المصري أصله فلاح.. الحضارة الفرعونية القديمة أسستها الزراعة
منذ آلاف السنوات، وقبل قيام الحضارات البشرية، اكتشف الإنسان المصري القديم الزراعة، ليقرر الاستقرار على جانبي وادي النيل، والتوقف عن الترحال، ويؤسس حضارة إنسانية عريقة، ويكتب تاريخًا طويلًا، بدأه الفلاح المصري ببذرة أنبتت، لتسطر مجدًا لن يمحوه الزمان.
الباحث الأثري أحمد عامر قال إن الحضارة المصرية قامت بالأساس على الزراعة، حيث كان اكتشافها عن طريق الصدفة سببًا في استقرار المصريين القدماء على جانبي وادي النيل وتأسيس الدولة من الأساس، كما أنهم قسموا السنة إلى 3 فصول بناء على موسم الزراعة.
وأضاف لـ"الوطن" أن فصول السنة كانت تنقسم إلى التحريق الذي يتم فيه حرث الأرض وتجهيزها للزراعة، والبذر حيث يتم إلقاء البذور في الأرض، والحصاد وهو الموسم الذي يتم فيه جمع المحاصيل من الأراضي من نوفمبر إلى مارس، حيث ينتهي باحتفالات الربيع، وكل فصل من الفصول الثلاثة مدته 4 أشهر.
وأكد أن المصريين كانوا يعملون بالزراعة طوال العام، إلا في الفترة بين فصلي البذر والحصاد، حيث ينتظرون نضج المحاصيل، حيث كانوا يعملون في تلك الفترة في خدمة المعابد والملك، كما كانت الأراضي مملوكة للدولة، ويعمل بها المصريون بنظام الأجر وليس السخرة.
وتابع عامر أن المصريين كانوا يقتاتون على الزراعة، وكانت هي المهنة المحركة للدولة بالكامل، ففي عهد رمسيس الثالث على سبيل المثال، أضرب العمال عن العمل واعتصموا بسبب تأخر المؤن من المحاصيل الزراعية كالشعير والقمح، كما فتحت الزراعة أبواب عديدة للتصدير والتجارة والاستيراد، وكلها عن طريق مقايضة المحاصيل الزراعية.
وحسب الباحث الأثري، فالزراعة هي المهنة الأولى للمصريين والتي عمل بها أغلبيتهم، لافتًا إلى أن المصريين القدماء كانوا يضحون للنيل بإلقاء الفتيات فيه حتى لا يتوقف، وتفسد الزراعة وتحدث المجاعات التي ربما تسقط الدولة بأكملها، كما أن التاريخ المصري القديم يذخر بحكايات الفلاح الفصيح الذي كان يقدم شكواه للملك.
وأردف أن المعابد المصرية تمتلئ بالرسوم التي تعبر عن عمل المصري القديم بالزراعة ومواسمها، موضحًا أن الحمار كان من أهم الحيوانات عند المصري القديم لاستخدامه في أعمال الزراعة، وكلمة "حا" التي تستخدم حاليًا مع الحمير، محرفة من الأصل الفرعوني "عا"، بالإضافة للثيران والماعز والأبقار والإبل، كما أنه عرف أدوات الزراعة كالمنجل لحصد المحصول والشادوف لري الأراضي والبلطة لقطع الأشجار.
تعليقات الفيسبوك