وثائقي "قطب" يكشف اعترافات تنظيم 1965
سيد قطب
عرضت قناة "dmc"، الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي الذي يعرض قصة حياة سيد قطب، القيادي البارز بجماعة الإخوان الإرهابية، اعترافات سيد قطب وتنظيم 1965.
وقال المعلق على الفيلم، إنه في أغسطس 1965 كانت الجماعة على موعد مع صيف استثنائي، حيث أمر الرائد جلال عمر الديب من المباحث الجنائية العسكرية ببدء ضبط وإحضار أفراد التنظيم، وبدا أن العقيد شمس بدران، في ديوان وزارة الحربية قد استبق الأستاذ سيد قطب في عمق الجماعة بضربة قاصمة.
وأوضح اللواء فؤاد علام، نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، أن المباحث العسكرية أمرت بالقبض على عدد منهم وبدأت المباحث العامة هي الأخرى بجمع معلومات وتحقق في مجال آخر ولإكمال بعضهم، حتى تم القبض على الغالبية العظمى من تنظيم 1965 الذي كان يعتبر سيد قطب فقيهه وفيلسوفه.
وقال المعلق على الفيلم إنه في 9 أغسطس ألقي القبض على سيد قطب في مدينة رأس البر بدمياط.
وأوضح فؤاد علام، نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، أنهه قابل قطب 3 مرات، المرة الأولى بعد القبض عليه بعدة ساعات وكان يحقق معه اللواء محمود مراد عبدالحي، "كنت رايح سجن القلعة عشان أوصل ناس من المقبوض عليهم، وتقريبا كان محمد فريد عبدالخالق، وبعد أن أثبت حضوري مع المتهم ودخل السجن قعدت مع المرحوم محمود مراد أستمع للمناقشات الخاصة به".
وأضاف: "قطب كان مدعيا، وبيتكلم وشايف نفسه إنه أعلى من المستمع، وكان يجيب بالقطارة، وفي غير موضع السؤال، وعايز يوصل رسالة معينة للمحقق ومن معه، والمرة الثانية، لما روحت أسلم عبدالعزيز باشا علي، المنسوب إليه إنه هيكون مرشد الإخوان، وكان مطلوب القبض عليه، وكلفت بالقبض عليه وأخدته السجن الحربي، وهناك كان جلال الديب يحقق مع سيد قطب وقعدت معاه ثلاثة ساعة تقريبا، وحضرت جزء وكان نفس طريقة الإجابة والتوهان اللي عايز يتوّه بها المحقق".
وقال المعلق إنه في السجن الحربي كان للاعترافات أن تتوالى، ففي 5 أكتوبر 1965 وفي تمام الثالثة و45 دقيقة أقدم المتهم علي أحمد عبده عشماوي على اعترافات هي الأخطر، والتي ربما كانت مثل قطعة دومينو، الأولى تمايلت على كل ما بعدها.
وأضاف أن عشماوي أدلى باعترافات عن ترتيبات العمل المسلح والتي وضعت داخل بيت سيد قطب بحلوان، وكيف خطط قطب أن تكون خطط المقاومة المسلحة على 3 موجات هجومية لأن اللجوء للدفاع لن ينتهي إلا إلى الفشل.
وتابع المعلق أن عشماوي اعترف نصا: "سيد قطب قال لازم نضرب المراكز الرئيسية في البلد ونخربها، زي محطات توليد الكهرباء والسنترالات ومحطات المياه، والقناطر الرئيسية في كل الجمهورية".
وأضاف عشماوي: "راجعته في موضوع القناطر وقلتله دي عملية الاستعمار كان موجود ومعملهاش، ودى هتعمل تخريب ورجة جامدة، وممكن نلغي عملية ضرب القناطر، وقال إن التنفيذ يتحدد بتأكدنا باكتشاف التنظيم".
وحين سأله المحقق: "ألم يناقشه أحد الرأي في هذه العمليات من الناحية الدينية؟" أجاب: "طبعا ناقشناه وكان الرد إن الحكام بيحاربوا الدين، وإننا أمة غير هذه الأمة ولا ولاء بيننا، وهذه الدولة لذلك فنحن في حالة حرب معها وبالنسبة لنا دار حرب".
وأوضح المعلق أن هذه المبررات المدهشة والتي أسست لموجات عنف في عقود تالية لم يكن أكثر منها إدهاشا إلا أقوال قطب نفسه، ففي السادسة والنصف من مساء الـ 19 من ديسمبر عام 1965 بدأ المحقق صلاح نصار، جوار سكريتر التحقيق مصطفى العسال، استجاوبا للمتهم سيد قطب إبراهيم.
وحين سأله المحقق: "وما الغرض من تسليح التنظيم وتدريب أفراده على الأمور العسكرية"، أجاب: "رد الاعتداء إذا وقع علينا".
وحين سأل: "وما العمليات التي تقرر القيام بها عند كشف التنظيم".
أجاب: "اقترح باغتيال شخصيات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومدير مكتب المشير، ومش فاكر الأسماء الأخرى، وتدمير محطة الكهرباء، وكباري القاهرة وقناطر محمد علي، وأوامري هي ألا يقوموا بأي عمل إلا إذا كان بإمكانهم توجيه الضربة شاملة وفي أوسع نطاق".
وأوضح المعلق أنه في معرض أقواله عن تفاصيل عمليات الاغيتال والتخريب التي استهدفها التنظيم لإرباك الدولة، قال قطب: "أضفت أنا قناطر محمد علي لأن المقصود إحداث الارتباك".
وحين سأله المحقق: "وما الذي يدعوك لاقتراح تخريب القناطر الخيرية"، أجاب مبررا وبدم بارد: "تدمير محطات الكهرباء وكباري القاهرة يحدث ارتباكا شديدا للسلطات قد يمتد 6 أشهر، وقلت القناطر لإحداث ارتباك أشد".
وقال المعلق إنه هكذا اعترف قطب بكل شيء ووقّع أسفل أقواله.
وقال اللواء فؤاد علام، نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، إن قطب كان ناقما جدا، واعترافاته واعترافات عشماوي وآخرين تؤكد أنه وصل به الجنون إنهم يفجروا القناطر الخيرية لإغراق الدلتا بأكملها ومعناها خراب بالنسبة للدولة وهيموت مئات الألوف من الناس، "فتاواه وتكليفاته في هذه المرحلة تؤكد أنه كان مستعدا إلى تدمير أي شيء في سبيل إنه يحقق نجاته ونجاة الإخوان.
وأوضحت سلمى أنور، باحثة في العلوم السياسية، أن قطب نزل الميدان بمنطق المحارب "لو هتخيرني بين أنا أموت ولا أنت تموت يبقى أنت تموت، لأنه شايف إنه بيصنع تاريخ، ولأن لديه بذرة فيلسوف ومفكر فهو يرى تطور المجتمعات لفترات طويلة، ولما ينظر إلى تطور المجتمع في ألف سنة فإيه يعني أما الدلتا تروح أو حتى يموت مليون والمهم إن الأمة المصرية فتية وتجيب غيرهم".