سمك الكيلي فيش الفيروزي
في ظل العديد من الدراسات التي هدفها الوصول إلى علاج فعال للشيخوخة، ركز العلماء في أبحاثهم الأخيرة على سمكة أفريقية ارتبطت بظاهرة بيولوجية متعلقة بتطور الحياة الجنينية، والتي قد تكون لها آثار محتملة على علاج شيخوخة الإنسان.
السمكة الأفريقية محل الدراسة، هي "كيلي فيش الفيروزية" Nothobranchius furzeri، والتي تعيش في برك ضحلة معرضة للجفاف بدولتي زيمبابوي وموزمبيق في المواسم الممطرة، بحسب ما ذكرته صحيفة "الإندبينت" البريطانية.
ويُعتبر سمك الكيلي فيش الفيروزي، من بين الفقاريات الأقصر عمرًا في العالم، ويقضي معظم حياته جنينًا مدفونًا في تربة غابات السافانا الأفريقية، لكنْ عند قدوم الأمطار، وتكوُّن بِرَك المياه؛ يفقس بيض السمك وينضج، بحسب ما ذكرته مجلة "nature" العلمية.
وبحسب أبحاث العلماء، وجد أن سمك "الكيلي فيش" البري يصل إلى سن البلوغ في فترة قد لا تتجاوز 14 يومًا؛ مما يعني أنها تنمو من بويضة إلى مرحلة النضج الجنسي خلال أسبوعين فقط، ما يُكْسِبها لقب الكائن الفقاري الأسرع نضجًا في العالم.
ويضمن هذا النضج السريع أن يكون لدى سمك "الكيلي فيش" الوقت الكافي للتكاثر، كما يقول الباحثون.
ووفقا للدراسة الجديدة التي نشرت في مجلة "علم" ، يمكن لسمكة "كيليفيش" وضع نفسها في حالة "تعليق النمو"، أو ما يعرف علميا باسم "فترة البيات" أو "طور السكون"، أثناء تطوها كجنين، وهو ما يعني عمليا وقف عملية "النمو" بشكل كامل، وبالتالي مساعدة الكائن الحي على البقاء في البيئات القاسية؛ لتجد الأبحاث أن الأجنة تضع وظائف، مثل نمو الخلايا وتطور الأعضاء، في طور السكون أو البيات لعدة أشهر أو حتى سنوات من دون مقايضتها بالنمو والبلوغ أو الخصوبة أو فترة الحياة.
ومن خلال فهم "آليات السكون" يمكن أن يساعد في علاج الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، وحتى الحفاظ على الأعضاء البشرية، حيث قالت "آن برونيت"، عالمة الوراثة في جامعة ستانفورد، التي شاركت في تأليف التقرير: "لقد حددت الطبيعة طرقا لإيقاف الزمن".
وأظهر البحث، أن الجينات ذات العلاقة بتكاثر الخلايا ونمو الأعضاء قد تم إيقاف عملها خلال فترة السكون الجنيني في سمكة "كيليفيش الفيروزية" الأفريقية، وفي غضون ذلك، تم حث الجينات التي كانت تعمل كمراقبة للنظام، فيما تأثرت الجينات الأخرى المرتبطة بصيانة العضلات والتمثيل الغذائي.
واكتشفت الدراسة أن بروتينا يدعى "سي بي إكس 7"، الذي يبدو أنه يزداد إفرازه خلال فترة السكون، يلعب دورا رئيسيا في تنظيم التحولات الجينية، كما رأى الباحثون أن التلاعب بهذا البروتين داخل البشر، قد يكون ممكنا، ويزيد من احتمال تغيير في فسيولوجيا الشيخوخة.
تعليقات الفيسبوك