"سامية" الأم المثالية بالمنيا: ربع قرن كفاح مع زوجها المريض والأبناء
الام المثالية بالمنيا
ربع قرن من الزمان بالتمام والكمال، سطرت فيه "سامية"، السيدة التي حصلت على لقب الأم المثالية في محافظة المنيا، قصة كفاح كبيرة، بدأت برعاية الزوج المصاب بشلل نصفي طولي وجلطة دماغية، والكفاح والسهر والتعب من أجل تربية الأبناء الـ3.
سامية جابر أحمد محمد، مواليد 1957، تقيم في بحي كفر المنصورة، بجنوب مدينة المنيا، تزوجت من مختار سعد محمود في عام 1977، كان يعمل وقتها في شركة النيل لحليج الأقطان، وفي يوم 30 ديسمبر من عام 1995، أصيب الزوج بشلل نصفي طولي وجلطة دماغية، فبدأت الأم تكافح، وتخلص من أجل رعايته، إذ كانت تخرج من المدرسة الثانوية الفنية للبنات، التي تعمل بها معلمة تخطيط، لتمكث بالساعات على ماكينة خياطة، للاعتماد على نفسها في تدبير نفاقات أسرتها دون الحاجة لأحد.
بالعرق والصبر والأمل والتضرع لله بالدعاء، نجحت سامية في تربية أبنائها الثلاث أحسن تربية، حتي تخرج الابن الأكبر "محمد" 40 عاما، في كلية التربية، ليسير على درب أمه المثالية، ويمتهن نفس مهنتها، مدرس تربية فنية بمدرسة عثمان بن عفان، ثم تخرجت "سماح" 33 عاما، في كلية السياحة والفنادق، وهي تعمل حاليا بدولة البحرين، وأخيرا لحقت بها "سمر" 29 عاما، حينما تخرجت في كلية الصيدلة، لتعمل طبيبة في المستشفى الجامعي.
قالت الأم "المثالية": حينما أصيب زوجي بالمرض، كان أكبر أبنائي "محمد"، لايزال يتلقى تعليمه كطالب بمرحلة الثانوي العام، وكانت "سمر" طفلة، لا يتجاوز عمرها الـ4 أعوام، أخذت على عاتقي تحمل مسؤولية الأسرة كاملة، فربطنا الحزام في مصاريف المنزل، حتى تمكنت من شراء ماكينة خياطة، ساعدتني في اجتياز هذا الاختبار.
وتضيف: قررت الحصول على دراسات تكميلية، حتى تخرجت في معهد فوق متوسط، وفي عام 2006، توجهت إلى بنك ناصر الاجتماعي، واقترضت مبلغا بضمان معاش الزوج، دفعته مقدما لشراء سيارة أجرة "تاكسي"، حتى يعمل عليها ابني"محمد"، لسياعدني في تحمل المسؤولية، وبعد مرور 4 سنوات من شراء التاكسي تخرج "محمد"، وجرى تعينه معلما، فقررت بيع التاكسي، ثم اشتريت قطعت أرض لبناء منزل من عدة طوابق عليها، حتى أخصص شقة لكل ابن من ابنائي، لنقيم معا في عقار واحد، لأن ظروف مرض زوجي، تجبرنا على أن نعيش جميعا في مكان واحد.
أضافت الأم المثالية، لم أقصر قط مع أبنائي، ربيتهم على الأدب والأخلاق، واحترام الغير، والصبر والأمانة، وتحمل المسؤولية، التي اكتسبتها بمرض زوجي، لأن إصابته بجلطة دماغية، تسببت في حدوث تليف في المخ، وقد اصطحبته للكثير من المحافظات، أملا في شفائه، لأنه سندنا ونور منزلنا.
وفي عام 1998، أي بعد عامين فقط من إصابته، أصدرت الشركة التي كان يعمل بها قرار عجز كلي، وخرج منها ليحصل على معاش قيمته 153 جنيها، وكان وقتها راتبي 260 جنيها، ولأنني حاصلة على دبلوم تفصيل، كنت أفصل أكياس مخدات وزي مدرسي وفساتين، وكنت التزم منزلي، ولا أخرج منه أبدا بعد عودتي من عملي، إلا للضرورة القصوى، حتى لا أترك زوجي بمفرده لدقيقه واحدة.