عن سوء ثقافة الانسحاب يحدثنا الكاتب الراحل العظيم «عبدالوهاب مطاوع» قائلاً: «لن تفوز فى أى مباراة إلا إذا كنت من اللاعبين، أما الانسحاب قبل أن يبدأ اللعب فلا يحقق سوى الحسرة».
ويحدثنا عن ذلك أيضاً الكاتب الأمريكى الشهير «روبرت شولر» صاحب برنامج «ساعة من الطاقة» قائلاً: «الأشخاص الذين تمكنوا من النجاح رغم كل ظروفهم المستحيلة، هم عادة ما يكونون ببساطة أشخاصاً لا يعرفون معنى للانسحاب».
وسبب البداية بهذه الكلمات بالطبع هو المشهد المتخاذل المسىء الذى صدره لنا نادى الزمالك للألعاب الرياضية أمس، بانسحابه المتعمد من مباراة القمة، والمصحوب مع الأسف بسيناريو ردىء يحمل كل دلالات الكذب والخداع والغش والتدليس، ويحمل فى نفس الوقت تبريرات متناقضة وساذجة ما كان ينبغى أبداً أن تصدر عن مثل هذا الكيان العريق، لأنها ضربت عرض الحائط بكل القيم والمبادئ التى تحكم قواعد اللعب النظيف، وأهانت كذلك كل عناصر اللعبة بلا أى استثناء، ناهيك عن تقديم أسوأ مثل للأجيال الجديدة عن كيفية ممارسة أقصى درجات البلطجة العلنية، وإضاعة الوقت، وإهدار المال العام، دون أى رادع من قانون، أو وازع من ضمير وأخلاق.
يا سادة بكل أمانة وموضوعية الدولة الآن على المحك، إما حساب عادل وحاسم وعسير لكل من تسبب فى هذا الخطأ الفادح، وهذه الجريمة النكراء، أو ميوعة وتسويف معتادان سيؤديان حتماً لمزيد من الفوضى العارمة التى ستضرب بعنف كل جنبات المنظومة الرياضية والأخلاقية، لتحيلها إلى أطلال لا قيمة لها.
بعد أن استعرضت فى المقال السابق المشكلة المتعلقة بالبرنامج الوطنى لإنتاج تقاوى الخضر أثلج صدرى للغاية التفاعل الإيجابى السريع من وزارة الزراعة لتذليل جميع العقبات التى كان من الممكن أن تحول دون تحقيق هذا البرنامج الحيوى شديد الأهمية لبلادنا لأهدافه المرجوة كاملة غير منقوصة وفى التوقيتات المحددة له تماماً، ومن أفضل الإجراءات التى تمت فى هذا الشأن هو استبعاد الاستعانة بأى شركات أجنبية تحقيقاً للصالح العام، وحفاظاً على دعائم الأمن القومى، والاكتفاء بالجهود العلمية لعلمائنا الأجلاء فى معهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية.
كل الشكر والتقدير للسيد وزير الزراعة على الإجراءات الفاعلة والسريعة، والشكر موصول للسيد أحمد إبراهيم المستشار الإعلامى للوزارة على سرعة التواصل والعمل على الوصول الأمين لكل الحقائق، وكل الرجاء إلى الله جل وعلا بالتوفيق والسداد فى الإنجاز الكامل لهذا المشروع العملاق، الذى سيحمل (حال تمامه) كل الخير لبلادنا الغالية بإذن الله تعالى.