أطفال الـ"كورونا": التعليم عن بُعد.. وتنمية المهارات "منزليا"
أطفال الـ"كورونا"
تغيّرت الحياة من حولهم فجأة، كانت صاخبة فأصبحت أكثر هدوءاً، كانت منظمة وتسير وفق جدول محدّد مسبقاً، صارت خالية من أى التزامات، المدرسة لم تعد مكاناً يومياً يذهبون إليه كل صباح، بل عدة برامج وتطبيقات إلكترونية ينصتون إليها جيداً فى محاولة للفهم عن بُعد، النادى أغلق أبوابه فى وجوههم وحرمهم من متعة اللعب ومواصلة تمارينهم الرياضية. بين يوم وليلة، تغيرت حياة الأطفال، بصورة تعجز عقولهم الصغيرة عن استيعابها، بعضهم حاول اللحاق بركب الكبار وفهم ما يدور حوله، والبعض الآخر اجتهد فى سبيل معرفة ذلك الفيروس الذى قلب حياتهم رأساً على عقب، سواء من حواديت الأمهات أو الفيديوهات التى يتابعونها على السوشيال ميديا.
داخل المنازل، المقر الدائم للأطفال، بذل الآباء جهوداً كبيرة وفرضوا إجراءات وقاية حازمة لضمان عدم تسلل الفيروس إلى أجساد صغارهم، عبر أصحاب البيت الذين يخرجون إلى العمل يومياً ويضطرون إلى الاختلاط بآخرين، أو الزوار الذين يتردّدون على منازلهم، حتى ضاق الأطفال ذرعاً بكل ما يُحاط بهم من إجراءات وصفوها بالتعسّفية، لدرجة أن بعضهم رسم «كورونا» فى كراسته عبارة عن وحش كاسر له 8 أذرع يلتقط بها كل المخالفين لتعليمات الوقاية.
أطباء المناعة والفيروسات، طمأنوا الآباء الذين يشعرون بحالة من الخوف والهلع على أطفالهم، خوفاً من تعرّضهم للعدوى، بتأكيد أن الفيروس لا يؤثر على حياة الأطفال. إغلاق كل الطرق التى كان من شأنها الترفيه عن الأطفال، دفع بعض الأمهات إلى التفكير فى طرق بديلة لتسلية أطفالهم، وفى الوقت نفسه تنمية مهاراتهم واكتشاف مواهبهم، والأطفال أنفسهم ممن امتلك معلومات كبيرة عن الفيروس، واستوعب خطورته ومراحل تطوره، قرروا تصوير فيديوهات لتوعية أقرانهم بطرق الوقاية بغسل الأيدى باستمرار والحرص على النظافة الشخصية.