قراءة الأحداث والابتكار.. كيف ينفذ طلاب الجامعات مشروعات تخرجهم؟
طلاب: نسعى لابتكار حلول لمشكلات المجتمع
جامعة القاهرة_ صورة أرشيفية
ما إن ينتهي الطالب من امتحانات الفصل الدراسي الأول للسنة الأخيرة له في الحياة الجامعية، حتى يبدأ البحث عن فكرة أو زاوية جديدة يبني على أساسها مشروع تخرجه، وهو مادة أساسية عملية لا تقل أهمية عن المواد الأخرى، وأحيانا يكون المشروع شيء ملموس طبقا لطبيعة الكليات، مثل الهندسة، والفنون التطبيقية، وأحيانا بحث علمي في الكليات النظرية مثل السياسة والاقتصاد.
ويسبق أي مشروع تخرج ينفذه الطلاب، اجتماعات بشكل مكثف، وبحث في أحداث الساعة، واتفاق عام على مشرف معين وعضو معين.
حسين: مشروعات تخرجنا عبارة عن بحث علمي
محمود حسين، من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، الفرقة الرابعة، يقول إنّ كل كلية لها نظام معين في مشروعات التخرج، إذ تختلف آليات تحديد وتنفيذ فكرة كل كلية عن الأخرى.
غالبا ما تحدد الكلية فترة معينة تصل إلى شهرين، تتيح للطلاب طرح أفكارهم للموافقة عليها، ثم بدء عملية التنفيذ، فيطرح الطالب فكرة بحثية معينة، ثم يختار مشرف له من الكلية، بحسب ما قال حسين، لـ"الوطن"، مشيرا إلى أّن مشروع التخرج عبارة عن بحث كامل هدفه الأساسي تعليم الطالب أسس البحث العلمي الجيد.
رامي: مشروعاتنا تهتم بمعالجة قضايا واقعية
في كلية الهندسة، تختلف فكرة مشروع التخرج من قسم لآخر، ففي أقسام الكهرباء والتصميم يلزمها نوع من الإبداع والابتكار، أما أقسام الهندسة المدنية فهي لا تحتاج إلى إبداع بقدر ما هي مشروعات تعتمد على إنشاء أثاثات، والخرسانة والصرف الصحي، والهندسة الصحية، والطرق، إذ يقول رامي كمال من كلية الهندسة بجامعة سوهاج، إنّ مشروعات التخرج أحيانا يتم تنفيذها بشكل فردي أو جماعي، موضحا أنّ قسم الهندسة المدنية يعتمد على أفكار مطروحة على أرض الواقع فقط تحتاج لزوايا معالجة جديدة.
تكوين مجموعة من الطلاب لتنفيذ مشروع تخرج معين، يتم في حالة الاتفاق والتفاهم بين أعضاء المجموعة ذاتها، ولم يكن هناك اتفاق بين أعضاء المجموعة يتم تقسيم الطلاب فرق على حسب تقديراتهم في السنوات السابقة من الدراسة، بحسب ما رواه "رامي" لـ"الوطن"، موضحا أنّ المشروع يتيح فرصة للطالب لتطبيق ما تم تحصيله في سنوات الدراسة بشكل عملي على أرض الواقع.
رقية: ندرس السوق الصحفية جيدا قبل طرح فكرة المشروع
لا يختلف الأمر كثيرا في كليات الإعلام، فتقول الطالبة رقية غانم من كلية الإعلام جامعة بني سويف: "في بداية الفصل الدراسي الثاني نبدأ نجهز لمشروع التخرج من خلال دراسة الواقع الإعلامي بشكل جيد سواء الصحف المعروضة في السوق، والمجلات، أو البرامج التليفزيونية والإذاعية، وطرح زاوية جديدة لفكرة برنامج أو مجلة".
وأضافت أنّه يتم العمل في شكل مجموعات يصل عدد أعضاء المجموعة الواحدة لأكثر من 9 أفراد، والهدف من ذلك توفير تكاليف المشروع حتى يتحمل كل عضو مبلغ قليل، كما أنّ كل فرد له طريقة تفكير مختلفة عن الآخر، ما يخلق نوعا من التنوع في أفكار المشروعات، مشيدة بقرار وزارة الآثار والسياحة الذي يتيح الفرصة للطلاب للتصوير بالمواقع الأثرية والمتاحف، مجانا، بخطاب معتمد ومختوم من المعهد أو الكلية ومحدد باسم مشروع التخرج وتاريخ التصوير وعدد أيام التصوير وأسماء الطلبة.
مي: نهتم بالابتكار لحل المشكلات المجتمعية
5 مراحل أساسية لإنتاج مشروع تخرج في قسم التصميم الصناعي، أولها اختيار المنتج أو الفكرة وهنا تظهر نوعين من المدارس: مدرسة تفضل العمل على تطوير منتج معين كالغسالة أو ثلاجة أو عربية، ومدرسة أخرى تختار مشكلة وتعمل على وضع حلول واقعية لها بتصميم منتج جديد أو تطبيق أو خدمة، ثم يتم عمل توصيف مختصر يسمى brief كعنوان لبداية التصميم وعلى أساسه يتم استكمال بقية مراحل المشروع، وبحسب وصف مي كمال الدين، من كلية الفنون التطبيقية قسم التصميم الصناعي: "دي المفروض أقصر مرحلة".
تستكمل مي شرح كيفية إنتاج مشروع تخرج: "المرحلة الثانية هي تجميع المعلومات عن المنتج وتشمل تاريخه، ومكوناته، وأنواعه، مراحل تكوينه"، قائلة: "يعني العصّارة بتبدأ بوضع الفاكهة وبعدين فرمها وبعدين إخراج القشر من ناحية وإخراج العصير من ناحية أخرى، وعقب ذلك يتم عمل مقارنة بين المميزات والعيوب الموجودة في أي منتج".
تؤكد مي أنّ المرحلة الثالثة هي مرحلة وضع قائمة متطلبات التصميم: "بيكون فيها الحاجات التي يجب مراعاتها في صورة نقط وهي: أن يكون المنتج في متناول فئة معينة، وبه ميزة ما"، مضيفة أنّ المرحلة الرابعة هي وضع الأفكار، وتبدأ برسم اسكتشات سريعة سواء بشكل يدوي أو بالكمبيوتر أو باستخدام شكل ماكيت أو نموذج سريع، ثم مرحلة تقييم الأفكار وفرزها، وتحديد الخامة ورسم الماكيت النهائي.