بيت مال بكل محافظة.. مقترح حزبي لمحاربة الفقر وتطوير قطاع الصحة
يهدف للحد من ظاهرة التسول وتعدد جهات جمع الأموال من المواطنين
رؤوف السيد
أطلق حزب الحركة الوطنية المصرية مبادرة "بيت مال بكل محافظة" تودع فيه أموال الزكاة والصدقات للأهالي بكل محافظة على حدة على أن تخصص أمواله للإنفاق على البطالة والفقر وتطوير القطاع الصحي الحكومي وزواج البنات اليتيمات والغرماء وكذلك الإنفاق على كل البنود التي أقرها الشرع لأموال الزكاة.
وأقترح اللواء رؤوف السيد رئيس الحزب إنشاء صندوق لتطوير المستشفيات الحكومية، باعتبارها هي الوحيدة التي تعد مصدر للعلاج في الكوارث والأوبئة، مؤكدا أنه في الموافقة على تدشينه من قبل الجهات المعنية سيكون الحزب أول المساهمين بـ2 مليون جنيه فيه.
الحركة الوطنية: سنقدمه للجهات المعنية لاتخاذ ما تراه مناسبا لتنفيذه
وقال رئيس الحزب إن الحزب انتهى من إعداد هذه المقترحات بهدف القضاء على الفقر والجهل والبطالة وتطوير القطاع الصحي الحكومي وسيتم التقدم بها إلى مجلسي الوزراء والنواب، والسلطات المعنية لاتخاذ ما تراه مناسبا بشأن تنفيذها من خلال ما ينص عليه الدستور والقانون.
وأضاف أنه يرى أن تتولى وزارة التضامن الاجتماعي وهيئة الرقابة الإدارية الإشراف والرقابة على المبادرة، على أن يتم تشكيل مجلس أمناء يتولي مسئولية الإدارة وتكون عضويته من الأزهر وأعضاء مجلس نواب بالمحافظة والقضاء وحكماء ورجال أعمال وعضو من أحد الجهات الرقابية السيادية.
وأكد الدكتور حسن سليمان عضو المكتب السياسي للحزب، أن الهدف من المبادرة دعم الأسر الأشد احتياجا والأكثر فقرًا وتشجيع جميع أطياف المجتمع لإيداع زكاتهم وصدقاتهم في بيت مال المسلمين لكل محافظة بما يساعد أيضا أجهزة الدولة في القضاء على الابتزاز والتسول لجمع الأموال سواء في الشوارع وعلى شاشات التلفاز.
ويرى سليمان أن تنفيذ المبادرة سينهي على التسول والإعلانات التي تتجاوز المليارات وشراء المقرات للجمعيات والتي تقدر بالملايين، مشيراً إلى أن دور الأحزاب التي ترغب في المشاركة سيكون بدفع زكاة مال أعضائها وقياداتها في بيت المال وكذلك قيام الكوادر الحزبية في كل محافظة بإبلاغ بيت المال عن الفقراء والمحتاجين الذين يستحقون المساعدة والإنفاق عليهم في كل دائرة بما يساهم معلوماتيا وماديا واجتماعيًا في تزويد بيت المال بالبيانات لإنهاء البطالة والتسول والفقر والجهل وسوء الخدمات المقدمة بالقطاع الصحي الحكومي.
وتابع أن أزمة كورونا والتجارب التي تمر بها البلاد أثبتت أن القطاع الصحي الحكومي هو بالفعل الملاذ الآمن لأي مواطن سواء فقير أو غني بما يستلزم منا دعمه وتطويره من أموال بيت المال خاصة وإننا لم نري أي دور للقطاع الصحي الخاص في أزمة كورونا بل كان الدور الأبرز للقطاع الحكومي.
وفند سليمان أهداف المبادرة على النحو التالي: القضاء على الفقر لأبناء المحافظة، والقضاء على الجهل والبطالة، وتطوير القطاع الصحي الحكومي، وباقي بنود مصاريف الزكاة، ومعرفة كل متبرع بأمواله أين تذهب، ووضع ضمانات تمنحه الحق في الاطلاع على بنود الصرف في أي وقت يشاء بالإضافة إلى اعلان نشرة دورية بسياسات بيت المال ومركزه المالي.
