مبادرات إصلاح أجهزة التنفس.. الطريق السريع لإنقاذ حياة مرضى "كورونا"
"الشفاء المصري" يبدأ صيانة 122 جهاز.. و"تنفس" تتلقى طلبات
احدى مبادرات اصلاح أجهزة التنفس الصناعي
في إطار الجهود الأهلية لمساعدة الدولة في مجابهة التحديات التي فرضها "فيروس كورونا المستجد" ومن بينها توفير أجهزة التنفس الصناعي لإنقاذ حياة المصابين بهذا الفيروس الذي يهاجم الجهاز التنفسي بالأساس، لجأ عدد من المبادرات للعمل على إصلاح أجهزة التنفس الموجودة بالفعل والمعطلة، وسط تقديرات تشير إلى أنها بالمئات، وتوجد في معظم المستشفيات، سواء التابعة للصحة أو الجامعية أو حتى الخاصة.
من هذه المبادرات كانت مبادرة "بنك الشفاء المصري" بالتعاون مع اتحاد الصناعات ل"إصلاح جهاز إنقاذ حياة"، والتي أعلنت أنه نتيجة لارتفاع أسعار أجهزة التنفس الصناعي الجديدة، والتي تتراوح أسعارها ما بين 250 ألف جنيه إلى 500 ألف جنيه، يجب استغلال ما هو متاح من إمكانيات وقدرات من خلال صيانة وتحديث الأجهزة الموجودة بالفعل والمعطلة.
على الصفحة الرسمية للمبادرة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أشارت إلى أن "هناك نحو 460 جهاز تنفس صناعي معطل، بمتوسط تكلفة للجهاز 40 إلى 60 ألف جنيه لإعادة تشغليها، حيث تم البدء بالفعل في صيانة وتحديث المرحلة الأولى لعدد 122 جهاز في أكثر من 31 مستشفى بأنحاء الجمهورية"، مُعلنة فتح باب التبرعات للمساعدة في هذه المهمة.
وأعلنت مبادرة "تنفس" لإنتاج أجهزة التنفس الصناعي محليا، والمكونة من عدد من الشخصيات العامة والأطباء والصيادلة والمهندسين، أنه "تبين للمبادرة وجود العديد من أجهزة التنفس الصناعي المعطلة في المستشفيات العامة والخاصة قد تصل لعدة مئات، ومعظمها معطلة لأسباب تمويلية أو لوجيستية تتعلق بتوفر قطع الغيار".
وأضافت المبادرة على صفحتها الرسمية: "إيمانا منا بأن سرعة إصلاح هذه الأجهزة سيترتب عليه إضافة طاقة مهمة وسريعة للأجهزة الموجودة في المستشفيات فقد قررنا تبني حملة سريعة لإصلاح هذه الأجهزة، تبدأ أولا بحصر عددها والمستشفيات المتواجدة بها من خلال مشاركتكم لنا. فإذا كنت طبيب، ممرض، إداري بأي مستشفى، او تتعامل مع المستشفى كمورد او شركة صيانة وتعلم بوجود جهاز تنفس صناعي معطل، من فضلك أبلغ عن وجوده من خلال هذا الرابط الذي يتطلب أقل من دقيقة لاستكمال بياناته.. وجميع بياناتك سرية".
وقال الدكتور روبرت بطرس، المتحدث الرسمي للمبادرة لـ"الوطن": "مبادرة اصلاح الأجهزة بدأت بعدما لفت نظرهم أحد الفنيين إلى أن هناك كثير من أجهزة التنفس الصناعي المعطلة بالفعل في المستشفيات الحكومية، وهو الأمر الذي أتضح أنه يشمل أيضا المستشفيات الجامعية والخاصة"، لافتا إلى أنه تم التقدم بطلب رسمي لوزارة الصحة لمعرفة عدد الأجهزة المعطلة لديها بالضبط لتدبير الاحتياجات وقطع الغيار اللازمة لها وهو الأمر الذي من شأنه أن يسرع من عملهم، إلا أنه لم يتم الرد على الطلب حتى الآن".
وفي المقابل كشف "بطرس" عن أن هناك محافظين تفاعلوا مع المبادرة، وسلموهم ملف بأسماء الأجهزة المعطلة والأجزاء المعطلة فيها بمحافظاتهم، هذا فضلا عن أنهم تلقوا طلبات كثيرة جدا وفي أكثر من مكان ومحافظة، تشمل بيانات تفصيلية عن أنواع الأجهزة والأجزاء المعطلة فيها، رافضا الافصاح عن عدد هذه الأجهزة، من باب "احترام المبادرة لسرية البيانات".
وأكد المتحدث باسم "تنفس" أنه تم عمل قائمة مبدئية بقطع الغيار اللازمة، والتواصل مع عدد من الشركات لتوفيرها، كما تم التقدم بطلب من خلال إحدى الجمعيات الخيرية للحصول على الدعم المادي اللازم لذلك، وبمجرد الموافقة على الطلب، ستبدأ عمليات اصلاح الأجهزة، وهو الأمر الذي توقع أن يكون خلال أيام.وشدد "بطرس" على أن اصلاح أجهزة التنفس، هو الطريق السهل الأول لتوفير أجهزة التنفس الصناعي للمرضى الذين تتزايد أعدادهم، قائلا: "لو افترضنا مثلا أن هناك 1000 جهاز تنفس عطلان، فمن السهل جدا أن يكونوا في الخدمة خلال أسبوع أو اثنين على الأكثر".