المدير الإقليمي لـ"سيداري": مصر تستهلك أكياسا بـ٢٫٥ مليار جنيه سنويا
تسعيرها للمستهلكين كفيل بترشيد الاستهلاك
أطنان من البلاستيك تستعد لتأخذ طريقها للمستهلكين
أكد الدكتور حسام علام، المدير الإقليمى لقطاع النمو المستدام بمركز البيئة والتنمية للإقليم العربى وأوروبا «سيدارى»، أن الأكياس البلاستيكية تمثل خطراً كبيراً على البيئة، ويجب إيجاد حلول بديلة لها، مشيراً إلى أن هناك مقترحات يمكنها حل الأزمة، أبرزها تقليل الاستهلاك وتصنيع شنط من مواد يعاد استخدامها من جديد، وتشجيع المصانع على إضافة مادة التحلل حتى يمكن التخلص من هذه الأكياس فور الانتهاء من الحاجة إليها، وفرق «علام» بين نوعين من التحلل بقوله: «هناك تحلل عضوى، وهذا مستخدم فى بعض الدول الأوروبية، حيث يتم تصنيع الأكياس من المنتجات العضوية مثل الذرة، وهذا الأمر يستحيل تطبيقه فى المجتمعات النامية، فمن غير المعقول أن تكون هناك مجاعات فى بعض الدول ويقومون بصناعة الأكياس من الأكل، ورغم أن التحلل العضوى يعتبر أفضل لكنه غير مناسب لكل الدول، والنوع الثانى يتم استخدامه على نطاق واسع، وهو التحلل الكيميائى، وفيه يتم وضع مادة كيميائية على الأكياس خلال مرحلة تصنيعها، وبعد فترة زمنية محددة الأكياس تتحلل إلى عناصرها الأولية».
رئيس شعبة البلاستيك: لا يمكن الاستغناء عنها.. وسوء الاستخدام يحولها إلى "قنبلة بيئية موقوتة"
وطالب «علام» بضرورة تغير أسلوب الاستهلاك فى مصر، من خلال الترويج إلى إعادة استخدام الأكياس وتقليل المستهلك منها، متابعاً: «فى مصر نستهلك أكياساً بـ٢٫٥ مليار جنيه سنوياً، ويتم شراء المادة الخام من الخارج بالعملة الصعبة»، واقترح المدير الإقليمى لقطاع النمو المستدام إلزام التجار بوضع تسعيرة للأكياس بشكل علنى، لأن اعتقاد المواطن أنه لا يدفع ثمن الأكياس، يؤدى إلى محاولة اقتناء أكبر عدد ممكن منها، ظناً منه أنها مجانية، مضيفاً: «لو كل هايبر ماركت عمل تسعيرة على الأكياس سيقل استخدامها، لأن المواطن سيجد نفسه يدفع أموالاً فى أكياس يتم التخلص منها بعد مرة واحدة من الاستخدام»، وأشار إلى قيام وزارة البيئة بالإعلان عن مبادرة للتشجيع على استخدام الأكياس القابلة للتحلل، ولاقت قبولاً كبيراً فى سلاسل الهايبر ماركت الشهيرة، حيث أعلنت ٧ إدارات مختلفة تضامنها مع مبادرة الوزارة، لأن الأكياس صديقة البيئة وستحمى الحياة من خطورة الأكياس التقليدية، التى تتسبب أحياناً فى سد المصارف ما يسبب أزمة حقيقية لوزارة الرى.
من جانبه قال خالد أبوالمكارم، رئيس شعبة البلاستيك بغرفة الصناعات الكيماوية، إن الأكياس القابلة للتحلل أكياس عادية تضاف إليها بعض المواد الكيميائية ما يؤدى إلى تحللها بعد فترة زمنية محددة، قد تكون أسابيع أو شهوراً حسب رغبة إدارة الشركة المستهلكة، مشيراً إلى أن أغلب الأكياس يتم تصنيعها من البولى إيثيلين أو البولى بروبالين، وخواصها لا تتأثر بعد إضافة مادة التحلل، مؤكداً أن هناك بعض الدول قامت بحظر دخول منتجات مغلفة بأكياس غير قابلة للتحلل، ورغم أن تكلفة هذه الأكياس تزيد بنسبة ٧٪ عن الأكياس العادية إلا أن هناك اتجاهاً عالمياً بالاعتماد عليها، وأضاف أن هناك عدة دول تحظر دخول المنتجات البلاستيكية ذات السمك الأقل من ٢٠ ميكرون، إلى أراضيها، نظراً لعدم القدرة على السيطرة على هذه الأكياس، بل وألزمت هذه الدول المستوردين بضرورة التأكد من وجود مادة التحلل فى كل منتجات البلاستيك، ونوه «أبوالمكارم» إلى عدم وجود معوقات تمنع تصنيع أكياس صديقة للبيئة، والأمر فقط يعود إلى رغبة المواطن فى تطبيق منظومة البلاستيك الجديدة، وتابع: «ماكينة تصنيع الأكياس العادية تصنع القابلة للتحلل»، موضحاً أن سبب استهلاك المواطنين أطناناً من الأكياس سنوياً يرجع فى المقام الأول إلى مجانية الحصول على الأكياس، وتابع: «لو بقى فيه تنظيم للاستخدام المشكلة هتتحل، فى مصر الأكياس ببلاش وده بيزود الاستهلاك، ولو الناس دفعت تمن الأكياس هيقل الاستخدام لذلك من الأفضل تسعيرها»، ودعا «أبوالمكارم» إلى عدم إلقاء الأكياس فى البحيرات والنيل، لأنها تتسبب فى موت الأسماك، وشدد على ضرورة ترشيد الاستهلاك من خلال حملات توعية للمواطنين، واستخدام الأكياس القابلة للتحلل، لخدمة البيئة والحفاظ على الكائنات الحية، مشيراً إلى أن البلاستيك بشكل عام لا يمكن الاستغناء عنه أو اعتباره أحد ملوثات البيئة، لكن سوء استخدامه هو الذى يجعل منه خطراً تجب مواجهته.