من مشارق الأرض لمغاربها.. المنشاوي يغمر قلوب عشاقه من كل جنس ولون
مريدو القارئ تخطوا حدود المكان والزمان واللغة
ألتراس المنشاوي العالمي.. رابطة محبي "الصوت الحنون" من كل بقاع الأرض
صوتٌ شق عنان السماء بعذويته ورقته، ليشرب منها وينهل حلاوةً ربانيةً، ويعود إلى الأرض، فتستقبله قلوب المحبين في كل مكان في العالم، ليصنع صوت الشيخ محمد صديق المنشاوي رابطة لمحبيه، تتخطى حدود المكان، حيث ينتشرون في بقاع محتلفة متباعدة، وحدود اللغة، فطريقة التواصل الوحيدة هي صوت القارئ الباكي بينه وبين الكثير من محبيه، وحدود الزمان، فالرابطة تزداد عددًا وقوةً وتواصلًا كلما مر الزمان وتعاقبت الأجيال، حتى بعد مائة عامٍ من مولد الشيخ الراحل.
على جزر المالديف الهادئة، كان الطفل عبدالله محمد يستمع للمصحف المعلم للشيخ محمد صديق المنشاوي، ولم يتخط عمره ثمانية أعوام بعد، ليتعلق بصوته على الرغم من عدم فهمه للعربية حينها جيدا، إلا أنه كان يتعلم القرآن بصوت واحد من أعظم القراء في القرن المنقضي.
المالديفي عبدالله محمد: أقلد المنشاوي.. صوته يدخل القلب مباشرة
يقول عبدالله لـ"الوطن" إنه بعد عدة سنواتٍ من ذلك التاريخ، عرف الشيخ عبدالباسط عبدالصمد وأحب صوته، إلى أن سمع تلاوةً مشتركةً له مع الشيخ محمد صديق المنشاوي لسورة يوسف، ليعود الصوت القديم مرة أخرى، ولكن مع فهمه للغة العربية وإدراكه لها، بدأت حكايته مع حب الشيخ المنشاوي.
شرع الفتى، الذي يبلغ من العمر 20 عامًا حاليا، في الاستماع كثيرًا للمنشاوي "صوت المنشاوي نوع آخر من الأصوات يتميز بكونه صوت ثقيل ورغم ذلك يدخل القلب مرة واحدة"، ليصل الأمر بالشاب الذي يدرس القراءات إلى محاولة تقليده، والقراءة مثله "أقلده كثيرا وأحلم أن أصبح أول أستاذ للقراءات في جزر المالديف".
العراقي سلام كاطع: تعلمت تصميم الفيديوهات لتوثيق تراثه
ومن المالديف إلى العراق، وبالتحديد في مدينة البصرة، حيث يستقل السائق سلام كاطع الصرايفي حافلته، ويبدد وحشة الطريق بصوت الشيخ محمد صديق المنشاوي الذي يعشقه، فالرجل صاحب الـ45 ربيعًا الذي يحب الاستماع لقراء القرآن، لم يسمع صوت المنشاوي إلا منذ عامٍ واحد عن طريق إحدى صفحات "فيس بوك"، ليلمس الصوت قلبه ويصير عاشقًا متيمًا بالشيخ الراحل.
كاطع لم يتلق تعليمًا نظاميًا في المدارس، حسب تأكيداته لـ"الوطن"، ومعرفته بالتكنولوجيا والسوشيال ميديا بسيطة، إلا أنه على الرغم من ذلك، وبسبب حبه الشديد للشيخ المنشاوي في العام الكبير، والذي أصبح صوته كل حياته، حسب تعبيره، تعلم كيفية تصميم الفيديوهات وقصها ولصقها، ليجمع قراءات المنشاوي، ويضعها على صفحةٍ أنشأها خصيصًا لقراءات الشيخ الراحل.
الأفغاني فريد إيمان: أصابتني الصدمة حين سمعت صوته أول مرة.. ووجدت قارئا أفضل من عبدالباسط عبدالصمد
وفي أفغانستان، يجلس طبيب عمره 26 عامًا، يدعى فريد إيمان، لا يجيد اللغة العربية، يستمع في خشوعٍ وإجلالٍ لصوت القارئ الذي يعشقه، ويضع صورته كبروفايل لصفحته على "فيس بوك"، الشيخ محمد صديق المنشاوي، والذي يصف صوته بالأسطورة السماوية.
فريد استمع لصوت الشيخ المنشاوي لأول مرة حين كان عمره 15 عامًا، عن طريق أحد أصدقائه، حسب حديثه لـ"الوطن"، ليذهله الصوت الذي سمعه "فوجئت حينها أن يكون هناك صوتٌ أقوى وأفضل من صوت الشيخ عبدالباسط عبدالصمد وشعرت بالصدمة، إنه الصوت اللذي يبحث عنه قلبي، وبدأت أستمع لصوته السماوي يوميًا".
الوقت المفضل لدى الطبيب الأفعاني لسماع صوت المنشاوي قبل النوم، فالطمأنينة التي يبعثها في قلبه تساعده على النوم بشكل جيد "إنه الصوت المبكي والأكثر سماوية، وسيظل كذلك إلى يوم الدين، وهو القارئ الوحيد الذي أخذ قلبي وخطفه منذ اللحظة الأولى، هو القارئ الأفضل على الإطلاق".
المغربي عبدالغفور السلومي: أسمع المنشاوي يوميا منذ 30 سنة
وفي المغرب، في العاصمة الرباط، يصدح صوت الشيخ المنشاوي في منزل الرجل الأربعيني، عبدالغفور السلومي، منذ أن سمع صوته للمرة الأولى في سن الخامسة عشر، حيث تعلق به وأصبح يسمعه يوميًا عبر أثير الإذاعة، والتي كانت دومًا تحرص على إذاعة قراءات كبار المشايخ.
مع التطور وتقدم التكنولوجيا، أصبح التواصل مع محبي الشيخ المنشاوي حول العالم امرًا يسيرًا، وهو ما حقق لـ"عبدالغفور" أمرًا أسعده، حيث أصبح معظم أصدقائه في دول عديدة حول العالم من مريدي المنشاوي، عن طريق الصفحات والمجموعات المخصصة له.