عمل الخير لا يعرف فرق بين مسلم ومسيحي خاصة على أرض المحبوبة أم الدنيا، دائما ما يجمعهم حب التعاون ونشر المحبة.
حيرة كبيرة انتابت أحمد المقدامي الشاب الثلاثيني، الذي يعمل صحفيا، خلال تطوعه في حملة لسد احتياج الأسر الفقيرة بتوزيع "كراتين رمضان" لعدم توافر سيارة لنقل تلك الإعانات من القاهرة الجديدة لقريته "الفنت" في محافظة بني سويف، حتى وردت له مكالمة تليفونية من أحد أقاربه يخبره بوجود شخص متطوع بسيارته (إبراهيم عبد الصبور مهندس ببني سويف) لنقل تلك الكراتين مجانا، بسيارته الخاصة.
تعجب الشاب الثلاثيني، من حماس المهندس وتفاجأ أكثر بصوت الترانيم التي حرجت من كاسيت السيارة "اسم مسلم وترانيم وتوزيع كراتين لرمضان" مزيج غريب لم يفهمه "أحمد" حتى اندهش أكثر عندما علم أن إبراهيم مسيحي الديانة.
تفاصيل سفر إبراهيم من وإلى بني سويف لا تستدعي حديثا فهو شيء يفعله لله فقط وفقا لقوله لـ"الوطن": "كان نفسي محدش يعرف أي حاجه عن الموضوع ده دي حاجة بيني وبين ربنا وأنا باخد أجرها أضعاف أضعاف من ربنا وأنا في انتظار أي شخص حتى لو معرفوش يحتاجني".
وتابع: "ربنا أمرنا بكدة واللي يحتاج أي عربية من سياراتي في عمل الخير تحت أمره، وأنا هدفي كله أسعد اليتيم أو الفقير وكل ده عطية من عند ربنا."
لم يفرق إبراهيم البالغ من العمر 41 عامًا بين كنيسة أو مسجد في فعل الخير:" إحنا كلنا أهل نعيش في وطن واحد وأمة عربية واحدة وأنا راجل صعيدي وأبويا رباني على كده"، بحسب وصفه.
فيما وصف "المقدامي" المهندس إبراهيم قائلا: "رجل مبهج يعشق عمل الخير ترك أهل بيته في العيد لتوصيل كراتين رمضان لو بأيدي أكرمه، مسخر سيارته للأعمال التطوعية والخيرية سواء لمسجد أو كنيسة فلا يكل ولا يمل".
وأشار إلى أن العمل على توزيع تلك الاعانات تابعة لمؤسسة "حياة" تحت إشراف الدكتورة راندا رزق أستاذ بكلية الإعلام: "عمل خيري بمجهود تطوعي لا يفرق في الأزمات مسلم ومسيحي يرسخ في أذهاننا دوما أن مصر جميلة بأهلها".
تعليقات الفيسبوك