سمير عطا الله يهاجم الـ"إيكونومست": القلم المجهول سر نجاحها
الكاتب اللبناني: كرهت حدّتها.. وأفضل الـ"نيو يوركر"
الكاتب سمير عطا الله
كشف الكاتب سمير عطا الله الصحفي اللبناني، سر نجاح مجلة الـ"إيكونومست" البريطانية، قائلًا إنَّ الشيء البارز فيها كما يقول الأكاديمي الأمريكي ألكسندر زيفن، إنَّها خالية من أي توقيع أو اسم، بما فيها رئيسة التحرير، فالقلم المجهول يحمي نفسه من الضغوط، وفي أي حال اتّجاهات الـ"إيكونومست" السياسية هي في افتتاحياتها، والافتتاحية تقليد لا يوقّع.
توزّع 1.5 مليون نسخة كل أسبوع.. وترسل لمكاتب حكّام العالم وكبار السياسيين والاقتصاديين
ووصف "عطا الله"، في مقاله بجريدة الشرق الأوسط، الـ"إيكونومست"، بـ أهمّ مجلات العالم وأقدمها، مشيرًا إلى أنَّ بدايتها كانت منذ عام 1843، وتوزّع 1.5 مليون نسخة كل أسبوع، معظمها في الولايات المتحدة، ويرسل الموزّعون نسخة منها على مكاتب حكّام العالم وكبار السياسيين والاقتصاديين.
وفاجأ "عطا الله" قراءه ومتابعيه بإعلانه أنَّه لا يحب الـ"إيكونومست": "كيف سأبدو عندما أقول إنني لست من محبّذي الـ إيكونومست؟ سوف أبدو مضحكاً أمام 1.5 مليون قارئ و30 مليون متابع على الـ سوشيال ميديا، وإمبراطورية تقارب القرنين.. لكن عملاً بمبدأ الليبرالية الذي تدّعيه الـ إيكونومست، أنا لا أحبّها".
"إيكونومست" غارقة في السياسة والاقتصاد والحروب.. و"نيو يوركر" ميّالة إلى الثقافة والتحقيق السياسي
وحول عادات قراءته للمجلة، استطرد "عطا الله": "كنت في البداية أقرأها أسبوعياً ثم اختلّت العادة، ومنذ سنوات أترك الأمر للمصادفة، أو للوجود في بلد ليس فيه الكثير مما يُقرأ، وبالمقارنة لم أنقطع أسبوعاً عن مجلة نيو يوركر منذ أكثر من نصف قرن".
وقارن الكاتب اللبناني بين المجلتين، بقوله: "قد يُقال لا وجه مقارنة بين الاثنين: واحدة غارقة في السياسة والاقتصاد والحروب، وواحدة ميّالة إلى الثقافة والتحقيق السياسي والكاريكاتير الأكثر عمقاً في العالم، وعندما تأتي نهاية الأسبوع، تكون قد اطّلعت على معظم ما سوف تطلعك الـ إيكونومست عليه، وهي سوف تتنبّأ لك في تحاليلها بأحداث لن تحدث وتخاطبك من فوق، بلغة التفوّق، كما كانت تفعل قبل مائة عام، هذا النوع من الصحافة ليس ما أحبّ، في الماضي كان الكثيرون من أبناء جيلي يقرأون كل أسبوع، إما بعض، أو كل الـ تايم أو نيوز ويك، الـ باري ماتش أو الـ إكسبرس، والـ صنداي تايمز، والـ إيكونومست ونيويورك".
وحول معايير العمل الصحفي بشكل عام والكتابة في الشؤون الدولية بشكل خاص قديمًا، أوضح الكاتب اللبناني أنَّ ذلك كان يقتضي الاطلاع على ما كان شائعاً آنذاك، فالتلفزيون كان نادراً، والراديو كان محدوداً والصحافة المكتوبة كانت في أوجها، قراءة الـ"إيكونومست" عند أهل المهنة، كانت نوعاً من الواجب.
ليس هناك حرب لم تهلّل لها الـ إيكونومست.. لكن تاريخها لا يخلو من مواقف جيدة
وعن تحوله من مداومة قراءتها إلى النفور منها، قال الكاتب اللبناني: "إذا أردت الاستغناء عن بعض تلك المجلات أو عن جميعها، يمكن لـإيكونومست أن تغنيك في تنوّعها، أن تغنيك عنها"، مستدركًا: "لكن تلك المجلة متزايدة النجاح والتوزيع والنفوذ، أسبوعاً بعد أسبوع، وعاماً بعد عام، وعقداً بعد عقد، ظلّت حدّتها تنفّرني".
واستشهد "عطا الله"، بما ذكره أحد رؤساء تحريرها السابقين: "ليس هناك حرب لم تهلّل لها الـ إيكونومست"، ولكن لا يخلو تاريخها من مواقف جيدة، كما حدث في حرب العراق وفضيحة سجن أبو غريب أو في اتهام بول ولورينتس بالفساد في البنك الدولي، أو في فضح بعض الزعماء الأفارقة".
وفي ختام مقاله، قال الكاتب اللبناني: "كلما تدهورت الصحافة الورقية والأسبوعية، ازدادت هي ازدهاراً، لكن من أصل 1.5 مليون مشترك، 300 ألف فقط على الإنترنت".