مصريون يحكون لـ"الوطن" تجاربهم مع حظر التجول حول العالم بسبب كورونا
التواصل مع الأهل ومتابعة الأخبار.. يوسف: مصر سبقت العالم في إجراءاتها
فيروس كورونا المستجد يتنشر في أوروبا
اتخذت الكثير من دول العالم، قرارات بحظر التجول، للمحافظة على أرواح مواطنيها من انتشار فيروس كورونا المستجد، ومنها المملكة العربية السعودية والأردن وبلجيكا وفرنسا وسلطنة عمان، بعد تزايد أعداد المصابين بالفيروس الذي أصبح يمثل خطرا على الكثير من الدول، مثل إيطاليا.
"الوطن"، تواصلت مع مصريين مقيمين بالخارج في دول عربية وأوروبية، فرضت حظر التجول على مواطنيها، حيث قاموا بسرد تفاصيل يومهم أثناء فترة الحظر في تلك البلاد.
ويقول وائل أحمد، مصري مقيم بسلطنة عمان، إن الجهات المسؤولة في السلطنة، أعلنت إغلاق جميع المحال التجارية ومنافذ البيع داخل وخارج المراكز التجارية.
وأضاف لـ"الوطن": "أبلغونا أمس الأول في العمل أن قوة الحضور في المقر لن تزيد على 30%، وسنعمل من المنزل، وأنا أؤيد قرارات السلطنة للحفاظ على صحة وأرواح المواطنين والمقيمين"، مشيرا إلى أنه يقضى وقته حاليا في متابعة آخر مستجدات الفيروس حول العالم.
وتابع: "أتصل بعائلتي دائما في مصر للاطمئنان على صحتهم، وبالطبع أخاف عليهم من الإصابة، فالفيروس منتشر بشكل مرعب في دول العالم، ونصحت عائلتي بعدم الخروج من المنزل والالتزام بعدم التواجد في تجمعات كبيرة".
وكانت سلطنة عمان، أعلنت تعليق الدراسة في كل المؤسسات التعليمية مدة شهر، للحد من فيروس كورونا المستجد.
"سألتزم بالأوامر الملكية التي تقضي بحظر التجول من الساعة الـ7 مساءً، حتى الساعة الـ6 صباحًا، لمدة 21 يوما من مساء أمس الاثنين، حيث أعمل مهندسا مدنيا، في المملكة العربية السعودية، وأنا بطبيعة الحال أحب الجلوس ليلا في المنزل، كما أنني أريد أن أحافظ على نفسي من فيروس كورونا المستجد، سأتابع التلفاز وبعض البرامج الرياضية، وأنجز بعض مهام العمل"، حسب حديث المهندس محمد شريف، مصري مقيم في مدينة جدة السعودية، لـ"الوطن".
وأضاف "شريف": "الأمن السعودي سيغرم من يخالف القرار من المواطنين مبلغ 10 آلاف ريال سعودي، والحبس 20 يوما، أما إذا كان وافدا، فسيتم ترحيله، حيث إن جهة العمل حثتنا على البقاء في منازلنا خلال المدة المقبلة، بخاصة فترة منع التجول، وعدم الخروج إلا في حالات الضرورة القصوى، في الفترة التي لا يسري فيها المنع، إذ إن المحافظة على الصحة العامة، باتت من أهم الواجبات المواطنين والوافدين أيضا".
يوسف عبدالقادر، مترجم مصري مقيم في بلجيكا، يشرح لـ"الوطن"، أن الإجراءات مشددة للغاية في بلجيكا، حيث أصدر رئيس الوزراء قرارا بحظر التجوال، ثم تم تعديل الجملة إلى تشديد الإجراءات، وأصبح كل مواطن في بلجيكا لديه 30 دقيقة فقط في اليوم للخروج من منزله إلى السوبر ماركت والصيدلية فقط.
وأضاف "عبدالقادر" لـ"الوطن": "مفوضية اللاجئين في بلجيكا أوقفت جميع طلبات اللجوء بسبب الوضع الآن، والشوارع أصبحت فارغة والوضع مخيف، ومنذ يوم السبت الماضي أغلقت الحكومة صالات السينما والمسارح وكل أماكن التجمعات البشرية، وأي عمل غير ضروري في ظل هذه الأوضاع أصبح متوقفا، والموظفون سيتقاضون بدلا للبطالة بدعوى الكوارث".
وتابع: "جميع الحدائق العامة أغلقت، وبالأمس بدأت الشمس في السطوع ما جعل كبار السن يذهبون إلى الشواطئ، إلا أن الشرطة قامت بإغلاق الشواطئ وجعلتهم يغادرون، ومنعت ألعاب الأطفال في الحدائق".
وأوضح أن هناك أزمة حدثت في بلجيكا، فالتجار الأجانب قاموا بتخزين البضائع ورفعوا الأسعار، لكن التجار ذوي الأصول البلجيكية لم يقدموا على هذه الخطوة نهائيا، مضيفا أنه قام بشراء أدوية منزلية للأطفال، وبعض المواد الغذائية لزوجته، لكن هناك ندرة حاليا في البصل والدقيق، والكثير من المواد الغذائية والبضائع بدأت تنفذ من المحال التجارية.
واختتم "يوسف" حديثه لـ"الوطن": "كان اليوم هو الأخير لي في العمل، حيث إنني أعمل في شركة ترجمة تابعة للحكومة، لكن وزارة الهجرة واللاجئين أبلغتنا أنها لن تستطيع المخاطرة بنا، أما الأمهات العاملات في الدولة مثل زوجتي التي حصلت على إجازة سوف تحصل على راتبها لكن بخصم نسبة منه، على العكس من مصر التي ستحصل المرأة العاملة على راتبها كاملا، وبكل صدق فإن الدولة المصرية اتخذت خطوات سباقة عن الدول الأوروبية لمكافحة فيروس كورونا المستجد".
"أعمل الآن طباخا في مطعم واستكمل الدراسة وأتدرب في شركة لتداول الأوراق المالية بالبورصة، حيث أقيم في مدينة ست بالقرب من موبيلية، وهي مدينة سياحية تطل على البحر المتوسط، ومنذ شهر نوفمبر تشهد فرنسا بداية فصل الشتاء ويؤدي ذلك إلى انحسار فترات العمل وأركز في الدراسة، كما أنني سافرت إلى مصر لمدة أسبوعين وعدت مرة أخرى في شهر ديسمبر"، حسب حديث المصري المقيم بفرنسا، محمود نبيل، لـ"الوطن".
وقال "نبيل": "المدينة تحولت إلى ثكنة عسكرية لمنع التجمعات في الشوارع، وهناك الكثير من المواطنين الذين يقومون بتخزين المواد الغذائية، ومنذ خمسة أيام أبحث عن لبن أطفال لطفلتي الرضيعة والتي تبلغ شهرين ولم أجد".
واختتم "نبيل"، حديثه لـ"الوطن": "الدولة تدفع رواتب المعطلين عن العمل والذين لديهم عقودا مع الأماكن المغلقة بعد قرارها، ولا أعرف ما مصير الإقامة التي سأذهب غدا لتجديدها".