وشدد سليمان على أنه تم بالفعل إعداد معايير لأوجه الصرف في المبادرة على أن يتم اعتمادها من مجلس الأمناء لبيت المال بعد تدشينه لتحقيق الهدف من الإنشاء، منوهاً إلى أن مصادر بيت المال تتمثل في زكاة أبناء المحافظة وصدقاتهم، وضريبة المساهمة التكافلية للشركات داخل المحافظة على أن تخصص لتطوير التأمين الصحي الشامل بالمحافظة، وتخصيص 1% دعم من كافة الرسوم التي تفرض على المواطنين.
وأكمل أن مجلس إدارة بيت المال المقترح ستكون مدته 3 سنوات فقط ويعاد انتخابه على أن يكون التشكيل كالآتي: المحافظ وانجازاته تعد شرطا لتجديد ولايته على الصندوق، وعضو من رجال الدين بالمحافظة، وعضو من رجال الأعمال والحكماء بالمحافظة، وعضو من وزارة المالية والهيئة العامة للرقابة المالية، عضو من وزارة العدل، عضو من رجال الأمن القومي بالمحافظة، وأعضاء من المؤسسات والجمعيات الأهلية الحالية.
وأشار سليمان إلى أن المبادرة تتضمن التأكيد على ضرورة وجود الشفافية من خلال نشر جميع إيرادات ومصروفات بيت المال في تقارير ربع سنوية على أبناء المحافظة لتوضيح نسب الإنجاز في كل مجال اجتماعي وفي حالة الإعلان ان المحافظة بدون فقراء وأمية وبطالة وغيرها تمنح جائزة من قبل الدولة وتكون مسوغًا للتجديد للمحافظ لولاية أخرى.
وأوضح سليمان أسباب إنشاء بيت مال لكل محافظة وهي تشتت أو تفتيت جهات التبرعات والزكاة والصدقات على مستوى الجمهورية، والحد من ظاهرة التسول والتردد على المؤسسات الأهلية مما يؤدي الى تفتيت الهدف الاجتماعي، والحد من ظاهرة تعدد جهات جمع الأموال من المواطنين وجمع التبرعات من الداخل والخارج، والحد من صرف أموال التبرعات على الإعلانات وشراء مقرات إدارية بملايين الجنيهات.
ولافت إلى أن من أهداف المبادرة وصول أموال الزكاة للفقراء المستحقين، والحد من تبديد السلع التموينية من خلال الصرف السيئ وتجميع هذه السلع وإعادة بيعها مرة أخرى، والحد من ظاهرة استغلال حاجة الفقراء في الإرهاب، والحد من ظاهرة استقطاب الفقراء في الجماعات الإرهابية والتنظيمات المعادية للدولة، وعدم قهر الفقراء وتصويرهم عند التبرع لهم، وعدم استغلال الأطفال في عمليات التسول والإرهاب الاجتماعي، والتصدي لظاهرة استغلال حاجة الفقراء في الانتخابات.
وأوضح سليمان العائد الذي سيعود على الدولة من بيت المال بكل محافظة وهو تحقيق العدالة الاجتماعية بين أفراد المحافظة الواحدة، وتشغيل العمالة بالمحافظة في المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر ومشاركة الدولة في التنمية المستدامة والشمول المالي، والحد من ظاهرة التبرع لجماعات وتنظيمات إرهابية وتوحيد جهة التبرع وعدم استغلال الفقر والجهل وتجنيدهم، وضمان حياة كريمة لكل مواطن.
وعن آليات المبادرة لصرف المستفيدين الإعانات، قال سليمان أنه سيكون من خلال الكارت الذكي، ومن خلال قوافل من بيت المال التي تزور هؤلاء للتحقق من أنهم من المستحقين ومن أبناء المحافظة، مؤكدا أنه سيكون هناك متابعة دورية للحالات والتغير الذي يحدث على كل حالة، ومتابعة دورية منشورة عن تطوير القطاع الصحي والحكومي.
وشدد سليمان على أنه لن يتم إلغاء دور المؤسسات الأهلية لكن بشرط أن يكون هدفهم خدمة الفقراء والمجتمع عندئذ يكون مرحب بهم في بيت المال المقترح، أما إذا كان دورهم جمع الأموال ودفع نسب عمولات للموظفين وشراء مقرات وجمع أموال من الخارج والداخل في ظل غياب الشفافية لأوجه الصرف والإنفاق فهنا نعتذر لهم عن الانضمام للمؤسسة المقترحة.