بعد جدل "النسبية والمطلقة".. خبراء يشرحون نظم جديدة للانتخابات
أشهرها "الفردي" وأغربها القائمة المنقوصة والقوائم المختلطة
مجلس النواب
مع اقتراب انتهاء الفصل التشريعي لمجلس النواب الحالي، دخل عدد من الأحزاب مختلفة الأيديولوجية في حوار مجتمعي للتوافق حول نظام انتخابي جديد يحقق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع القوى السياسية في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراءها في نوفمبر المقبل.
وبعد جلسات الحوار الوطني حول النظام الانتخابي الأمثل الذي يتناسب مع طبيعة المرحله الراهنة، والتي شارك بها أغلب الأحزاب، هناك مؤشرات إلى الاتجاه لإجراء الانتخابات البرلمانية بواقع 75% بنظام القوائم المغلقة، و25% بالنظام الفردي، هذا ما أكده فؤاد بدراوي، السكرتير العام لحزب الوفد، لـ"الوطن"، مشيراً إلى أنه بعد التشاور مع أكثر من 10 أحزاب حول جميع النظم الانتخابية مناقشتها باستفاضة هناك توافق على الأخذ بنظام القائمة المطلقة والفردي.
وفي ظل التوجه لإجراء الانتخابات وفق نظام القائمة المغلقة والنظام الفردي، سيطرت حالة من الجدل بين الأحزاب، حيث أكد عبدالناصر قنديل، أمين الشؤون البرلمانية لحزب التجمع، لـ"الوطن"، رفض الحزب فكرة التوجه للأخذ بنظام القائمة المطلقة في الانتخابات بالنسب التي تطرحها بعض القوي السياسية، مشدداً على ضرورة الانتخاب بنظام القائمة النسبية مع وضع ضمانات لتمثيل الفئات.
"الوطن" ترصد من خلال عدد من الخبراء السياسيين النظم الانتخابية المختلفة التي من الممكن الأخذ بها في الانتخابات البرلمانية، ويأتي أشهرها النظام الفردي وأغربها نظام القائمة المنقوصة ونظام القوائم المختلطة.
نظام "الفردي"، يعرفه الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بأنه يتسم بالسهولة واليسر في حساب أصوات الناخبين عقب عملية الاقتراع، ويفوز فيه مرشح واحد الذي يحصل على 50%+1 من عدد الأصوات الصحيحة، ويستبعد المرشحين المنافسين الحاصلين على أقل من 50% من الأصوات.
عن مميزاته، يقول الدكتور محمد رجب، رئيس الأغلبية بمجلس الشورى السابق، إنه النظام الأقرب لثقافة الشعب المصري، خاصة أن هناك نسبة غير قليلة من الأميين، ويقوي العلاقة بين النائب والناخب، نظراً لشعور النائب باستمرار أن من أعطوه أصواتهم في الانتخابات يتابعون أدائه داخل المجلس ومدى حرصه على تحقيق وعوده الانتخابية.
وبالنسبة لعيوبه، يرى "رجب" أن شعور النائب بأنه تحت التقييم من أهالي دائرته، يجعله يحرص على التواصل معهم لمعرفة قضاياهم والعمل على حل مشاكلهم بالتواصل مع الجهات التنفيذية، وبذلك يتحول إلى نائب خدمات لإرضاء هؤلاء المواطنين، مقابل تراجع دوره التشريعي والرقابي داخل المجلس، فضلاً عن سلبيات هذا النظام أثناء وقت الانتخابات وهي أن أي مرشح لابد أن يملك المال حتى يستطيع المنافسة لصالحه.
نظام "القائمة المطلقة"، يعرفه "ربيع" بأنه نظام الكتلة الحزبية، وتقسم فيه البلاد إلى عدد محدد من الدوائر الانتخابية، وتضع القوى السياسية قوائمها الانتخابية في هذه الدوائر المقررة، وقد ينضم لهؤلاء المستقلين، كما تضع قوائم احتياطية يتم اللجوء إليها في حال بطلان أو إسقاط عضوية أو وفاة أحد النواب المنتخبين، ويتنافس في الدائرة الواحدة أكثر من قائمة، والقائمة التي تحصل على 50%+1 من الأصوات الصحيحة تفوز بكل مقاعد الدائرة، وتخسر كل القوائم الأخرى التي نالت أقل من 50% من الأصوات.
ومن جانبه، يعتبر "رجب" القائمة المطلقة أسوأ النظم الانتخابية وقريبة من النظام الفردي لأنها تهدر 49% من أصوات الناخبين لصالح قائمة واحدة حازت على 50%+1 من الأصوات، وتخلف الكثير من المشاكل أبرزها ظاهرة شراء الأصوات الانتخابية.
وأيده في الرأي "ربيع" الذي يرى أن أبرز مشاكلها العصبيات، والعنف الانتخابى، واستخدام المال السياسي في العملية الانتخابية، وتهدر مبدأ تكافؤ الفرص بين القوى السياسية المتنافسة في الانتخابات، ولا تشجع الأحزاب على المشاركة، لأنها تمنح الفرصة لسيطرة تيار واحد على المجالس المنتخبة.
نظام "القائمة النسبية"، يعرفه "ربيع" أنه نظام يتنافس فيه أكثر من قائمة تعدها الأحزاب، ويتسم بتمثيل الأحزاب في المجالس المنتخبية بذات النسب التصويتية التي تحصل عليها من عدد الأصوات الصحيحة للناخبين.
ويوضح طريقة حساب النسب التصويتية للقوائم المتنافسة في الدائرة الواحدة، أنه لو تم تحديد ثمن المقعد بقسمة الأصوات الصحيحة 500 ألف صوت، على عدد مرشحي القائمة البالغ عددهم 100 مرشح، فيصبح ثمن المقعد 5000 صوت، وبالتالي القائمة التي حصلت على 250 ألف صوت تفوز بـ50 مقعداً، والقائمة التي حصدت 150 ألف صوت تحصل على 30 مقعداً، والقائمة التي نالت 75 ألف صوت تفوز بـ15 مقعدا، والقائمة التي حصلت على 25 ألف صوت تفوز بـ5 مقاعد.
ويعقب "رجب" أن القوائم النسبية لا تهدر أصوات الناخبين، وتقلل إلى حد ما من استخدام المال السياسي في الانتخابات، وتعطي فرصة لمشاركة جميع الأحزاب في الانتخابات والتمثيل الجيد في المجالس المنتخبة وفق النسب التصويتية التي حصلت عليها، مما يحدث التنوع داخل هذه المجالس.
ويرى أن هناك أنظمة انتخابية بالقائمة أكثر ديموقراطية بجانب القائمة النسبية يأتي نظام "القائمة المنقوصة" الذي لا يشترط فيه أن تقدم القائمة كاملة بل تترك بعض المقاعد شاغرة يضع فيها الناخب بعض المرشحين الآخرين، ونظام "القوائم المختلطة" الذي يتيح للناخب تقديم القائمة التي يشكلها من المرشحين من أكثر من قائمة متنافسة في الانتخابات.