أمهات عاملات خارج مظلة الإجازات: "شغلنا صعب يكون من البيت"
رشا سيد
مهن عدة ظروفها حتمت على العاملات بها الذهاب إلى العمل يوميا، إذ يصعب عليهن متابعة عملهن من منازلهن، ما حرمهن من الإجازة التي مُنحت للأمهات العاملات بمجالات عدة، وفقاً لتوصية برلمانية بمنح المرأة العاملة إجازة حتى الأول من أبريل، ما تسمح لهن بمباشرة العمل من أماكنهن، دون الضرورة إلى الخروج من المنزل.
"أنا شغلي محتاج وجودي بشكل دائم، وحتى لو عرفت أخد إجازة هتبقى كام يوم ومش متواصلين".. بهذه العبارة استهلت منال حسن، 32 عاما، ممرضة، وإحدى سكان منطقة شبرا الخيمة، وولي أمر لطفلتين تتراوح أعمارهما ما بين الـ 5 سنوات والـ 8 سنوات، حديثها حول موقفها من الإجازات الممنوحة للأمهات العاملات، وتتابع: "قبل ما أعرف موضوع تعليق الدراسة أسبوعين، وديت عيالي عند والدتي، وبعدين عرفت إن هيكون فيه أجازات لمهن معينة، لكن أكيد إحنا مش فيهم"، مضيفة أنه منذ انتشار فيروس "كورونا" فضّلت بقاء أطفالها عند والدتها، خوفاً عليهم من العدوى، وذلك نظراً لظروف عملها التي تحتم عليها التعامل مع المرضى والاختلاط بهم، دون معرفة حالتهم الصحية، أو احتمالية إصابتهم بالفيروس، مشيرة إلى أنها تستعمل كميات كبيرة من المطهرات لخوفها على أولادها من العدوى وتقوم بزيارتهم لفترات قصيرة عند والدتها لفترات قصيرة، قائلة: "مادام مش هنقدر ناخد أجازة، محتاجين يكون فيه شيفتات، يعنى كل مجموعة تروح يومين تلاتة، وتبدل مع زميلتها".
وتقول علياء محمد 29 عاماً، مهندسة مدنية، تقطن بمنطقة مدينة نصر، وولي أمر لطفل بـ"الحضانة"، وطفلة بالصف الثالث الابتدائي: "اتصلت بوالدتي عشان تيجى تقعد مع الأولاد اليومين دول، لأني صعب أقدر أخد أجازة من شغلى"، مشيرة إلى أنها حاولت أن تحصل على إجازة من مديرها بالعمل، ولكنه رفض لظروف العمل، وأن المشكلة في عملها أنه يعتمد على وجودها بالشركة، ومن الصعب أن تعمل من المنزل، مستبعدة تنفيذ القرار عليها بسبب عملها بشركة مقاولات لا بد أن تتواجد فيها وتكون على اتصال بالموقع الخاص بالشركة.
لم يختلف الوضع كثيراً عند رشا سيد، في أوائل الثلاثينيات، طبيبة، تقطن بمنطقة الجيزة، وولى أمر لثلاثة أطفال بمراحل عمرية مختلفة، ما بين "الحضانة" والصف السادس الابتدائي، حيث تقول: "طبيعة شغلي تمنع إني أشتغل أو أتابع شغلي من البيت، ومضطرة أنزل شغلي بشكل طبيعي، ومعتمدة إني ولادي الكبار يخلوا بالهم من الصغيرين لحد ما أرجع من شغلي"، مضيفة أنها ستحاول أن تأخذ إجازة يومين أسبوعيا، كي تجلس مع أطفالها رغم إدراكها لصعوبة تحقيق ذلك لكنها ستحاول تماشياً مع الظروف المحيطة الطارئة، قائلة: "مضطرين نسحتمل لحد ما الفترة دي تعدي".
وتقول هدى سعد، 29 عاما، تقطن بمنطقة روض الفرج، دكتورة "صيدلانية"، وولي أمر لطفل 5 سنوات وطفلة فى التاسع من عمرها: "اضطريت أسيب ولادى مع واحدة صاحبتى، عشان ما أقدرتش أخد أجازة من شغلي، ووالدتي مريضة وساكنة في منطقة بعيد عني"، مضيفة أنها حاولت أن تأخذ أجازة مؤقتة من عملها للجلوس مع أطفالها، لكن صاحب العمل أجابها أنه من الممكن أن تحصل على أجازة متقطعة وليست متصلة، متابعة: "مفيش قدامى غير حلين، لا أخد أجازة بدون مرتب وده صعب، لإما أنزل يوم ويومين لأ، ومش عارفة إيه الحل تحديداً لأن مفيش حل هيرضى جميع الأطراف.