"القرضاوي" مفتي الإرهاب.. وجه محروق في الخارج والداخل
يوسف القرضاوي مفتي الإرهاب والدم
يوسف القرضاوى مفتى الإرهاب والدم، كان سبباً رئيسياً فى العديد من الأزمات الدعوية والسياسية خلال السنوات العشر الماضية، ما نتج عنه تشويه صورة الإسلام والمسلمين بالخارج، فطوع «القرضاوى» الفتوى والشئون الدينية لخدمة مصالح النظامين القطرى والتركى وتنظيم الإخوان وأتباعهم حتى أصبح وجهاً محروقاً بالداخل والخارج، الأمر الذى دعا الإخوان وقطر لإقصائه من رئاسة المنظمات الإسلامية بالخارج، وعلى رأسها اتحاد علماء المسلمين، وذلك فى إطار سياستها الجديدة التى تسعى لتحسين صورة الجماعات والتنظيمات التابعة لها بالخارج.
"جمعة": تسبب فى خراب معظم الساحات العربية
د. محمد جمعة، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال لـ«الوطن» إن «القرضاوى» أصبح كارتاً محروقاً لدى القطريين، فتم منعه من الدخول فى معظم العواصم الأوروبية، وأصبح هناك ملاحظات دولية حول سيطرة قطر وجماعة الإخوان على تلك المنظمات، خاصة فى إسبانيا وبلجيكا والسويد، وأضاف: «قطر دعمت الإخوان فى أوروبا لكى يتمكنوا من السيطرة على الحالة الإسلامية بالغرب، فهناك 7 ملايين مسلم فى فرنسا و3 ملايين فى بريطانيا وملايين أخرى فى دول الغرب، وهؤلاء يشكلون رأياً عاماً دولياً، لذلك اعتمد القطريون منذ دخولهم فى هذا الملف على إنشاء مراكز إسلامية بالغرب تحت سيطرة الإخوان، واستخدموا القرضاوى كواجهة لتلك المنظمات، منها المجلس الأعلى للدراسات والبحوث فى أوروبا، فكان برنامج «الشريعة والحياة» الأول على قناة الجزيرة، وخلال الفترة الأخيرة ومع دخول تركيا الخط والتحالف، سعت تركيا لتكون العقل الذى يحرك كل شىء وقطر تدفع الأموال فقط، وهو ما أثار امتعاض بعض الدول الأوروبية، التى أدركت خطورة سيطرة قطر وتركيا على الجمعيات الإسلامية بالخارج، وأنها أصبحت أدوات ضغط، لذلك تسعى قطر والإخوان لتغيير المسميات والشخصيات حتى تقل العيون عليها، ويتم الإطاحة بالقرضاوى لأنه أكثر الشخصيات التى تم حرقها، وتابع: «القرضاوى وصل لمرحلة التخريف، فليس من السهل أن يوصف الرجل بأنه مفتى الناتو، فهو من تسبب فى خراب معظم الساحات العربية كسوريا وليبيا، وابتذل الفتوى وأدخلها فى أمور سياسية وتفصيلية لا علاقة لها بها وأسبغ عليها شرعية، والسياسة الحالية التى سيتخذها التنظيم هى وجود شخصيات جديدة غير مستهلكة من الجيل الثانى والثالث، لمحاولة استعادة الدور الدعوى بالخارج، كذلك تجديد دور الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين وضم عناصر جديدة له.
"ربيع": خبير فى صناعة كيانات تفكيك الدول
إبراهيم ربيع، القيادى الإخوانى المنشق، أوضح أن «القرضاوى» من أكبر المؤثرين فى إشاعة الفوضى فى المجتمعات الإسلامية والعربية، ومن أهم الفاعلين فى صناعة الكيانات التى تسعى لتفكيك الدول والأنظمة وإحلال نظام إخوانى على أنقاض الدول، مستقوياً بأمريكا وتركيا وحلف الناتو للوصول إلى هذا الهدف، فاستغل العمامة الأزهرية ليضفى على تلك المنظمات الخارجية نبرة الوسطية، لكن قام «القرضاوى» بالعديد من المغالطات، منها فتاواه فى اغتيال رؤساء الدول كالقذافى، وبشار الأسد، ولا يخفى تحريضه على الجيش ومؤسسات الدولة المصرية السيادية.
وتابع: «القرضاوى» سعى لصناعة كيان موازٍ للأزهر وللمؤسسات الشرعية الرصينة والوسطية، فأنشأ اتحاد علماء المسلمين، ومن خلاله وجه الجمعيات الإسلامية بالخارج لخدمة مصالح قطر وتركيا، وتم إقصاؤه اليوم بعد أن رأت قطر أنه شاخ وأصبح عبئاً على تلك الدويلة فأمرته بالتقاعد والاختفاء حتى يوارى الثرى».
"الزعفرانى": عبء ثقيل على الجماعة
وأوضح خالد الزعفرانى، القيادى الإخوانى المنشق، أن «القرضاوى» أصبح طاعناً فى السن، وخدماته للجماعة أصبحت قليلة، وضرره للجماعة اليوم أكثر من نفعه، فالجماعة تنظر ليوسف القرضاوى اليوم أنه أصبح عبئاً على الجماعة بأوروبا، وفق الاستراتيجية الجديدة، التى تقضى بإبعاد كل من تورط فى الإرهاب ظاهرياً وتغيير شكل واجهاتها إلى أسماء جديدة، لذلك يتم إقصاء القرضاوى، مضيفاً: «تم تغيير العديد من الشخصيات القيادية، خاصة فى منظمات لندن وميونخ وأمريكا، ويتم اختيار شخصيات ليس واضحة فى التنظيم ولم تعلن انتماءها للجماعة علناً، حتى يتم تطهير الصورة الإرهابية التى لصقت بتلك المنظمات.
وقال صبرة القاسمى، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن أسطورة القرضاوى تتلاشى تحت عدد من المعطيات، فأصبحت شخصية موصومة بالإرهاب والتحريض على العنف فى أكثر من مكان حول العالم، و«الإخوان» تحاول أن تتخلص من إرث القرضاوى وتحاول تجنب ذكر اسمه أو مشاركته فى المحافل الدولية، فالمرحلة الحالية ليست مرحلة القرضاوى بل فى جلساتهم الخاصة يعترفون باستبعاده خشية من زلات لسانه بسبب كبر سنه، ولاختلاف الجماعة حول تحمل تبعات أفكاره وآرائه خلال الفترة المقبلة، وأوضح أن المنظمات الإسلامية بالخارج ترى أن القرضاوى ورقة استهلكت وتم حرقها ومن يقترب منها ستحرقه نارها، ففى الآونة الأخيرة تجنب عدد كبير من المنظمات والمؤتمرات الإسلامية دعوة الشيخ القرضاوى، بل تبرأ البعض منه، ونأى عن نفسه من تحمل تبعات دعوته.