب واقعة «فالفيردى»، بين مدريدى متعصب اعتبره بطلاً قومياً، وجاء بأولى بطولات الميرينجى فى 2020، وآخر كاتالونى رأى ما فعله جريمة، وأن فريقه حصل على البطولة بطريقة غير شريفة، لكن كل ذلك منطقى لجماهير فى الملعب متحمّسة، أما أن يكون هناك آخرون لا يرون ما فعله «فالفيردى» جريمة أو فعلاً مشيناً، فهذا خطر كبير.
إذا سمحت لنفسك أن تعتبر ما فعله «فالفيردى»، صاحب الواحد وعشرين عاماً، بطولة فى حد ذاته، لأنه قام بعرقلة المنافس وهو فى طريقه للمرمى قبل نهاية المباراة بدقائق معدودة، لماذا إذاً غضبت من راموس عندما تسبّب فى إصابة محمد صلاح بنهائى دورى أبطال أوروبا فى العام قبل الماضى؟ ألم يسهم ذلك فى تتويج ريال مدريد باللقب على حساب ليفربول؟
الأكبر من ذلك أنك يجب أن تسأل نفسك كيف تقوّم الجماهير فى المدرجات، وتطلب منها التشجيع المثالى والالتزام بالأخلاق والروح الرياضية، وأنت تشجع لاعباً صغيراً فى السن على ارتكاب خطأ، وتطلب تكريمه أيضاً بعدما أقدم على إعاقة زميله بطريقة غير شرعية وغير قانونية، وحصل على بطاقة حمراء؟
ماذا لو خسر ريال مدريد بعد طرد «فالفيردى»، سواء من الضربة الحرة التى احتُسبت على حدود منطقة الجزاء، أو بضربات الترجيح التى كان بطلها الحارس تيبو كورتوا؟ هل كان «فالفيردى» سيعتبر بطلاً وقتها، أم أنه سيكون مجرماً، وغيابه فى المباريات المقبلة مؤثر على فريقه؟
واقعة «فالفيردى» تعطى مؤشراً على الكثير من الأشياء فى حياتنا، إذا كان الحدث، سواء كان إجرامياً أو غيره، فى مصلحة الشخص، يهلل ويبارك ويحاول أن يقلل من حجم الخطأ، وإذا كان الخطأ مرتبطاً بآخرين ولن نستفيد منه، نُندد به وتعلن الحرب عليه، وكأن القيامة ستقوم الآن.
الصحيح أن يكون هناك معيار ثابت وواضح لتقييم الأمور، وطالما أن «فالفيردى» اقترف خطأً تسبب فى فوز ريال مدريد بالبطولة، ونال عقابه داخل الملعب، يجب أن يكون العقاب أيضاً بحجم ما تسبّب به من خسائر للمنافس، الذى تعرض للضرب على يده، لكن للأسف فى الوقت الحالى، البعض يطالب بتكريم الفاسد، طالما أنهم استفادوا من هذا الفساد، وهو أمر لا تستقيم معه الأوضاع الحياتية.
وللأسف البعض بدلاً من أن يصنّفوا الفعل كخطأ يقولون بالحرف «أنت زعلان علشان برشلونة»، لكن الأمر أكبر من ذلك، لأننى للحقيقة مدريدى فى الأساس، لكن الفعل الخطأ يجب أن يكون العقاب عليه بالحجم نفسه، حتى لا يكون ما فعله سنة متبعة، وتغيب الأخلاق عن كل التعاملات.