"آسف يا أمي ولا أعرف لماذا أعيش".. كلمات الوداع الأخيرة قبل الانتحار
رسائل المنتحرين
أدارت الحياة ظهرها لهم، وأُغلقت الأبواب في وجوههم، فتملَّك اليأس منهم، ولم يعثروا على طاقة نور تساعدهم على مقاومة مصاعب الحياة، فقرروا أن يتمردوا على أوضاعهم بالموت، دون النظر إلى التعاليم الدينية أو الثوابت الاجتماعية التي ترفض ذلك.
الأشخاص المنتحرون، دائمًا ما يتركون لأهلهم وذويهم غصة وحزنا كبيرا، ولا يبقون لهم سوى ذكريات أليمة، وموقف موجع سيظل عالقا في أذهانهم أبدًا، بالإضافة لقصاصة من الورق مكتوب عليها رسالة أخيرة.
"زهقت من الدنيا".. آخر رسالة كتبها الطالب المنتحر "باسم.أ" الطالب بالفرقة الخامسة بكلية طب الأسنان بالجامعة البريطانية، ووضعها إلى جانبه في سيارته التي وقف بها أسفل منزله بالشروق، أمس الثلاثاء، ثم انتحر مستخدمًا غاز الهيليوم وكيس بلاستيك غطى به وجهه، لينهي حياته بعدما مَر بحالة نفسية سيئة عقب ابتعاد حبيبته عنه.
رسالة طالب الشروق جاءت على غرار العديد من رسائل المنتحرين التي سبقتها الأعوام الماضية، والتي حملت القليل من الكلمات، والكثير من الألم الممزوج بمشاعر اليأس والإحباط.
آخر تلك الرسائل كانت من طالب الصف الثالث الإعدادي، الذى انتحر شنقًا داخل منزله بـ"جزيرة السعادة"، مطلع الشهر الجاري، وكان آخر ما كتبه بخط يده: "سامحيني يا أمي، مقدرتش أستحمل إن أبويا مات، قلت لازم أروح له أسلم عليه، خلو بالكم من أمي".
ومنذ نحو شهر، انتهت قصة حب الشاب "حسن.م" 17 عاما، حينما فشل في الارتباط بابنة خاله، وبعدها لم يرد أن يكمل حياته بدونها، فقرر أن يشنق نفسه بحبل غسيل داخل منزله بمنطقة أبو النمرس، بعد أن ترك لحبيبته رسالة أخيرة، قال فيها: "سامحيني.. أنا بحبك يا آية.. وانتي الوحيدة اللي حبتها طول عمري.. عايزك تسامحيني انتي وأبويا وأمي".
داخل ملابس أحد الشباب الذي ألقى بنفسه من أعلى عقار سكني بمنطقة إمبابة، في ديسمبر الماضي، وجدت جهات التحقيق ورقة تتضمن جملة: "لا أعرف لماذا أعيش.. ولكن أعرف إلى أين سأذهب.. فلماذا الانتظار"، كتبها قبل انتحاره بفترة قصيرة.
"أنا آسفة يا أمي.. هلخبطلك اليوم.. يا رب تعيشي سعيدة مع أختي".. كانت هذه الرسالة الأخيرة لطالبة معهد الخدمة الاجتماعية "دنيا" 19 عاما، قبل انتحارها في أكتوبر الماضي، قفزًا من الطابق الخامس بعقار سكني في حي الدقي بالجيزة، فيما تركت أيضًا رسالة لشقيقتها عبر "الوتساب"، قالت فيها: "ذاكري كويس.. نفسي تكوني أحسن حد في الدنيا".