يواصل الانتشار.. هل يتسبب "كورونا" في فوضى سياسية واقتصادية عالميا؟
توقعات بتأثيرات قوية للفيروس على النظم الاقتصادية قد تمتد لأجيال
الفيروس القاتل يفتك بالعالم
بات الاقتصاد العالمي متأثرا بدرجة كبيرة بانتشار فيروس كورونا المستجد، الذى وصل إلى جميع أنحاء العالم تقريبا، وأصاب أكثر من مليون ونصف مليون شخص، ما زاد مخاوف كثير من المراقبين بشأن مستقبل الأوضاع السياسية والاقتصادية على الصعيد العالمي.
"كيسنجر" يتوقع احتمال استمرار الفوضى السياسية والاقتصادية الناجمة
في هذا السياق، توقع وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، احتمال استمرار الفوضى السياسية والاقتصادية الناجمة عن وباء الفيروس التاجي لأجيال، واعتبر أنه خطر غير مسبوق في الحجم والعالمية.
ووصف الدبلوماسي السابق، في مقال لمجلة وصحيفة "وول ستريت جورنال"، الوباء الذي نتج عن جائحة الفيروس التاجي بالخطر غير المسبوق في تاريخ البشرية من حيث الحجم والعالمية.
واعتبر السياسي البالغ من العمر 96 عاما، أن "سعادة البشر ورخاء الأمم، لا يمكن تحقيقها إلا بثقة الناس في الحكومات، وينبغي على السلطات التنبؤ بالمشاكل التي تقترب، والتغلب عليها، ثم استعادة الاستقرار".
وقال كيسنجر، إنه بعد انتهاء جائحة "كورونا"، ستصدر العديد من الأحكام ضد المؤسسات الحكومية وضد الحكومات نفسها، بشأن كيفية تعاطيها مع هذا الوباء.
وأنهى الوزير الأمريكي حديثه قائلا: "يجب ألا نكافح فقط ضد الفيروس التاجي، بل يجب أيضا العمل بالفعل على إنشاء نظام عالمي لما بعد الفيروس".
وشغل "كيسنجر" منصب وزير الخارجية في عهد الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد.
"بلومبرج": الاقتصاد العالمي سيتكبد 5 تريليونات دولار نتيجة فيروس كورونا
وقدر خبراء اقتصاد حجم الخسائر التي سيتكبدها الاقتصاد العالمي بسبب جائحة كورونا، والإجراءات التي اتخذتها حكومات للحد من انتشار الفيروس القاتل بنحو 5 تريليونات دولار بحسب ما نقلت وكالة "بلومبرج".
وأوضحت أن العالم يدخل في أكبر ركود اقتصادي في فترة السلم منذ الثلاثينيات، حيث أن العديد من الحكومات أمرت الشركات خاصة بتعليق أنشطتها، كما أوعزت للناس بالبقاء في منازلهم.
ورغم هذه التقديرات السلبية، إلا أن "بلومبرج" أشارت إلى أنه يتوقع أن تكون فترة الركود الاقتصادي قصيرة الأجل.
ويعتقد خبراء البنك الأمريكي "مورجان ستانلي" أن اقتصادات البلدان المتقدمة لن تعود إلى مستويات ما قبل الأزمة قبل الربع الثالث من 2021.
وظهر فيروس كورونا للمرة الأولى في نهاية العام الماضي في الصين، وبعد ذلك انتشر في معظم بلدان العالم، وأعلنت منظمة الصحة العالمية في 11 مارس الماضي أن انتشار الفيروس يعد جائحة.
بهاء محمود: "كورونا" لن يتسبب في فوضى سياسية لكن سيؤثر على الاقتصاد
إلا أنه في المقابل، قال بهاء محمود الباحث المتخصص في الشؤون الأوروبية والعلاقات الدولية، إن فيروس كورونا لن يتسبب في انتشار فوضى سياسية ولكنه أثر على الاقتصاد العالمي بإغلاق عديد من الشركات والمصانع والاستغناء عن نصف العمالة، في الوقت الذي تعمل الشركات نتيجة تعطش السوق ما يدفعها والمصانع بدول العالم إلى الإنتاج لإشباع احتياجات السوق رغم وجود الأزمة.
وأضاف الباحث في الشؤون الأوروبية أن الأزمة الاقتصادية سوف تنتهي بمجرد الانتهاء من انتشار فيروس كورونا ولكن تدريجيا حتى تستعيد الدول قوتها وقدرتها على الإنتاج بشكل مستمر دون توقف.
علي الإدريسي: الاقتصاد العالمي سيتعافى تدريجيا بعد الحد من انتشار الفيروس
بدوره اتفق الدكتور علي الإدريسي الخبير الاقتصادي مع الرأي السابق بأن "كورونا" لن يتسبب في انتشار فوضى سياسية، وذلك لتماسك النظم السياسية ما يحول دون ذلك.
وأضاف "الإدريسي"، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إلا أنه من الناحية الاقتصادية فإن انتشار فيروس كورونا كبد عديد من دول العالم خسائر كبيرة وتوقف كثير من القطاعات مثل شركات الطيران والسياحة التي تسببت في تراجع هائل في الاقتصاد.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن الاقتصاد في العالم مبني على هذه المؤسسات التي تعطلت، وأن عودة الاقتصاد إلى حيويته يأتي تدريجيا بعد الحد من انتشار الوباء، كما ستعود الثقة لدي المستثمرين المحليين والأجانب والمؤسسات.